Sunday, July 19, 2009

هل تنجح أندية الشركات في تغيير خريطة الكرة المصرية؟

في ظل عصر،أصبحت فيه المادة هي المسيطرة والمتحكمة في كافة مجالات الحياة ومنها كرة القدم،بات الحديث ملحا حول إمكانية حدوث تغيير في القريب العاجل في خريطة الكرة المصرية بعدما وصل عدد أندية الشركات(الممثلة للقوة الرأسمالية) إلي 9 من أصل 16 نادي في الموسم الجديد،وهو ما يعني بروز قوي جديدة في الوقت الذي بدأت تنحصر فيه القوي التقليدية الممثلة في معظم أندية الأقاليم الجماهيرية،وهنا سنلقي الضوء حول دور أندية الشركات في المواسم الماضية وهل كان لوجودها إضافة فعلية في مستوي المنافسة ومدي إستعدادتها للموسم الجديد

التخطيط والإدارة سر النجاح

إذا أردت البحث عن سبب فشل أو نجاح أي مؤسسة،فابحث عن الإدارة وهو ما ينطبق علي أغلب أندية الشركات،فكل شيء يسير وفقا لخطة زمنية مدروسة،ولنا في نادي الجونة المثال والعبرة
فالجونة تأسس عام 2003،وبدأ مشواره من القسم الرابع حتي بلغ الممتاز للمرة الأولي في موسم 2009-2010 أي أن الفريق حقق أكبر طفرة في تاريخ الأندية المصرية في 6 سنوات فقط،ولا يزال رئيسه سميح ساويرس يؤكد أن ما تحقق هو جزء من الخطة الكبري الموضوعة بوضع الفريق داخل بؤرة المنافسة علي لقب الدوري في غضون عامين من الان!
ولعل ناديي إنبي وحرس الحدود مثالين اخرين علي نجاح منظومة الإدارة،فالفريقين صعدا سويا بموسم 2002-2003،ولم يكتفيا بذلك بل حلا في المركزين الرابع والخامس علي التوالي،وتسبب إنبي وقتها في تغيير مسار درع الدوري إلي ميت عقبة بفوزه الشهير علي النادي الأهلي في ختام مباريات الدوري.
وواصل الناديين رحلة صعودهما في عالم الكرة المصرية حتي تمكن إنبي من إقتناص بطولة كأس مصرفي موسم 2004-2005 وكذلك الحرس بالموسم الماضي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي باتت فيه الأندية الجماهيرية تئن وتعاني من غياب دور الإدارة الواعية وسيطرة الأفراد عليها،فباتت أندية الأقاليم متوقفة علي أشخاص بعينهم(مع كامل تقديرنا لهم) يقومون بدور الممول،وبالتالي فردية القرارات وعشوائيتها في كثير من الأحيان.

رأس المال يترجم التفوق الإداري

وإذا كان للإدارة سببا قويا من نجاح أندية المؤسسات والشركات،فإن العنصر المالي يبقي قرينا دائما لهذا النجاح،فاللاعب يهمه في المقام الأول تأمين مستقبله لعلمه بقصر فترته داخل المستطيل الأخضر،وهو ما توفره له هذه الأندية ذات الموارد الماية الثابتة سواء في قطاع البترول أو القوات المسلحة في الوقت الذي لازالت الأندية الشعبية ضعيفة الموارد في إنتظار الدعم الحكومي أو دعم أفراد بعينهم وبالتالي فإن الأمر إنعكس علي ميزان القوي الشرائية في سوق إنتقالات اللاعبيين في ظل الارتفاعات الفلكية في أجور اللاعبين في الأعوام الخمس الأخيرة وعدم قدرة الأندية الجماهيرية في مجاراة هذه الارتفاعات،ولذا فلم يكن من المستغرب أن يتكرر هبوط أندية مثل الأولمبي والمنصورة والكروم وبلدية المحلة والترسانة إلي القسم الثاني وظهور أندية إنبي وحرس الحدود وبتروجيت وبترول أسيوط وطلائع الجيش والجونة والإنتاج الحربي محلها،وهل ما كان له عامل في إثراء المسابقة فنيا خلال المواسم الماضية بخلاف حقبة التسعينات وما قبلها.


هل تكرر أندية الشركات سيناريو موسم 1982-1983 في ظل تخبط القطبين؟

سؤال بات بفرض نفسه بقوة في الاونة الأخيرة،ففي ظل الإستقرار المالي والإداري لهذه الأندية،أصبح من حقها أن تطمح في هز عرش الكبار في المنافسة علي درع الدوري..ولم لا؟
فالمقاولون العرب فعلها في موسم 1982-1983،وحصد لقب الدوري متفوقا علي قطبي الكرة المصرية في ظل الإدارة الواعية للراحل عثمان أحمد عثمان.
فإذا نظرنا إلي أحوال الأندية المصرية بصفة عامة قبل بداية الموسم الجديد،سنجد ناديي الأهلي والزمالك يمران بحالة من التخبط الفني الواضخ في صفقات الموسم الجديد،فالأهلي(حامل اللقب في المواسم الخمس الماضية) تعاقد مع المهاجم النيجيري فينسنت أباي ولاعب الوسط الجزائري سعيود ثم رحل الثنائي فجأة بدون أن تطأ أقدامها أرض الملعب،وإن كان سعيود في طريقه للرحيل عن طريق الإعارة،وكذلك الحال بالنسبة للوافد الجديد عطية البلقاسي لاعب الأولمبي السابق الذي لم يدخل دائرة إهتمامات المدير الفني حسام البدري بالإضافة لرحيل لاعبين مثل حسين علي وأحمد حسن دروجبا دون إعطائهم اي فرصة للتعبير عن قدراتهما!!
ولم تختلف عشوائية تعاقدات الأهلي كثيرا عن غريمه التقليدي نادي الزمالك الذي أتم التعاقد مع المهاجم البرازيلي أندرسون خلال الصيف الحالي ليظهر بعدها اللاعب بمظهر متواضع في معسكر الفريق بسويسرا بخلاف ظهور مشكلة إحتمالية توقيعه عقدا مع نادي النصر الكويتي قبل الزمالك ليصبح الفريق مهددا بفقد إحدي الأماكن الثلاث المخصصة للاعبين الأجانب دون جدوي شأنه شأن المواسم الماضية !!
وجاء رحيل المهاجم محمد المرسي إلي صفوف الاتحاد السكندري علي سبيل الإعارة حتي نهاية الموسم ليطرح التساؤلات حول مستوي اللاعب الذي إنتقل للزمالك في فترة الانتقالات الشتوية بيناير الماضي،وكذلك للوافد الجديد للاعب أحمد ثروت المهدد بالرحيل.
وإذا نظرنا إلي بعض أندية الشركات قبل الموسم الحالي،نجدها أفضل أحوالا من القطبين في ظل حرص غالبيتها العظمي علي عدم مجاراة الهوجة الشرائية للقطبين وإستقدام اللاعبين في حدود النواحي الفنية المطلوبة،فإنبي ينعم بإستقرار فني تحت قيادة أنور سلامة للموسم الثالث علي التوالي استطاع خلالهم أن يكون فريقا متميزا من لاعبين ذوي الأعمار الصغيرة الذين إكتسبوا قدرا لا باس به من الخبرة التي تؤهلهم لمناطحة الكبار خصوصا بعدما كان الفريق قاب قوسين أو أدني للفوز بكأس مصر في الموسمين الماضيين لولا خسارته في المباراة النهائية أمام الزمالك وحرس الحدود علي التوالي.
واستطاع إنبي تدعيم صفوفه ببعض اللاعبين قبل بداية الموسم أبرزهم لاعب وسط غزل المحلة،نادر العشري الذي كان موضعا للصراع بين الأهلي والزمالك قبل أن يضمه إنبي لصفوفه مقابل 2.5 مليون جنيه بالإضافة لصفقتي المهاجمين زيكا جوري (لاعب بتروجيت السابق) ومصطفي إبراهيم من المقاولون.
ويبدو حرس الحدود قادرا إلي حد كبير علي التواجد ضمن بؤرة المنافسة في ظل القيادة الفنية الواعية للمدير الفني الشاب طارق العشري والتي مكنت الفريق من الحصول علي كأس مصر في الموسم الماضي وتقديمه عروضا طبية ببطولة الكونفيدرالية الإفريقية،فنجد أن الفريق دعم صفوفه أيضا بثلاثة لاعبين هم لاعب الوسط عبد الرحمن محيي من نادي الترسانة والمدافع السنغالي بابا لاتير ومحمد عبد المجيد من نادي بني عبيد.
ويأمل بتروجيت في إستمرار تصاعد المنحني البياني لأداء وترتيب الفريق في الدوري الذي أحرز فيه المركز الثالث بالموسم الماضي ليضمن أولي مشاركاته الإفريقية في بطولة الكونفيدرالية القادمة،وهو ما جعل المدير الفني للفريق مختار مختار يكتفي بضم ثلاثة لاعبين أيضا هم مهاجم الترسانة عاهد عبد المجيد وحارس مرمي مالية كفر الزيات الواعد أحمد خطاب بالإضافة للاعب الغاني كوفي بيكوي.
وجاء نادي طلائع الجيش كأقل الأندية نشاطا في فترة الانتقالات حيث إكتفي بضم هداف نادي النصر أحمد عطا بالإضافة لأحمد طلعت مدافع نادي سكر الحوامدية.
ويبدو طموح اتحاد الشرطة مختلفا في الموسم الجديد بضرورة إحراز مركز متقدم بعدما نجح في ضمان بقاؤه بجدارة ضمن الكبار في الموسم الماضي،فقام الفريق تحت قيادة طلعت يوسف بضم سبعة لاعبين أبرزهم حارس مرمي الترسانة أحمد سعد وأحمد حسن دروجبا مهاجم الأهلي وصامويل كيرا ورامي سعيد وأحمد جلال ومصطفي مشير.
وظهر نادي الجونة كأنشط وأبرز أندية المؤسسات خلال فترة الإنتقالات الصيفية الحالية وذلك لرغبة مجلس إدارته في تثبيت أقدامه مبكرا في أولي مواسمه بالممتاز،فضم الفريق حارس المرمي شريف إكرامي من نادي فينورد الهولندي وثلاثي النادي الأهلي حسين علي ورامي عادل وعبد الحميد أحمد وثنائي الاتصالات وائل رياض وأحمد عمران ومدافع الاولمبي مصطفي فؤاد ورأس حربة الأهلي السابق الناشيء ماندو بالإضافة للاعبين من الإكوادور هما والتر إيلزا وهنري ديلو،وهو ما جعل العديد من الخبراء يرشحون نادي الجونة مبكرا ليصبح الحصان الأسود لهذا الموسم.
وإعتمد نادي الانتاج الحربي(الوافد الجديد علي المسابقة) علي الأسماء التي تملك الخبرة في الممتاز،فضم كل من بشير التابعي وسامح يوسف وأحمد زغلول وحسن موسي وهاني أبو الفضل وأحمد عمران(لاعب الأولمبي السابق) وحارس المرمي المخضرم مصطفي كمال بالإضافة لثلاثي شباب الأهلي مؤمن زكريا ومصطفي صلاح وإسلام عادل.
ولكن يبقي في النهاية عنصر الطموح هو العامل الأساسي الذي يجب أن يتحلي به لاعبو هذه الأندية إذا ما رغبوا بالفعل في دخول دائرة الكبار والصراع علي لقب الدوري.


هل للمادة 18 تأثيرا علي أندية الشركات؟

بالرغم من النهاية الدرامية (المتوقعة) لأزمة المادة 18من لوائح الفيفا وتنازل ناديي الترسانة والاتصالات عن شكواهما بشأن ضرورة تطبيقها علي الدوري المصري إلا أنه إنصافا للحق،فإن التجارب أثبتت مدي الضرورة الملحة لدمج أندية الشركات التي تتبع هيئة واحدة تحقيقا لمبدأي الشفافية وتكافؤ الفرص،فبالرغم من الإضافة الفنية التي تحققت للمسابقة إلا أن واقعة اللاعب زيكا جوري لا تزال تحمل العديد من علامات الاستفهام،فنادي إنبي أشرك اللاعب أمام بتروجيت في نصف نهائي كأس مصر الموسم الماضي رغم عدم قانونية مشاركته ،وبالتالي كان من حق بتروجيت الطعن في نتيجة المباراة التي فاز بها إنبي دون وجه حق لولا إنتماء الناديين لقطاع البترول وتدخل الوزير سامح فهمي لفض الاشتباك سريعا..فهل لو كانت المباراة بين ناديي الأهلي والاسماعيلي لانتهت الأمور بهذه الطريقة؟؟
ويبقي أن نشير إلي عدم مصداقية المقولة الدائمة التي يرددها أعضاء اتحاد الجبلاية بعدم إنطباق شروط المادة 18 علي الدوري المصري بإعتباره غير مصنفا ضمن دوريات المحترفين..فهل سمع أحدكم من قبل عن دوري للهواة وصل سعره ل150 مليون جنيه وربما أكثر؟؟

2 comments:

جحا المصرى said...

متهيألى فى امل اندية الشركات تعمل حاجة كويسه

micheal said...

جحا
وارد جدا يا عم جحا
بس برضه أنا مش ضد تطبيق المادة 18
:)
تحياتي