Wednesday, October 15, 2008

عفوا..الفشل في بكين لم يكن مفاجأة

لست أدري حتي الان ،كيف كان البعض يعتقد أن البعثة المصرية في بكين ستكرر إنجاز أثينا 2004 بالحصول علي خمس ميداليات علي الأقل وربما مضاعفتهم وزيادة عدد الذهب،فكل المؤشرات بعد نهاية دورة أثينا تؤكد أن البعثة في بكين كانت علي موعد مع صفر جديد يُضاف إلي قائمة أصفار طويلة لن يكون صفر المونديال اخرها بهذا الحال،ولكن جاءت برونزية البطل المصري هشام مصباح في وزن 90 كلج رجال لتحفظ ولو جزء بسيط من ماء وجه الرياضة المصرية،ولكن السؤال يطرح نفسه من وجهة نظر موضوعية:لماذا لا يعد الفشل مفاجئا في بكين ؟1
عندما يكون المسئول الأول عن الرياضة في مصر (المهندس حسن صقر) لا هدف له سوي تصفية حسابات شخصية مع رئيس نادي شرعي منتخب لإزاحته من علي كرسيه وإحضار صديقه الملياردير رجل الأعمال بدلا منه ليتحول المجلس القومي للرياضة في السنوات الأخيرة إلي مادة إعلامية ثرية لصفحة الحوادث وساحات القضاء،وبالتالي ينتهي ويختفي مشروع البطل الأوليمبي وسط جو مشحون ومعبأ بكل ما هو فاسد وقبيح وبعيد عن وجه الرياضة الحقيقي.2
_عندما يقسم حسن صقر الهيئات والاتحادات الرياضية إلي قسم الحلفاء وقسم الأعداء بسبب لائحته الجديدة الفريدة من نوعها التي سببت الصدام مع اللجنة الأوليمبية المصرية،فلا تندهش بعد إعلان السيد صقر وسط منافسات الدورة الأوليمبية عن نصره المبين علي معسكر الأعداء في تمرير اللائحة وتطبيقها،وبالتالي،فلا داعي للدهشة عندما تعلم أن رئيس البعثة المصرية الأوليمبية هو رئيس اتحاد لعبة الهوكي التي لم تنجح من الاساس في التأهل لبكين وأنه باق في منصبه بخطاب مزور حتي يومنا هذا..أرزاق!!
3_عندما يخرج علينا أحد مسئولي المجلس القومي للرياضة في مصر بتصريح مفاده أن الوصول لاولمبياد بكين إنجاز كبير في حد ذاته وأن الإعجاز هو الحصول علي ميدالية وها نحن قد حققناه!!..ميدالية ثمنها 80 مليون جنيه لدولة تعدادها 80 مليون نسمة..يا بلاش!!
4_عندما يكون الإعلام الرياضي في مصر لا هم ولا هدف له سوي مناقشة مشاكل الكرة بتوافها وصغائر الأمور بها..فظللنا طوال 4 سنوات نسمع جملا مكررة مثل:لماذا لا يحصل نادي الزمالك علي بطولات وهل يلعب حسني عبد ربه في الاهلي ام الإسماعيلي أم يحترف في كوكب بلوتو وأفلام إنتقالات اللاعبين مثل فيلم "أوسه العنيد و حكايته مع الواد هاني سعيد"،وطبعا لا تنتنظروا من القائمين علي الإعلام الرياضي ما هو أكثر من ذلك،فسنلطم الخدود ليوم أو يومين بعد نهاية الدورة ثم تتوه مشاكل الرياضة في مصر حتي نفاجأ بقدوم دورة لندن 2012..هو صحيح إيه اخر أخبار الإنتقالات الشتوية في الأهلي والزمالك؟4
_عندما ينشغل رؤساء الاتحادات بالانتخابات فقط لا غير بالإنتخابات وكيفية بقائهم علي الكراسي وبالتالي،فلا وقت لإكتشاف المواهب وصقلها وإعدادها بالشكل اللائق لمثل هذا الحدث العالمي..فعلا عمل تطوعي!!
5_عندما يردد لاعبونا و مدربينا مقولة ظلم القرعة وظلم التحكيم وعوامل الطقس والجغرافيا والميتافيزيقا وما وراء الطبيعة التي كانت السبب الأكبر في هزيمة لاعبينا في جميع المنافسات فلا تنتظروا أي وقوف علي الأخطاء الحقيقية ولا كيفية معالجتها ولا الإعتراف بالفوارق الشاسعة بييننا وبين دول العالم الاخر..متي تنتهي عقدة الإضطهاد عندنا؟6
_عندما نهلل ونرقص ونفرح بإعتلاء منصات التتويج في الدورات العربية والإفريقية والرمضانية ونتحدث بعدها عن الريادة وحكاية ال7000 عام حضارة وشعارات "مشربتش من نيلها"(مع الإعتذار للمطربة شيرين)،فلا تنتظروا سوي التعامل مع منطق المسكنات وأن الشعب المصري قلبه طيب وبينسي الُمر بسرعة ويفضل يهلل للفرحة طول عمره.
7_عندما يذهب معظم لاعبونا سواء في اللعبات الفردية أو الجماعية للدورات الأوليمبية وهم خائفون ومرتعشون ومكفهرون وكله تحت الشعار التمثيل المشرف الذي في الغالب ما ينتهي بمقولة"يكفينا فخر المشاركة".8
_عندما نهمل الجانب النفسي لأبطالنا وكيفية الحفاظ علي مواهبهم وتطويرها،وبالتالي فلا تندهشون عندما يحصد كرم جابر الذهبية في أثينا 2004 لينطلق بعدها كالمارد الخارج من القمقم،فتكون نتيجته المنطقية هي السقوط المخزي في بكين،ولا نندهش عندما يحصد ملاكمونا 3 ميداليات بدورة اثينا،ليكتفي بعدها الملاكمون واتحاد اللاكمة بالمكافأت المجزية،ويُفضل الملاكمون إعتزال اللعبة،فهذا لا يدل سوي علي غياب التخطيط النفسي العلمي لاسليم لكيفية تحفيز البطل لإستمرار مشواره في الإنجازت والبطولات..والا فماذا يفعل السباح الأمريكي مايكل فيليبس صاحب ال14 ذهبية في دورتين أولمبيتين؟هذه هي للأسف بعض خطايا وعورات الرياضة المصرية،ولكن بالتأكيد يبقي الأمل في الإصلاح قائما فقط إذا ما خُلصت النوايا أولا وإعترفنا بقيمة العلم والتخطيط وتركنا الصدفة والعشوائية وترديد مقولة"السيد الوزير ابو وش حلو"..وفي هذا حديث اخر.
مقتطفات سريعة من الدورة:
- واقعة عدم مشاركة الرباع السعودي علي بن دحيلب في منافسات رفع الأثقال بسبب نومه العميق في فندق البعثة وعدم إيقاظ أحد الإداريين له في الوقت الذي صرح فيه الأمريكي مايكل فيليبس صاحب ذهبيات بكين ال8 أنه سيأخذ راحة لمدة 10 أيام فقط للإعداد بعدها لدورة لندن 2012 تكشف الفارق الحقيقي بين العرب والعالم الخارجي.
- بعد إتهام الحصان الصيني الشرير بضياع 3 ميداليات علي مصر في لعبة الخماسي الحديث بسبب تامره علي عمرو الجزيري وايه مدني وأمنية فخري،لا أدري لماذا تذكرت جملة الزعيم عادل إمام الشهيرة:"كل واحد يجي ويجيب معاه لاغاليغه "
- حصاد العرب(أكثر من 300 مليون نسمة) جميعا 7 ميداليات بينهم ذهبيتان ،بينما حصدت دولة كينيا(34 مليون نسمة)
15 ميدالية من بينهه 5 ذهبيات وحصدت منغوليا(2 مليون نسمة) ذهبيتين وفضيتين..فعلا أمجاد يا عرب أمجاد
نُشر في سبتمبر الماضي

2 comments:

Zika said...

كلامك مؤثر جدا
انا بس عايز اقول ان مصر فيها ابطال اوليمبيه كتيره جدا
بس بتتقتل
كل يوم بيتقتل بطل اوليمبي
انا اتقتلت وغيري اتقتل
كنت بلعب العاب قوي
انا لما كان عندي 11 سنه
كنت ال 7 علي الجمهوريه
في مسابقات اعمار اكبر مني
وكنت الاول في معظم مسابقات قطاعات الجيزه
ولحد سن 15 سنه كان فيه امل
اني اكون رياضي ليا اسم
بس اول لما بدانا ندخل في الجد
كان فيه اسباب كتيره للفشل
مش هقولك الواسطه والكوسه
لاني هبقي مكرر
لكن بارضه عدم اهتمام الاهل والدراسه والامكانيات في الانديه الصغيره وغيرها
حاجات كتيره بتمنع وجود بطل اوليمبي مصري
صدقني في مواهب كتيره بتموت في مصر
احييك علي مدونتك الرائعه ومقالك الهايل
تحياتي
زيكا

micheal said...

زيكا
خكايتك دي نموذج لغياب التخطيط وعدم وجود معايير إحترافية حقيقية ُتدار بها منظومة الرياضة في مصر
يعني ِأنت المفروض كان يتعملك معسكرات في الخارج من أجل رفع مستواك وحتي تكتسب المزيد من الخبرات بالإحتكاك الخارجي
بخصوص الدعم..فلو كل اتحاد بيوزع الدعم صح ولو مكنتش أغلب فلوسنما بيتم توجيها لكرة القدم..فكان زمان حالنا اختلف
منورني يا زيكا وأتمني أنك تتابعني دايما
تحياتي