Friday, October 24, 2008

نحن وهؤلاء..وقضية بث المباريات


أصبح موضوع بث المبارايات قضية الساعة في الوقت الحالي،فبالرغم من انطفاء فتيل الأزمة بين النادي الأهلي واتحاد الكرة وموافقة الأهلي علي إذاعة مبارياته بدءا من مباراة بتروجيت علي الفضائيات المتعاقدة مع اتحاد الكرة،الا أن هذا الحل يبدو مؤقتا وتسويف للمشكلة التي ستثار من جديد وبشكل أكثر حدة بين الطرفين ما لم يدخل نادي الزمالك كطرف ثالث في الموضوع في حال نجاحه في إطلاق قناته الفضائية التي وعد بها الأستاذ ممدوح عباس رئيس النادي المعين قبل بداية الموسم الجديد،ومما سيزيد من سخونة القضية أن العقد الموقع بين اتحاد الكرة والفضائيات ينتهي بنهاية الموسم الحالي،لذا كان لابد من القاء الضوء علي قضية البث في الخارج وكيف يتعاملون معها في ظل معايير احترافية حقيقية مع التركيز علي التجربة الإنجليزية الأكثر نجاحا في العالم حتي يومنا هذا.البريميرليج نموذج لصناعة كرة القدم المربحةيعد الدوري الإنجليزي هو الأقوي والأكثر شهرة ومشاهدة في العالم بين جميع الدوريات المحلية،ويكفي أن نعرف أن هذا الدوري يتابعه أكثر من نصف بليون نسمة في 202 دولة وان أنديته العشرين تحقق مجموع أرباح يتجاوز ال108 بليون جنيه استريلني بفارق 40% عن أقرب منافسيهم وهم الأندية الإيطالية،ولكن كيف وصل الحال بالإنجليز إلي هذه الأرقام الفلكية؟


بدأت فكرة البريميرليج بنظامه الحالي عام 1992 حين قرر الإنجليز ضرورة أن يكون الدوري الإنجليزي هو رقم واحد علي المستوي الأوروبي والعالمي وهو ما لن يحدث الا بإستقطاب اشهر نجوم الكرة في العالم بدلا من ذهابهم للعب في الدوري الإيطالي(الأكثر شهرة وقتها) ونظيره الإسباني،وتبلورت الفكرة بشكل اوضح عندما نجح المنتخب الإنجليزي في بلوغ المربع الذهبي لمونديال 1990 بإيطاليا في أفضل إنجاز للكرة الإنجليزية منذ فوزها الشهير بمونديال 1966 علي حساب الألمان،ورأي الإنجليز ضرولرة استقلالية الأندية عن اتحاد الكرة وأن تكون قادرة تماما علي القيام بعملية التمويل الذاتي وتحقيق الارباح وذلك لان عائد ال44 مليون جنيه استرليني من البث التليفزيوني للدوري القديم لا تكفي لتحقيق هذا الهدف،ومن هنا جاء اتفاق الاندية الإنجليزية في يوم 17 يوليو 1991 بإقامة البريميرليج في شكل شركة محدودة من حاملي الأسهم بحيث يملك كل نادي من المشاركين أسهمه المستقلة في تلك الشركة علي أن يتم إنتخاب رئيس لهذه الشركة ومدير تنفيذي وأعضاء مجلس إدارة لمتابعة الأمور اليومية علي أن يكون اتحاد الكرة الإنجليزي عضوا في هذه الرابطة وأن يكون له حق الفيتو"الإعتراض" في إختيار المدير ورئيس مجلس الإدارة وفي أي قانون جديد ُيراد تمريره فيما يتعلق بشكل الدوري،وبالفعل بدا الدوري الجديد عام 1992 تحت مسمي"carling premiership" تحت رعاية كارلنج،واشترت شبكة"Bsky B" العملاقة حقوق بث المباريات بمبلغ 191 مليون جنيه إسترليني لمدة 5 سنوات ثم ارتفع المبلغ إلي 670 مليون جنيه إسترليني لمدة 4 سنوات ثم 1.024 بليون جنيه استرليني لمدة 3 سنوات،وظلت شبكة "سكاي" محتكرة للبث التليفزيوني حتي عام 2006 حين كسرت شبكة"setanta sports" هذا الإحتكار بموجب قرار المفوضية الأوروبية بمنع احتكار بث المنافسات الرياضية،فدفعت الشبكتان "سكاي" و"سيتانتا الرياضية" سويا مبلغ 1.7 بليون جنيه إسترليني علي أن تتولي "سيتانتا" بيع حقوق البث داخل إيرلندا ،وأن تحصل شبكة ال"BBC" علي حق عرض ملخصات لمباريات الدوري الإنجليزي مقابل 171.6 مليون جنيه إسترليني وكذلك محطة راديو"telefis" الإيرلندي مقابل 84.3 مليون جنيه إسترليني.ولم يقتصر الأمر علي بث المباريات داخل القطر البريطاني فحسب،بل إستفاد الإنجليز من زيادة شعبية البريميرليج الناتجة عن وجود أفضل نجوم العالم بالأندية الإنجليزية بعدما تحقق التفوق المادي لها علي أندية إيطاليا واسبانيا،فحققت عوائد البث خارج إنجلتر أرباحا قدرها 625 مليون جنيه، ولأن الإنجليز لا يتركون شيئا للصدفة،فقد أجروا الدراسات والأبحاث واكتشفوا أن القارة الاسيويه هي الأكثر حرصا علي مشاهدة ومتابعة البريميرليج،فقرروا استثمار هذه الشعبية والعمل علي زيادتها،ولذلك فنجد الأندية الإنجليزية الكبري مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول وغيرهم يذهبون للمشاركة في بطولات ودية مع المنتخبات الاسيوية مثل ماليزيا وتايلاند وهونج كونج،وبالتالي فإن الفوائد لمثل هذه المشاركات مادية أكثر منها فنية!!الجدير بالذكر أن نظام توزيع أرباح البث التليفزيوني بين الأندية يتم وفقا للإتفاق المبرم بين الأندية منذ عام 1992 والذي ينص علي توزيع نصف الأرباح بالتساوي بين جميع الأندية علي أن يتم توزيع الربعين المتبقيين بالشكل الاتي:1- الربع الاول يتم توزيعه بناء علي ترتيب الأندية في نهاية الموسم بحيث يحصل بطل الدوري علي 20 ضعف ما يحصل عليه صاحب المركز العشرين(متذيل الجدول)2- الربع الثاني يتم توزيعه حسب شعبية الأندية في الخارج ونتئاجها علي مدار الموسم،وبالتالي تنال فيه الأندية الكبيرة نصيب الاسد.
ولكن تجدر الإشارة أنه بالرغم من كون النظام الإنجليزي هو الأنجح علي مستوي العالم الا أنه دائما ما يتم انتقاده بسبب الفجوة الشديدة بين ما تحصل عليه أندية القسم الأول"البريميرليج" وأندية القسم الثاني"فوتبول ليج" حيث يصل متوسط ما يحصل عليه نادي القسم الثاني مليون جنيه إسترليني مقابل 45 مليون لنادي البريميرليج وهو ما ُيسبب المتاعب المادية للعديد من الأندية الصاعدة حديثا للبريميرليج وبالتالي هبوط معظمها في الموسم التالي مباشرة.
إسبانيا تميل للبيع الفردي..وإيطاليا تعود للنظام الجماعي



يختلف الوضع تماما في إسبانيا وإيطاليا حيث لا توجد رابطة أو شركة تجمع جميع أندية الدوري المحلي،فتفضل بعض الأندية إما تكوين روابط فيما بينهم أو يبيع كل نادي مبارايته علي حدي وهو ما يسبب بعض المشاكل عندما تطالب الأندية الجماهيرية ذات الشعبية والبطولات زيادة المقابل المادي للبث،فتصطدم المحطات الفضائية المتعاقدة علي نقل المباريات بالأمر الواقع وهو ما حدث بالفعل في بداية الموسم الماضي لليجا الإسبانية عندما قرر ريال مدريد منع إذاعة مبارايته بعد الخلاف الذي نشب بين الشركة المالكة لحقوق المباريات"GOL TV" والشركات الناقلة للمباريات،ومن ضمنها قناة الجزيرة الرياضية ،ثم تبعه نادي برشلونة بنفس الموقف لضمان زيادة مقابله المادي في البث،وبالفعل لم تُذاع المباريات داخل اسبانيا نفسها في الأسبوع الأول إلي أن قامت إحدي القنوات بدفع المقابل المادي المطلوب ،فظلت محتكرة لمباريات الفريقين حتي الاسبوع الرابع لليجا،فتم الوصول لاتفاق مع جميع القنوات الناقلة للمباريات،ونجح الريال في التوصل لاتفاق مع شركة "سوجيكابل" ب60 مليون يورو نظير بث مبارياته حتي عام 2009،وبالتالي فإن الدوري الإسباني حاليا يُبث داخل أوروبا علي 6 قنوات مختلفة بالإضافة لقناة"La sexta" صاحبة حقوق بث الملخصات الأسبوعية بخلاف القنوات الناقلة خارج أوروبا مثل الجزيرة الرياضية.و يختلف الوضع في إيطاليا،حيث كانت الأندية تبيع مبارياتها علي حدي وفقا للنظام الفردي المعمول به منذ عام 1999 وإن كانت بعض الأندية الصغيرة ذات الشعبية الجماهيرية قد دخلت في روابط مشتركة مثل جنوة ونابولي لضمان حصولها علي عوائد مادية أكبر في ظل سيطرة الأندية الكبيرة مثل اليوفينتوس والميلان علي النصيب الأكبر،وهو ما أثار الحكومة الإيطالية لوضع قانون جديد للبث عام 2007 في أعقاب أحداث فضيحة الكرة الإيطالية الشهيرة عام 2006 والتي تسببت في هبوط اليوفينتوس للقسم الثاني وخصم نقاط من رصيد الميلان في نهاية الأمر ،فنص القانون الجديد للبث الجماعي علي توزيع نصف الإيرادات بالتساوي بين الأندية علي أن يتم توزيع النصف المتبقي وفقا للقاعدة الجماهيرية لكل فريق وترتيبه في نهاية الموسم من أجل ضمان وجود المورد المالي الثابت للأندية الصغيرة الا أن عملية البث في إيطاليا لا تزال معقدة بعض الشيء ،ويتضح ذلك من التنافس الشديد بين قناتي الجزيرة الرياضية و"الإيه أر تي" في المنطقة العربية علي نقل الكم الأكبر والأقوي من مباريات الكالتشو الإيطالي.
وفي النهاية،ستتضح لنا الحقيقة العارية وهي أننا نعيش في مرحلة الإحتراف الوهمي النظري القائم علي الفهلوة وتسطيح الأمور،وهو ما يؤكد أن نكسة الرياضة المصرية في بكين لم تأتي من فراغ!!

4 comments:

AHMED SAMIR said...

مايكل
اولا: الف الف مبروك على المدونة الجميلة دي واعتقد انها هتكون مدونتك المفضلة او ابنتك المدللة لأنها في مجال تخصصك
بس الرجاء انك ما تهملش مدونتك الاصلية دي ابنك البكر برضة
ثانيا:
من الاخر يا مايكل
القصة هي صراع بين الاهلي وبين اتحاد البيزنس اللي اكيد لاهف سبوبة تقيلة قوي من اصحاب الفضائيات
القضية يا مايكل ان من لا يملك اعطى لمن لا يستحق
اتحاد الكرة لا يملك والفضائيات لا تستحق

micheal said...

أحمد سمير
الله يبارك فيك يا باشا ..واطمن..كلهم أولادي علي راي ارثر ميللير
:)
فعلا هي سبوبة واتحادنا لاموقر بتاع بينزنس وعلب
اقرأ الموضوع اللي تحتيه..حتلاقين محلل وقايل تقريبا نفس كلامك
منورني يا باشا
تحياتي

Empress appy said...

بما انى بيجيلى مغص من الموضوع بتاع بس بس الماتشات ده يا مميشو اقولك انى شوفت بالصدفه اه والله موضوع الاختلاف على موضوع دريم وان الارسال اتقطع هو كمان
مش فاهمه هو ايه المشكله لما الماتشات تنزل عادى زى زمان فى التليفزيون ايه الفايده من الشحططه دى

micheal said...

إيبي
أولا..المدونة الرياضية منورة
مبسوووط أوي أني لاقيتك هنا
أيوة كدا إيبي في كل حتة..اشمعني يعني الأهلي في كل حتة
بصي يا إيبي بخصوص البس بس بتاع الماتشات فيمنفعش تبقي زي زمان لان الكرة زمان في العالم كله كانت مجرد رياضة وترفيه وكان اللاعبون هواة وبعضهم من شدة حبه لهوايته كان بيصرف عليها من جيبه إنما دلوقي انتهي هذا المفهوم من العالم كله واصبحت كرة القدام صناعة لبضاعة رائجة لابد أن تحقق أرباحا لجميع أطرافها من أندية ولاعبين ومدربين وبث تليفزيوني وفضائي وحقوق رعاية وإعلانات..يعني بقت صناعة تقدر بمليارات في الخارج،وبالتالي عنصر راس المال أصبح أساسي،وبالتالي لما يجي حد يستكردك وتبقي شايفاه مكوش علي الغنيمة بشكل واضح زي اتحاد الكورة..أكيد مش حتسكتيلوا لان مينفعش تبقي البضاعة بتاعتك وتسيبي غيرك هو اللي واكل الشهد من وراها
ده كده خلاصة الموضوع بالعامية
:)
لو شفتي الارقام اللي في البوست حتعرفي قد إيه مممكن تأكلي الشهد من وراء بث المبارايات إذا ما تم بالشكل الذي يحفظ حقوق الجميع
مبسوووووط أوي أنك هنا ويا رب أكون نجحت في توصيل الفكرة ليكي يا إيبي
تحياتي