Thursday, October 23, 2008

الأهلي الشرير..والمواطن الفقير


بما أن واقعنا الرياضي لا يختلف عن واقعنا في شتي مجالات الحياة...فأقدم لكم هذا الموضوع اللي كتبته من حوالي شهر عن قضية بث المباريات مع وعد أني غدا حقدم لكم النموذج الأمثل للخروج من هذه القضية الشائكة فقط في مجتمعنا
إليكم نص الموضوع

كثر الحديث خلال الفترة الأخيرة علي مشكلة قناة الأهلي وحق النادي في بث مباراياته فضائيا حصريا علي قناته وما صاحب ذلك من حديث عن أحقية اتحاد الكرة في بيع حقوق البث الفضائي وما شاهدناه في الفضائيات من مناقشات وجدال حول عدم مشروعية ما ينوي النادي الأهلي فعله لدرجة جعلت الكثيريون يعتقدون أن النادي الأهلي سبب كل مشاكل المنظومة الرياضية في مصر وربما كان سببا في السحابة السوداء الُمنتظر قدومها إلي القاهرة خلال الأسابيع المقبلة،ولهذا كان علينا توضيح بعض النقاط الهامة حول الأهلي "الشرير" وحكايته مع المواطن المصري الفقير حتي لا يختلط الحابل بالنابل:
أولا: النادي الأهلي في هذه الحالة هو صاحب منتج (المباريات) ومن حقه تسويق منتجه وتحقيق الربح من ورائه حتي يستطيع تمويل نفسه ذاتيا كمؤسسة رياضية عملاقة في مصر والقارة الإفريقية،وبالتالي فمن غير المعقول أن يربح صاحب المنتج أقل كثيرا مما تربحه الفضائيات من إذاعتها لمبارايات النادي الأهلي،فاتحاد الكرة باع كل مبارايات الدوري المحلي والكأس ومباريات المنتخب بمبلغ إجمالي قدره 10 ملاييين جنيه علي أن يحصل الأهلي علي 600 ألف جنيه نظير اللقاء الواحد في الوقت الذي يمكن للأهلي فيه بيع مبارياته حصريا لإحدي القنوات ولتكن شبكة راديو وتليفزيون العرب علي سبيل المثال نظير 2 مليون جنيه للمباراة الواحدة!!،ولماذا نذهب بعيدا..ألم تعرض قنوات الإيه أر تي منذ عامين شراء الدوري المصري حصريا مقابل 100 مليون جنيه،وبما أن الأهلي والزمالك يحصلان علي 65% من عوائد حقوق البيع،فبالتالي سيحصل الأهلي وقتها علي ما يقرب من 30 مليون جنيه بالنسبة لل15 مباراة التي يمتلكها في مسابقة الدوري.فماذا يجعل الأهلي مضطرا للتضحية بمثل هذا الفارق؟؟.
ثانيا:إذا نظرنا للأندية الأوروبية بإعتبارها المقياس الاساسي لتطبيق الإحتراف،سنجد أن أندية مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد وبرشلونة تملك قنوات خاصة بها،وتملك حق توقيع إتفاقات منفردة مع القنوات الفضائية من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب في عملية بيع مبارياتها وذلك إعتمادا علي تمتعها بالشعبية المحلية والعالمية مع العلم أن الاتحادات الأهلية مفوضة ببيع المباريات مع توزيع الاتحادت لحصص البيع في نهاية الموسم طبقا لترتيبها في جدول المسابقة،ولهذا فلا تندهشوا عندما تعلمون أن صاحب المركز الأخير في الدوري الإنجليزي ينال أضعاف ما يحصل عليه بطل الدوري المصري في نهاية الموسم!!،ولنعرف مدي مكاسب هذه الأندية من بيع حقوق البث،يكفي أن نعرف أن ريال مدريد سيحقق أرباحا قدرها 60 مليون يورو من توقيعه لعقد مع شركة"سوجيكابل" الإسبانية نظير بث مبارياته حتي عام2009 ،ولعل الكثير من جماهير الكرة تتذكر جيدا ما حدث في الموسم الماضي بالليجا الإسبانية حين رفض ريال مدريد بث مبارياته حيت يحصل علي المقابل المناسب مقابل البث،ونفذ بالفعل تهديده لمدة 4 أسابيع متتالية لم تذاع فيها المباريات الا علي قناة واحدة حصريا دفعت المقابل المطلوب للنادي المكلي،ثم كرر غريمه التقليدي برشلونة الأمر ذاته ،ونجح في الحصول علي الزيادة المطلوبة من عائد البيع،وتكرر الأمر ذاته بالدوري الإيطالي وهو سر إنقسام الدوري الإيطالي حتي يومنا هذا بين قناتي الجزيرة الرياضية وشبكة راديو وتليفزيون العرب..إذن فالأهلي لم يبتكر شيئا جديدا كما أفتي جهابذة الفضائيات عندما منع الأهلي إذاعة مباراته الأولي أمام الأوليمبي،وطالب بتعويض من القنوات الفضائية التي أذاعت لقطات مسروقة من المباراة بواسطة كاميرا تليفون محمول.
ثالثا:بات الحديث عن حرمان الأهلي لحقوق المواطن المصري الكادح من حقه في مشاهدة المبارايات مجانا أمرا غير منطقيا بعدما أوضح الأهلي أن مبارياته ستذاع أرضيا علي القناة الثانية وعلي الفضائية المصرية بجانب قناة الأهلي،ولهذا فقد لجأ أصحاب المصالح الشخصية لترديد مقولة أكثر طرافة وهي حق المواطن المصري في إختيار الإستوديو التحليلي الذي يروق له،وكأن الإستوديو التحليلي عقب نهاية المباريات أصبح حقا اساسيا كرغيف الخبز،والغريب أن هذه الأصوات توارت خجلا عندما تم حرمان المصريين المغتربين في الخارج من متابعة لقاء منتخب بلادهم المتوج باللقب الإفريقي امام منتخب الأرجنيتن بكامل نجومه في استاد القاهرة عندما أصر نائب رئيس الاتحاد الموقر علي نقل المباراة فضائيا حصريا علي قناته التي يعمل بها بالرغم من رداءة بث القناة في هذا التوقيت ومشاكل البث التجريبي التي حرمت ملايين المصريين من إلتقاطها علي "الدش" ومن ثم متابعة اللقاء الهام،وهذا ما يثير التساؤل حول إمكانية أن يكون رجال الجبلاية طرفا محايدا في هذا النزاع وهم أنفسهم من يعملون في الفضائيات ويتقاضون منها الرواتب الخيالية ،فكيف أكون خصما وحكما في ان واحد ومن يضمن عدم تعارض المصالح الشخصية مع المصلحة العامة؟؟
رابعا:عندما تبيع الإمارات حقوق رعاية دوري المحترفين الإماراتي لشركة اتصالات بمبلغ 250 مليون درهم إمارتي أي ما يعادل 68 مليون دولار تقريبا لمدة 5 سنوات وتبيع السعودية بمبلغ أكثر من 100 مليون دولار،فإننا نصبح امام أمرين لا ثالث لهما: الاول وهو أن تكون بضاعتنا(مباريات الدوري والمنتخب بطل إفريقيا مرتين علي التوالي) أقل جودة من بضاعة السعودية والإمارات،والثاني وهو أن يكون الاتحاد المصري قد باع الأندية المصرية نفسها للفضائيات التي تكسب الملايين من بث هذه المباريات وما يصاحبها من عقود إعلانات ورسائل قصيرة تظهر اسفل الشاشة،وللاسف كل المؤشرات تصب في مصلحة الإحتمال الثاني!!
خامسا: أظهرت هذه المشكلة عورات المنظومة الرياضية ككل في مصر وهي غياب الإدارة ودور اللوائح والقوانين التي يبدو أنها تصنع عند "ترزي" الجبلاية،فعندما ينص البند الثامن من الإتفاقية بين الاتحاد والأندية علي حق أي نادي في الإنسحاب من الإتفاقية إذا ما أنشا قناة خاصة به،ثم يفاجيء أعضاء الاتحاد بهذا البند ويحاولن التنصل منه ،فهذا معناه أنهم كانوا واثقين في قرارة أنفسهم من عدم إطلاق قناة الأهلي يوما ما أو ترك الموضوع برمته للصدفة ولنظرية"حين ميسرة"..هي الخيبة في بكين جت من فراغ؟؟
سادسا: عندما لا تتكاتف الِأندية جميعا لمواجهة مثل هذا الموقف،فإن في هذا دلالة علي استشراء روح التعصب البغيض بين الأندية لدرجة أن البعض مستعدون لخسارة المزيد من الأموال والموارد لأنديتهم في سبيل عدم تحقيق الأهلي لمكاسب مادية من وراء قناته علما بأن نادي الزمالك علي وجه التحديد يعاني بشدة من نقص موارده المالية وديونه المتراكمة عليه لصالح رئيسه الأستاذ ممدوح عباس،وبالتالي كان من المتوقع أن يكون الزمالك هو أول المساندين للأهلي في مثل هذا الموقف..يا خسارة!!
سابعا: ماذا نطلق علي تصريح الأستاذ سيد جوهر رئيس اللجنة الرياضية بمجلس الشعب الذي قال فيه أن عدم إذاعة الأهلي لمبارياته تهديد للأمن القومي لمصر بسبب ما ستعانيه وزارة الداخلية من تكدس للجماهير أمام بوابات الاستاد..ولا أجد ما اقوله سوي كان الله في عون الداخلية الإنجليزية،فالدوري الإنجليزي كامل العدد في جميع مبارياته وليس كمبارياتنا التي تشبه العرض الخاص للنقاد في أغلب الأوقات، أما مقولة أن النادي الأهلي مؤسسة حكومية غير هادفة للربح،فهو يعود بنا إلي زمن مضي ولن يعود ابدا لان النادي الأهلي ببساطه لا يتقاضي دعما من الدولة فكيف يكون جهة حكومية وكيف ينفق الأهلي علي جميع الألعاب الرياضية ام أن هذا يتعارض مع أمن مصر القومي أيضا؟؟..حقا إن شر البلية ما يضحك.
ثامنا: كيف تمنح الجمعية العمومية لاتحاد الكرة حق التصرف في تسويق المباريات وهي المكونة غالبيتها من أندية الدرجة الثانية والثالثة التي لا تُذاع مباريتها من الأساس،فكيف تملي إرادتها علي الأندية الجماهيرية ذات الشعبية مثل الأهلي والزمالك اللذان لم يحضرا الإجتماع من أساسه..وسمعني أحلي سلام لعزومة الكباب والكفتة!!
بالتأكيد الأيام القادمة ستحمل المزيد من المواجهات بين الأهلي ورجال الجبلاية الا إذا أنتهي الموضوع بالسيناريو التقليدي"الأهلي ليس طرفا في القضية" وأن اتحاد الكرة هو الأب الشرعي للأندية المصرية،ووقتها سيكون "بابا زاهر" أشهر من "بابا نويل"!!

2 comments:

AmiroZ said...

أهو ده اللى كنت أقصده يا مايكل لما قولت إن مدونتك الرياضية تبقى بالصبغة الأهلاوية
كفيت ووفيت يا زعيم

micheal said...

أميروز
ههههههههه..صدقني لو كان الزمالك مكان الأهلي في هذه الأزمة..كنت حقول نفس الكلام مع تبديل لوجو الأهلي بالزمالك لان دي مسألة مباديء و حقوق مهدرة يا باشا
وبجد نفسي الزمالك يعمل قناةو بتكاتف مع الأهلي بس أشك جدا جدا
:)
منورني
تحياتي