Thursday, October 16, 2008

بولت..صاروخ جامايكا الجديد وقصة كيف تصنع بطلا أوليمبيا؟


الإسم:أوسين بولت
العمر:22 عاما
الجنسية:جامايكي
الرياضة:ألعاب القوي

إنه الأسطورة الجامايكة الجديدة في دنيا ألعاب القوي(عروس الدورات الأوليمبية) الحائز علي ذهبية سباق ال100 متر وال200 متر والتتابع 4*100 متر مسجلا 3 أرقام قياسية في السباقات الثلاثة ليدخل بولت كتب التاريخ الأوليمبية من أوسع أبوابها،فمن كان يظن أنه سيأتي العداء الذي يحقق ذهبية المسابقات الثلاث بعد العداء الامريكي الأسطوري كارل لويس في أوليمبياد لوس انجيلوس 1984،ولكن جاء الصاروخ الجامايكي اوسين بولت ليثبت للعالم أجمع أن الإرادة البشرية لم تفل عزيمتها بعد وأنه بالعلم والتخطيط والموهبة،يمكن تحقيق الكثير وما إنجاز السباح الأمريكي مايكل فيلبس صاحب الذهبيات الثماني في أوليمبياد بكين الا دليل اخر علي التخطيط العلمي المدروس
.نشأة بولت:
نشأ بولت في مدينة تريلواني الريفية بجامايكا وعمل والديه بمحل بقالة إمتلاكاه سويا،وكان بولت مشغولا في طفولته بلعب كرة القدم ورياضة الكريكيت مع زملائه في الشوارع الا أن بولت مارس الكركيت في مدرسته ولكن كان لمدربه رأي اخر عندما لاحظ سرعة بولت الواضحة وتفوقه الملحوظ علي اقرانه ومن هم أكبر سنا منه في العدو حتي أنه كان الأسرع بين جميع الطلاب في سباق ال100 متر بالرغم من عدم تعدي عمره وقتها لحاجز ال12 عاما وعدم إهتمامه علي الإطلاق بممارسة الجري،وكان من حسن حظ بولت أنه ملتحق بمدرسة"وليام نيب"التي أخرجت لجامايكا العديد من العدائين علي اعلي المستويات ولعل أبرزهم مايكل جرين صاحب لقب أسرع رجل في العالم عام 1989.استجاب الشاب الصغير بولت لبرنامج دقيق وضعه له نخبة من المدربيين في مدرسته حتي نجح في تحقيق أولي ميدالياته في مسابقة ال200 متر ضمن بطولات المدارس محققا المركز الثاني والميدالية الفضية بزمن قدره 22.04 ثانية ليعلن عن ميلاد نجم قادم في ألعاب القوي الا أنه يمكن القول أن تواجد العداء المخضرم بابلو ماكنيل بجوار بولت طوال مشوار إعداده أنقذ النجم الشاب من العديد من العراقيل التي واجهها بسبب أضواء الشهرة المبكرة وإلتفاف العديد من المعجبات حوله،فكان ماكنيل بمثابة الاب الروحي المرشد لبولت في هذه الفترة الحرجة في بداية مشواره.
مشوار بولت الرسمي:
بدأ بولت مشواره الرسمي في ألعاب القوي بدورة "كاريفتا" التي تُنظم بين شباب دول منطقة الكاريبي عام 2001 بحصوله علي فضية مسابقة ال400 متر وال200 متر ولكن جاءت واقعة القبض عليه بتهمة إزعاجه للسلطات بسبب أفعاله الصبيانية لتضع الكثير من الشكوك حول قدرة بولت علي تحقيق الامال المعقودة عليه مستقبلا الا أن دعم رئيس الوزراء الجامايكي جيمس بيترسون لبولت و ثقته الكبيرة في قدراته ذللت الكثير من العقبات للاعب، ثم شارك بولت في نفس العام ببطولة العالم للشباب بالمجر وحقق رقما شخصيا جديدا في مسابقة ال200 متر قدره 21.73 ثانية الا أنه لم يكن كافيا لبولت للتأهل للدور النهائي،وعاد بولت للمشاكرة في بطولة العالم للشباب عام 2002 و هو لا يزال في عامه ال15 لينجح في تحقيق ذهبية ال200 متر محققا رقما جديدا قدره 20.61 ثانية ليصبح أصغر عداء يحرز الميدالية الذهبية وينجح بولت في المساهمة بفوز فريق جامايكا بفضيتي سباقي التتابع في ال100 متر وال400 متر،وكرر بولت إنجازه في بطولة العالم عام 2003 في سباق ال200 متر الذي قرر بولت تركيز كل جهوده عليه مستقبلا من أجل تحقيق حلم الذهب الأوليمبي لينجح بالفعل الفتي الأسمر في معادلة الرقم القياسي في هذا السباق المسجل بإسم الأمريكي روي مارتن،وتزداد شعبية بولت وامال الشعب الجامايكي في كسر الإحتكار الأمريكي في سباقات المسافات القصيرة الا أن بولت تلقي ضربة موجعة حين حرمته الإصابة من مشاركته في بطولة العالم للكبار في باريس عام 2003 ثم عاودته في دورة الألعاب الأوليمبية بأثينا عام2004 وبطولة العالم بهيسنكي عام 2005 ودورة الكومنويلث عام 2006 مما أقصاه من الأدوار الأولي لمسابقته المفضلة في ال200 متر،وحاول زملاء بولت الأمريكان إستقطابه للعب بإسم الولايات المتحدة بإغرائه بالمنح الدراسية المجزية الا أن بولت قرر منذ البداية اللعب لبلاده ورفع العلم الجامايكي في المحفل الأوليمبي عام 2008 ببكين،ومن أجل ذلك قرر بولت الدخول في برنامخ خاص من أجل رفع كفاءته ولياقته البدنية للإبتعاد عن شبح الإصابات المتكررة،وبالفعل بدأ بولت العودة للمحافل الدولية الا أنه لم يتذوق طعم الذهب في أي من هذه البطولات حتي جاء يوم 31 مايو 2008 ليحقق بولت رقما قياسيا جديدا في سباق ال100 متر بدورة ريبوك بنيويورك قدره 9.72 ليرسل إنذارا شديد قبل بدء دورة بكين في اغسطس 2008 وبالفعل،جاء وقت الحصاد وفعلها الجاماكي بولت بشكل أذهل العالم أجمع حين حطم الرقم القياسي الأوليمبي لسباق ال100 متر محققا 9.69 ثانية علما بأن بولت أنهي السباق في ال40 متر الأخيرة بشكل إستعراضي ليعود ويكررها في سباق ال200 متر برقم قدره 19.30 ثانية ثم يساهم مع زملائه في الفوز بذهبية التتابع 100 متر ليتوج بولت علي عرش العاب القوي في المسافات القصيرة كأسرع رجل علي وجه الكرة الأرضية ويؤكدها بعد أسبوع من نهاية العرس الأوليمبي بفوزه بذهبية دجورة فيلتكلاسي بسويسرا في سباق ال100 متر
.دروس مستفادة1
-صناعة البطل الأوليمبي تتم في سن صغيرة،وللرياضة في المدارس دور حيوي في ذلك،ونحن للأسف اهملنا ذلك الأمر تماما والدليل تناقص مساحة الملاعب في جميع المدارس سواء الحكومية أو الخاصة لمصلحة المنشأت.
2- الإستفادة من الموارد البشرية،فالجامايكون إستفادوا من العنصر البشري لديهم المتمثل في أصحاب البشرة السمراء التي اثبنت كل القياسات والفحوصات العلمية تميزهم عن أقرانهم من ذوي البشرة البيضاء في قوة التحمل وسرعة العدو إذا ما توفرت لهم سبل التدريب العلمية،وهنا السؤال:لماذا لا نفتش في كنوزنا البشرية بالنوبة ونهتم بهم ونضع لهم برامج الإعداد اللازمة للمواهب لاصغيرة في مجال ألعاب القوي؟،بالتأكيد لن تكون إمكانيتنا اقل من دولة كينيا التي يتدرب عدائيها في الغابات!!
3- تذليل جميع العقبات أمام المواهب الشابة سواء من الاتحادات الرياضية أو الهيئات الحكومية وضرورة توفير الدعم اللازم نفسيا ومعنويا وماديا،وهنا أخص بالذكر النقطة النفسية لأن البطل يجب أن يكون مهيئا للتعامل مع تسليط الأضواء عليه وتحمل الضغوط الإعلامية وكيفية ترويض رغباته الشخصية بالشكل الامثل الذي يحقق الهدف العام المرجو منه
.4- الإرادة البشرية عنصر هام يجب ان يتحلي به البطل فلو كان اوسين بولت إستسلم لموجة الإصابات التي إجتاحته طوال 3 سنوات متصلة وحرمته من العديد من الالقاب في البطولات الدولية،ما كان حقق الإنجاز الأوليمبي التاريخي في بكين2008 ،وحتي بعد تحقيق الإنجاز ،لأبد وان تكون حافزا للمزيد من الإنتصارات ونقطةإنطلاق وهو ما تحقق في دورة سويسرا ابالنسبة لبولت وهو الخطأ الذي وقع فيه المصارع المصري كرم جابر بعد فوزه بذهبية أوليمبياد اثينا 2004
.أرجو ان يعي المسئولين عن الرياضة في مصر ان النجاح منظومة متكاملة اهم عناصرها هو التخطيط والا فسنظل نؤذن في مالطه حتي يحين موعد دورة لندن عام 2012.

No comments: