Saturday, December 20, 2008

عفوا..باع الإعلام الوهم فإشتراه الجمهور

استوقفتني كثيرا تصريحات المدير الفني للنادي الأهلي مانويل جوزيه عقب هزيمة الفريق الأخيرة أمام أديليد يونايتد بطل إستراليا وإحتلاله للمركز السادس والتي اتهم فيها الاعلام المصري بمسئولية ما حدث للفريق بسبب تحميلهم للفريق لضغوط نفسية قبل السفر بضرورة المنافسة علي اللقب ثم الهجوم الضاري عليهم عقب الهزيمة من باتشوكا المكسيكي في أولي مباريات البطولة.
لا شك أن المتابع جيدا لأحوال النادي الأهلي في الأعوام الاربع الأخيرة يعلم تماما أن هذا الجيل من اللاعبين قد حقق العديد من البطولات علي المستوي المحلي والإفريقي مسجلا أرقام قياسية سيقف عندها التاريخ طويلا بالإضافة إلي مساهمة عدد كبير منهم في فوز المنتخب المصري ببطولة إفريقيا عامي 2006 و2008،ولم يكن ذلك ليتحقق وليد الصدفة بل كان نتاج منظومة عمل جماعي من لاعبين وجهاز فني محترم ومجلس إدارة محترف،ولكن هل أخطأ الإعلام بالفعل في التعامل مع الأهلي قبل وبعد البطولة كما صرح جوزيه؟
نعم..فالإعلام المصري بصفة عامة والرياضي بصفة خاصة إعتاد سياسة المبالغة والتهويل في الإنتصارات،فأصبح الاهلي عالميا لانه بطل الدوري المصري في السنوات الأربع الأخيرة علما بأن المنافسة شبه منعدمة،فالزمالك (المنافس التقليدي) في إنهيار مستمر،والإسماعيلي يلعب كرة جميلة دون إمتلاك شخصية البطل التي تؤهلة للمنافسة بقوة علي البطولات وأندية البترول التي ظهرت مؤخرا علي الساحة لا تملك طموح البطولة بقدر ما يملك لاعبيها هدف واحد هو اللعب لصفوف الأهلي والزمالك من أجل الحصول علي الشهرة والأضواء وحتي يكون ذلك بوابته للعبور للمنتخب القومي(وللإعلام مسئولية كبيرة في هذه النقطة بتسليطه الأضواء دائما علي لاعبي الأهلي والزمالك مهما كان مستوي الاخرين بالإضافة لترديد المقولة السخيفة دائما بأن الكرة في مصر أهلي وزمالك)،وهل يعلم أي مدير فني بالدوري مقدار المسافة التي يقطعها كل لاعب في فريقه ونسبة التمريرات السليمة التي يقوم بها وعدد التمريرات الحاسمة له علي مدار الموسم ومعدل تحركه السليم بكرة أو بدون كرة ونسبة الاستحواذ الفعلي لفريقه علي الكرة طوال فترات المباراة..فأي دوري هذا الذي يفرز الأهلي العالمي؟
هلل الإعلام وصنع أسطورة الأهلي العالمي لحصوله علي بطولة دوري الابطال الإفريقي التي اختلف شكلها تماما في السنوات الأخيرة بعدما هاجر النجوم الأفارقة المميزين إلي أوروبا في سن صغيرة وبالتالي لم يتبقي من الأفارقة سوي لاعبين متواضعي المستوي أو لاعبين صغار السن يطمحون في إثبات ذاتهم ومهاراتهم بشكل فردي من أجل جذب أعين السماسرة في اوروبا،فبالتالي أصبحت المنافسة شبة منحصرة في السنوات الأخيرة بين أندية شمال إفريقيا للفوز باللقب،فهل يفرز اللعب مع القطن الكاميروني وأنيمبا النيجيري وأسيك الإيفواري فريقا عالميا؟
أخطأ الإعلام تماما في التعامل مع حصول الأهلي علي المركز الثالث في كأس العالم للأندية عام 2006(وهو إنجاز كبير دون أدني شك) فاعتادنا سماع جملة "الاهلي ثالث العالم" بدلا من ذكر الحقيقة بأن الأهلي هو ثالث بطولة كأس العالم للأندية والا فمعني ذلك أن الأهلي يتفوق علي أندية مانشستر يونايتد وريال مدريد مثلا،وهو ما لا يعقل.كان واجبا علي الإعلام بعد إنجاز 2006 أن يشير إلي ضرورة استثمار الأهلي لهذه الطفرة بالقيام بعملية إحلال وتجديد وسد أي ثغرة بالفريق وتدعيمه بالعناصر المميزة التي لا تختلف في المستوي عن اللاعبين الموجودين بالإضافة لإحتكاك الفريق بمدارس أوروبا وامريكا الجنوبية مثلما تفعل الفرق الاسيوية عقب نهاية الموسم في أوروبا،ولكن عندما يكون الإعلام مروجا لمقولة أن أبو تريكة(مع كامل إحترامي لأخلاقياته وفنياته العالية) هو اشهر لاعبي العالم متفوقا علي كريستيانو رونالدو وكاكا وميسي وهنري طبقا للإستفتاء الوهمي للاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء،فلا تندهش من أن يخرج هذا الإعلام بجميع أدواته ليعلن ترشيح الأهلي للعب المباراة النهائية بكأس العالم أمام مانشستر يوناتيد الإنجليزي وكأن باتشوكا المكسيكي وديبوتيفو كويتو الإكوادوري سينزلون الملعب خائفين مرتعشين أمام نجوم الأهلي العالمي لدرجة أن بعض النقاد تطرقوا إلي سؤال:ولماذا لا يفوز الأهلي بالبطولة بإعتبار أن مانشستر لم يقم بفترة إعداد لها قبل بدايتها مثل الأهلي!!وبالتالي،أغفل الإعلام طموحات المنافس وقدراته الحقيقة وهو خطأ كثيرا ما يتكرر عندما نتصور أن الاخرين لا يملكون نفس طموحنا في الفوز وكأن الفوز اصبح حقا حصريا لنا دون الغير،فبالتالي لم يقدم الإعلام لنا (بإستثناء أحد المواقع التابعة لجماهير الأهلي) الصورة الصحيحة لفريق باتشوكا المسكيكي الذي يتفوق علي الأهلي في جميع الوجوه الفنية ولهذا تحولت الهزيمة في نظر الإعلام إلي نكسة ووصمة عار وتحول لاعبو الأهلي بين عشية وضحاها إلي لاعبين فاقدين القدرة علي العطاء وتحول جوزيه من عبقري إلي مدير فني فاشل مما يثبت غياب أي معايير موضوعية للحكم عند أغلب العاملين في الحقل الرياضي،فأهلي 2006 يختلف كثرا عن أهلي 2008 من حيث غياب بعض العناصر المؤثرة وإنخفاض معدل اللياقة البدنية لبعض اللاعبين وعدم تدعيم بعض المراكز بالصورة المطلوبة.
ولكن كل هذا لايعني أن جوزيه لم يخطأ،فهو بالرغم من إنجازاته الرائعة علي المستوي المحلي والإفريقي وقع في العديد من الأخطاء أهمها الإعتماد بشكل دائم علي مجموعة معينة تتكون من 13-15 لاعب طوال السنوات الاربع الماضية مما إستنفذ الكثير من قدراتهم وبات أسلوب لعب الأهلي محفوظا للجميع الذين باتوا واثقين من عدم وجود الجديد لدي الأهلي مما يعني أن الأهلي فقد عنصر مفاجأة خصومه بأي تعديل تكتيكي،وبالتالي عندما إحتاج جوزيه لبعض البدلاء في مباراة أديليد لم يكونوا مجهزين بالشكل الكافي،ولم يستطع الأهلي بشكل عام تقديم التمثيل المشرف للكرة المصرية والإفريقية مثلما فعل جامبا أوساكا الياباني أمام نجوم مانشستر حيث لعب الفريق الياباني بدون أي مركبات نقص أو رهبة أمام أبطال اوروبا،فإستحق كل التحية والإشادة رغم الخسارة مع العلم أن كرة القدم لم تبرز في اليابان الا منذ عشر سنوات مضت حين تأهل المنتخب الياباني لمونديال فرنسا 1998 للمرة الأولي في تاريخه!!
وأخطأ جوزيه تماما في عدم مطالبته للجنة الكرة بالنادي بضرورة دعم الفريق بليبرو ومساك علي مستوي عالي في فترة الإنتقالات الصيفية الماضية بدلا من تكديس الصفقات الجديدة في خطي الوسط والهجوم دون أدني إستفادة فنية،فخط دفاع الأهلي بات النقطة الأضعف في صفوفه خصوصا بعد إنخفاض القدرات الدفاعية لوسط الملعب برحيل محمد شوقي للإحتراف في ميدلسبروه.ولكن كان أبرز ما لفت إنتباهي في جوزيه هو تصريحه قبل السفر للبطولة بأنه سيحاول تقديم افضل ما لدي الفريق مشيرا إلي الفارق الرهيب في المستوي بين الكرة الإفريقية ونظيرتها في أمريكا اللاتينة وأوروبا وهو ما يعني إعترافه مقدما بصعوبة تحقيق ما أوهم به النقاد الرياضيون الجمهور ولكن كان الشيء المؤسف هو أن يقوم الإعلام بتحريف تصريحات جوزيه بأنه ذاهب لليابان فقط للقاء مانشستر يونايتد في النهائي،وهو ما يثبت أن الأمانة والشرف في مهنة الصحافة تحديدا باتت مفقودة لدي غالبية العاملين بها،وستبقي الحقيقة الواضحة بعد نهاية البطولة ان الإعلام باع وهم العالمية فإشتراه الجمهور!!

4 comments:

Zika said...

عايز اقولك انك عطلتني عن الشغل لمده ساعه كامله قعدت اقرا فيها كل المقالات اللي فاتتني هنا يا عم انت
فعلا بجد طريقتك بتشدني جدا

ومدونتك دي وتدويناتك دي هايله
بتفق معاك دايما في المدونهدي
ماعرفش ليه
تحياتي يا ميشيل

micheal said...

زيكا
والله بجد بسعد بكلامك جدا جدا
بس علي فمرة اسمي مايكل
:)
شوف يا مان لو عاوز تتابعني بسرعة وأول باول واسعد دائما بارائك ومشاركاتك
تابعني ع الفيس بؤبؤ لانب هناك أبديت أسرع من هنا بكتتير
الفيس بوك بتاعي
michael mohsen youssef
صورتي مميزة لواحد مخبي وشه
:)
منورني يا زيكا

Zika said...

بص انا دورت عليك
لقيت واحد مخبي وشه
وفي اربع اصدقاء مشتركين منهم الصباغ واحمد سمير
وفيه بقي واحد تاني نفس الاسم وجمبه بنت زي القمر
ايه رايك اضيف مين فيهم
:P:P:P:P

micheal said...

زيكا
هههههههههههه..لأ..كده أنا أشكرك جدا جدا يا باشا أنك ضفتني أنا
:)