Sunday, December 28, 2008

تطلعات وتحديات الرياضة المصرية في عام جديد

جاء عام 2008 حافلا بالعديد بالعديد من الأحداث السلبية والمؤسفة علي الساحة الرياضية المصرية بالرغم من وجود بعض الإنجازات في الوقت ذاته الا أن سلبيات الرياضة المصرية باتت تهدد مستقبلها بشدة إذ ما استمرت في التزايد في
2009 ولذا،وجب إلقاء الضوء عليها لمعرفة كيفية تفاديها:


ضرورة التحقيق الفوري فيما نسب لجميع الاتحادات الرياضية من مخالفات مالية حسب التقرير الأخير للجهاز المركزي للمحاسبات والتي ناقشتها لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب دون حضور المسئول الأول عن الرياضة في مصر حسن صقر!!
ويطرح هذا التقرير تساؤلا خطيرا حول حقيقة ما يسمي بالعمل التطوعي الرياضي في مصر ودور الاتحادات في دعم اللعبة من أجل صالح الرياضة المصرية دون البحث عن تحقيق مصالح شخصية،وهو ما يفسر بين طياته سبب من اسباب الفشل المدوي للبعثة المصرية في أولمبياد بكين الأخيرة،ولذا فإن محاسبة المقصرين والفاسدين سيكون الخطوة الأولي في طريق إصلاح الرياضة المصرية التي يجب أن تتواجد بقوة في المحافل العالمية بدلا من الإكتفاء والإقتناع بإعتلاء منصات التتويج عربيا وإفريقيا
.
-ضرورة البحث عن تعديل شكل الخطاب الإعلامي الرياضي في مصر من أجل إيجاد وعي سليم لدي رجل الشارع،فمن غير المعقول أن يقتصر دور البرامج الرياضية سواء الأرضية أو الفضائية منها علي مناقشة أمور كرة القدم فقط وتحديدا مشاكل الأهلي والزمالك وقصص إنتقالات اللاعبين التي باتت تشبه الأفلام البوليسية(كما حدث في صفقة إنتقال هاني سعيد للزمالك) بالإضافة لتصفية الحسابات الشخصية من أجل تحقيق المصالح مثلما حدث خلال إنتخابات اتحاد الكرة الاخيرة بين قناتي مودرن سبورت ودريم سبورت في الوقت الذي يهمل فيه الإعلام أبطال اللعبات الأخري الذين حقق بعضهم الإنجاز علي الساحة العالمية مثل أبطال مصر المعاقين أصحاب ال12 ميدالية المتنوعة بالدورة البارالمبية ببكين ومأساة إعتصامهم أمام مبني المجلس القومي للرياضة للمطالبة بحقوقهم المادية بعدما تراجع المسئولون في المجلس القومي عن صرف مكافأتهم في واحدة من أقسي مشاهد الرياضة المصرية عام 2008.
بات مطلوبا من منظومة الإعلام بكافة أدواته أن ينفتح علي جميع الأحداث الرياضية بخلاف كرة القدم صاحبة الشعبية الأولي،وبات هذا الإعلام مطالبا ايضا الا يكون وقودا لإشعال روح التعصب في الملاعب المصرية،فهل الأموال التي تأتي من شريط الرسائل المستفز بكل القنوات أهم من إعلاء قيم التسامح والمنافسة الشريفة التي تقوم عليها الرياضة؟

ضرورة إنشاء محكمة رياضية مختصة بعدما تعددت مشاكل الرياضة المصرية وأصبحت المحاكم الجنائية والمدنية هي ساحة للقتال والتناحر بين رؤساء الأندية والاتحادات والمجلس القومي للرياضة ولعل نموذج نادي الزمالك عالقا في الأذهان حيث تسبب تعنت المجلس القومي مع أحكام القضاء في عدم وجود أي مقومات الإستقرار الإداري بالنادي،فتارة مجلس مؤقت وتارة مجلس معين وتارة التلويح بإجراء إنتخابات مبكرة بالإضافة للائحة حسن صقر الجديدة التي قسمت اتحادات مصر الرياضية إلي مؤيد ومعارض لها فتعددت المشاكل التي كان اخرها أزمة اتحاد الهوكي ووقائع التزوير التي تتداولها الصحف بالاتحاد من أجل التحايل علي اللوائح والقوانين وبالتالي لن ُتحل مشاكل من هذه النوعية الا في محكمة رياضية يكون أعضائها من الضالعين في شئون الرياضة.


ضرورة العمل علي وضع لوائح وقوانين صارمة وملزمة لجميع أندية مصر فيما يتعلق بمسألة إنتقالات لاعبي الكرة بين الأندية حتي لا نشاهد ما حدث في إنتقالات الصيف الماضي من تزوير في العقود واتهامات بالبلطجة بين اللاعبين والمسئولين في الأندية،فمن غير المعقول أن تتحول الأندية إلي لعبة في يد اللاعبين الذين يزايدون في أسعار إنتقالتهم بشكل مبالغ فيه مستغلين جو التعصب والإحتقان السائد في الكرة المصرية ولهذا نجد علي سبيل المثال أن قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك لم يستفيدا بالشكل الفني المطلوب من صفقات كلفتهم الملايين،فالأهلي لم يدعم مركز الليبرو وخط الدفاع عنده رغم إحتياجه للاعبين في هذه المراكز وذلك بسبب بحث الأهلي علي حرمان منافسه الزمالك من لاعب إرتكاز في وسط الملعب بحجم حسين علي ،وكذلك الحال بالنسبة للزمالك الذي لم يهتم بالبحث عن لاعبين في وسط الملعب بقدر ما إهتم بضم هاني سعيد لحرمان منافسه التقليدي الأهلي من ليبرو

ضرورة التصدي الحاسم لظاهرة الشغب في الملاعب والتي استشرت بشكل غير مسبوق في العام الحالي بفضل روابط "ألتراس" المنتشرة في أندية مصر الجماهيرية بشكل يدق ناقوس الخطر فيما لو استمروا وتوفرت لهم الرعاية والحماية من قبل بعض المسئولين في الأندية،فواقعة حرق أحد مشجعي الزمالك عقب إحدي مباريات القمة في كرة السلة لا تزال في الأذهان وأحداث بورسعيد بين جماهير النادي المصري والأهلي في بداية الدوري جاءت الطلقة الأولي في مسلسل شغب بملاعب الكرة المصرية بالموسم الكروي الجديد،بالإضافة للسيناريو المكرر كل عام بين جماهير الاسماعيلية وجمهور الأهلي،والأفضل هو تدعيم الروابط الجماهيرية المحترمة التي تهدف إلي تشجيع الفريق ومؤازرته في كل مكان بدلا من البحث عن إيذاء المنافس وجماهيره.

ضرورة القيام بدراسة واسعة لظاهرة حساسية المنافسات العربية المصرية في جميع اللعبات بعدما تحولت الرياضة للأداة الأولي للتفريق بين الشعوب العربية وزيادة التعصب بينهم ولعل ما حدث من إعتداء سافر علي المنتخب المصري للكرة الخماسية بليبيا وأحداث الشغب التي أشعلها التوأم حسن في الجزائر أثناء مباراة المصري وشبيبة بجاية تستحق منا الكثير من الوقوف دون معالجة الأمر بالمسكنات التي أدمناها والشعارات المستهلكة.
الا أن حلم التأهل لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا عبر التصفيات الإفريقية التي ستنطلق في مارس المقبل هو الشغل الشاغل والحلم الأكبر لدي الشعب المصري في 2009..فهل يتحقق بالفعل؟

No comments: