Tuesday, November 11, 2008

الفضائيات وتغيير مفهوم الرياضة

استبشرت خيرا في بداية الأمر عندما بدأت أري زيادة في أعداد القنوات الرياضية الفضائية المتخصصة التي بدت بالقنوات العربية ثم تبعتها القنوات المصرية،فكنت أري أن الرياضة دائما ما ُينظر إليها كشيء مهمش في عالمنا العربي أو كنوع من الترف والرفاهية للقادرين أو عادة ما يتم اختزالها في حال منتخب كرة القدم بحيث يصبح هو ترمومتر المستوي الرياضي ويتم تهميش باقي الالعاب الا أنه سرعان ما اكتشفت ان الفضائيات الرياضية المصرية لن تختلف كثيرا عما اعتدنا عليه في البرامج الرياضية الي كانت ُتقدم علي شاشة التليفزيون الأرضي وقتما كانت هنك ثلاث ثنوات أرضية علي الأكثر،فالتركيز والإهتمام موجه بدرجة شبه كاملة لكرة القدم وتحديدا ناديي الأهلي والزمالك وكواليس مباريتهما ومتابعة لأخبار لاعبيهم مع التركيز علي اي أحداث بارزة مثل مشاكل نادي الزمالك الإدارية الحالية في السنوات الأخيرة
والأدهي من ذلك أن هذه القنوات بدأت تتحول بفعل بعض أصحابها والعاملين فيها إلي ساحة لتصفية الحسابات الشخصية،فلا تندهش عندما تجد شخصيات معينة هي دائما الضيف المتواجد أو المتحدث علي الهاتف في مداخلة تليفونية،ولا تندهش عندما يقوم أحد المذيعين بتصفية خلافات شخصية مع أحد المسئولين بالأندية حتي لو وصل الأمر لتخصيص حلقات بالكامل،ولا تندهش عندما تحاول إحدي الفضائيات تلميع مرشحيها العاملين فيها في انتخابات مقبلة
للاسف ابتعدنا عن الصورة المنشودة التي كان الكثيرون يحلمون بها من حيث ارساء مبدأ الشفافية والصدق وإظهار وجه الرياضة الحضاري في تهذيب النفوس وارساء القيم السامية،والحديث عن أحوال الرياضة بشكل عام دون التركيز علي لعبة واحدة فقط،فكم منا يعرف علي سبيل المثلا رامي عاشور بطل العالم في الإسكواش ونادي الشرقية للدخان بطل إفريقيا12 مرة متتالية في الهوكي وفريق كرة الطائرة بنادي الزمالك بطل إفريقيا والمتأهل لكأس العالم للأندية بقيادة الكابتن أحمد مصطفي وفريق الكاراتيه بالنادي الاهلي المسيطر علي البطولات العربية وصاحب النتائج البارزة في بطولة المجر الدولية وغيرهم من الأبطال المنسيين من ذاكرة الفضائيات الرياضية
الطريف ان الفضائيات الرياضية المصرية لم تفكر إطلاقا في إرسال أي وفد لتغطية دورة الالعاب الأوليمبية ببكين ولم تنقل أي منافسات من الدورة واكتفت في هذه الفترة بالحديث عن حرب الصفقات بين الأهلي والزمالك وما يحدث في انتخابات ناديي الزمالك والإسماعيلي والإستعداد للموسم الكروي الجديد،وعندما انتهت الدورة بالنتائج الهزيلة،قررت الفضائيات بعدها مجاراة الإيقاع والحديث عن أسباب الإخفاق مما يوضح غياب الإحترافية عن هذه القنوات واتبعاها لنظرية"اركب الموجة"

فهل نفهم قيمة الرياضة الحقيقية يوما ما أم سنظل ندور في فلك الأهلي والزمالك إلي ما لا نهاية؟

No comments: