Tuesday, November 25, 2008

هو فيه ايه

تجمهر- سباب متبادل- حجارة-صواريخ والعاب نارية-تحطيم سيارة شرطة-إعتداء علي قوات أمن مركزي--شباب مصابين- إشارات خارجة يعاقب عليها القانون
لم تكن هذه هي عناوين الأخبار في صفحة الحوادث بل كانت ملخص ما جاء في مباراة الزمالك والأهلي بدوري الشباب
هل أصبحنا عاجزين عن تقليد جماهير الدول الإفريقية التي تتخلف عنا في الإمكانيات وتفوقنا فقرا وبطالة وأمراض واوبئة ولن أقول اوروبا وامريكا لأننا نبعد عنهم بملايين السنوات الضوئية شأننا شأن جمهورية شومبونجو
صدقوني ..ما حدث من روابط الالتراس لا يمكن السكوت عليه فالقادم أسوأ بمراحل وسبق أن حذرت من خطورة هذه الروابط في مقال قديم
نشر بمجلة علي صوتك الإلكترونية عقب أحداث لقاء المصري والأهلي ببورسعيد جاء فيها


"الألتراس" ناقوس خطر يدق في الموسم الجديد
ظهرت في الفترة الاخيرة في ملاعبنا المصرية ما يسمي بروابط تشجيع للجماهير،فتفائلنا خيرا بهذه الظاهرة،فكانت الباكورة برابطة مشجعي النادي الاهلي بقيادة المهندس المحترم خالد شاكر وأعقبها رابطة مشجعي النادي الزمالك ثم توالت الروابط لجماهير الإسماعيلي والاتحاد والمصري البورسعيدي،ووضعنا امالنا علي هذه الروابط لقيادة المدرجات وخصوصا الدرجة الثالثة للتشجيع الحضاري النظيف بعيدا عن السباب الالفاظ الخادشة للحياء التي باتت تدخل البيوت المصرية عبر نقل مبارايات كرة القدم علي الهواء مباشرة،وبالفعل نجحت هذه الروابط إلي حد ما في تغيير جزء من ثقافة المدرجات،فشاهدنا التصفيق عند الهزيمة والتشجيع المتواصل طوال فترات اللقاء بغض النظر عن النتيجة الا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن،وكالعادة نجري وراء تقليد الغرب فيما هو ضار وتافه،فظهرت روابط "الألتراس".
ما هي أهداف "الألتراس"؟
الألتراس كلمة تعني"ما هو فوق الحد الطبيعي" وهي ظاهرة بدأت في الملاعب الأوروبية وتحديدا الإيطالية خلال فترة الستينات من القرن الماضي عندما قررت العديد من الأندية الإيطالية خفض ثمن التذاكر في بعض أجزاء المدرجات،فظهرت رابطة "ألتراس" سامبدوريا وتبعتها رابطة نادي إنتر ميلان ثم توالت الروابط لتنتشر في العديد من اندية اوروبا وأمريكا الجنوبية.وتؤمن روابط الألتراس المختلفة باربعة مباديء رئيسية هي عدم التوقف عن التشجيع وترديد الأناشيد طوال فترة اللقاء وعدم الجلوس مطلقا أثناء فترات المباراة والحرص علي حضور جميع مبارايات الفريق سواء الداخلية أو الخارجية(حتي إن بعضهم يبيع متعلقاته الشخصية من أجل مؤازرة ناديه) والتمركز في مكان معين بالمدرجات غالبا ما يكون خلف المرمي.وتبدو المباديء الأربع في ظاهرها معبرة عن الإنتماء الشديد للنادي ولكن الألتراس يؤمنون بأن تنفيذ هذه المباديء لا تحده أي حدود اخلاقية،فالمهم أن يحقق فريقك الفوز حتي لو كان ذلك بإرهاب المنافس وجماهيره في الملعب والإعتداء عليهم حتي لا يكرروا أي محاولات لتشجيع فريقهم مرة أخري!!،والأدهي من ذلك إن الاتراس يعتبرون انفسهم مسئولين بدرجة كبيرة عن قدرتهم في تحقيق الفوز لناديهم ولذلك فعادة ما يبدأون بتركيز هجومهم سواء بالسباب أو الشعارات اللأخلاقية علي احد نجوم الفريق المنافس لإخراجه عن تركيزه وشعوره مما يسهل مهمة فريقهم!!،ولذلك فإن جهات الامن في أوروبا وامريكا الجنوبية باتت تضع أعضاء هذه الروابط في حسبانهم وتفرض عليهم سياجا حديدا من المراقبة،وبالرغم من ذلك فحوادث الاتراس لا تنتهي،ففي مباراة روما و مانشستر يونايند في دوري ابطال اوربا في ابريل 2007 تسببت مواجهات الألتراس في إصابة 11 من جماهير مانشتر و2 من جماهير روما بإصابات بالغة،ومن قبل تسببت مواجهات الالتراس في إسبانيا في مقتل احد مشجعي ريال سوسيداد.
متي ظهر "الالتراس في مصر"؟
كان الظهور الأول للأتراس في مصر من خلال النادي الأهلي أيضا وتحديدا يوم 13 ابريل 2007 خلال لقاء الأهلي وإنبي التي أعلنت فيه الأتراس عن تواجدها في مدرجات جماهير الأهلي من خلال علم وشعار خاص بهم،وبالطبع لم يمضي وقتا طويلا حتي ظهر"ألتراس" الزمالك ثم الإسماعيلي فالاتحاد..لتدخل الكرة المصرية مرحلة اخري من التشجيع المتهور المجنون الذي تغذيه حالة الإحتقان القائمة في الوسط الرياضي المصري بسبب غياب النظام ودور اللوائح وظهور مبدأيي "البيزنس" و"السبوبة" للقائمين علي الكرة في مصر.وبالفعل بدأت المباريات الرياضية في مصر تدخل صفحة الحوادث،فشاهدنا طعن أحد ناشئي نادي الزمالك بمطواة قرن غزال بعد إحدي لقاءات الدربي بين الأهلي والزمالك علي مستوي الناشئين ثم جاءت حوادث كرة السلة المتعاقبة مرورا بتحطيم المقاعد في الصالات المغطاة وإلقاء البلي علي ارضية الملعب لإفساد اللقاء وبلغت الذروة حين تعرض أحد مشجعي الزمالك للحرق بالبنزين عقب إحدي مبارايات كرة السلة(الغريب أن الواقعة مرت بدون أن يُحاكم فيها شخصا واحدا)و بات الالتراس في كل نادي يعتبرون أنفسهم من المقاتلين الشرفاء الذين يخوضون معركة نبيلة من أجل علو شأن ناديهم ،فكانت الإحتفالات بالصواريخ والقائها علي ارض الملعب إبتهاجا بهدف يدخل الشباك وكأننا أصبحنا نحارب ولا نمارس الرياضة،ولعل ما حدث في مباراتي الزمالك وغزل المحلة عندما اشعل ألتراس الزمالك ملعب المحلة بحجة إشعال حماس اللاعبيين بل وتعهدوا عبر إحدي المنتيدات بمواصلة المسيرة حتي يحرز الزمالك بطولة الدوري!! ولقاء الأهلي والمصري الذي شهد مهزلة قبل اللقاء وبعده حيت تبادل مقاتلو المصري مع الأهلي إلقاء الصورايخ والالعاب النارية وهو ما يحعلني أتسائل"اين دور الأمن" وهل يقتصر دوره فقط علي التأكد من حمل الجمهور لتذكرة المباراة؟" وهل ننتظر كعادتننا حدوث الكارثة لنمارس هوايتنا بعدها في لطم الخدود والتحرك لإنقاذ الموقف؟الأمر لا يحتمل يا سادة..وكفانا عبثا..فالمواطن المصري العادي المسالم سيصبح امنه مهددا لمجرد ذهابة لمشاهد مباراة كرة قدم طالما بقيت هذه الروابط المعروف أعضائها لدي الأمن ومجالس إدارات الأندية..لابد من ممارسة الحزم ولو لمرة واحدة في هذا البلد،وقد اعذر من أنذر.

No comments: