Thursday, May 27, 2010

الأهلي يتفوق على نفسه بثلاثية في شباك الزمالك

صعد الأهلي إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كأس مصر بعد تغلبه على الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ليواجه بتروجيت بذلك يوم الأحد المقبل.
سجل للأهلي كل من شريف عبد الفضيل ومحمد فضل وأبو تريكة فيما سجل حسين ياسر هدف الزمالك الوحيد ليواصل الأهلي بذلك تفوقه على غريمه التقليدي في مسابقة كأس مصر في النصف قرن الأخير !
وفيما يلي بعض الملاحظات الفنية على أحداث اللقاء:

- بداية كربونية للقاء الفريقين الأخير بالدوري العام، فالزمالك أخذ المبادرة الهجومية من الناحية اليمنى التي إنطلق فيها جعفر ليرسل عرضية حولها حسين ياسر المحمدي بباطن القدم بمهارة شديدة داخل شباك إكرامي مسجلا ثاني أهدافه في شباك فريقه القديم ليتقدم الزمالك بعد مرور 58 ثانية فقط في سيناريو نموذجي لأصحاب الرداء الأبيض !

- خبرات لاعبي الأهلي المتراكمة دائما ما تظهر في مثل هذه الأوقات، فلملم الفريق أوراقه سريعا ليدخل في أجواء المباراة، فكان حارس الزمالك الأمين عبد الواحد السيد رائعا في التصدي لإنفراد من بركات في الدقيقة العاشرة إلا أنه لم يكن بمقدوره منع قذيفة شريف عبد الفضيل من معانقة شباكه في الدقيقة 16 إثر خطأ تحصل عليه أبو تريكة من خارج منطقة الجزاء.

- لم يكن الزمالك محظوظا في إصابة دينامو الوسط إبراهيم صلاح، فسمح نزول صبري رحيل محله في زيادة سيطرة الأهلي على منطقة الوسط بشكل لافت،فظهر حسن مصطفى تائها وحيدا في كثير من الأحيان في مواجهة أي من لاعبي الأهلي،فلم يكن بمقدور صبري رحيل مساندته الكافية في الضغط وإستخلاص الكرة، ولعل الدقيقة 24 كانت خير دليل على ذلك بعد قيام الأهلي بهجمة "شاملة" بدأت من عند بركات يسارا إلى حسن في أقصى اليمين لتستمر في منطقة جزاء الزمالك قبل أن تتهيأ لشهاب القادم من الخلف الذي سدد كرة عالية فوق العارضة !

- راهن الأهلي من جديد على ظهير الزمالك الأيمن أحمد غانم، وكان البدري على حق، فإخترق بركات جبهة غانم أكثر من مرة إلا أن وجود عبد الواحد السيد في عرين الزمالك كان له مفعول السحر في أكثر من مرة ليثبت دوما أنه الحارس الأبرز في تاريخ الكرة المصرية في التعامل مع الإنفرادات !

- شيكابالا هو محور أداء الزمالك..حقيقة لا يمكن إغفالها للفريق الأبيض، ولذا فإن تعطيل هذا المحور بحسام عاشور حد كثيرا من فاعلية الزمالك الهجومية، فلم نشاهد شيكا إلا في محاولة وحيدة بالدقيقة 22 مرت بجوار قائم إكرامي فيما حاول عبد الشافي شن الهجمات يسارا في ظل توهان غانم يمينا إلا أن شريف عبد الفضيل لم يسمح له بالمرور سوى في مرة وحيدة في الدقيقة 28 التي طالب فيها لاعبو الزمالك بركلة جزاء إثر لمس الكرة ليد وائل جمعة مدافع الأهلي إلا أن الحكم الإيطالي ريزولي كان موفقا في قراره بإستمرار اللعب لعدم وجود تعمد من جمعة !

- كان من الطبيعي أن يترجم الأهلي تفوقه الهجومي وإستغلاله لثغرات المنافس إلى هدف بالدقيقة 37 عندما قابل أبو تريكة عرضية متقنة من أحمد حسن يمينا لتتهيأ الكرة إلى فضل داخل منطقة الجزاء ليودع الكرة بثبات على يمين عبد الواحد السيد وسط غفلة من مدافعي الزمالك !
وإستمرت الأخطاء الزملكاوية الدفاعية حتى نهاية الشوط، فكاد سيد معوض أن يفعلها في الوقت بدل الضائع إذ ما فكر في تمرير الكرة داخل منطقة الجزاء المتواجد بها أربعة من لاعبي الأهلي إلا أنه إتخذ قرارا بالتسديد في مدرجات الأهلي !

- يمكن القول أن الشوط الأول جاء مفتوحا من الفريقين مع ميل الكفة الهجومية لمصلحة الأهلي بشكل واضح بعد إدراكه التعادل إلا أن الحماس والندية بدت واضحة بين اللاعبين لدرجة إصابة كل من إبراهيم صلاح من الزمالك ونزيف وائل جمعة وفضل من الأهلي !

- حاول الزمالك إدراك التعادل مع مطلع الشوط الثاني إلا أن الصفطي أهدر فرصة مؤكدة أمام مرمى إكرامي رافضا هدية شيكابالا من ركلة حرة غير مباشرة، وبالتالي لم يتأخر رد الأهلي كثيرا فبعد خمس دقائق حولت رأس أبو تريكة تسديدة المتألق شريف عبد الفضيل بدهاء إلى مرمى عبد الواحد السيد ليحسم الأهلي المباراة عمليا في الدقيقة 51 إذ فرض أصحاب الرداء الأحمر سيطرتهم التامة على اللقاء مستغلين حالة اللاتركيز التي إنتابت جميع لاعبي الزمالك، فكان الصفطي موفقا في إنقاذ إنفراد مؤكد قبل وصول الكرة لبركات وتصدى عبد الواحد السيد لتسديدة قوية من أحمد حسن، وبدا في بعض الأوقات أن لاعبي الأهلي يخوضون تقسيمة فيما بينهم داخل منطقة جزاء الزمالك !

- بدأت تدخلات المديرين الفنيين في الظهور، فقام حسام حسن بسحب أديكو ليدفع بهاني سعيد بدلا منه في وسط الملعب بجوار حسن مصطفى وهو تغيير يطرح في داخله تساؤلا: هل يعترف حسام بذلك بخطئه في البدء بأديكو "البطيء" الذي يفتقر الحلول الفردية أم يعترف حسام بخطئه في الدفع بصبري رحيل محل إبراهيم صلاح المصاب؟ !
وجاء نزول علاء علي محل الصفطي في محاولة من حسام حسن للمجازفة الهجومية من أجل إدراك هدفين في شباك الأهلي وإستتبع هذا التغيير تحرك المحمدي يمينا ليفسح المجال لعلاء علي لتكوين جبهة يسرى قوية من صبري رحيل الذي عاد لمركز الظهير الأيسر مع تقدم عبد الشافي أيضا، وهو ما رد عليه البدري بتقوية الناحية الدفاعية للأهلي يمينا بنزول أحمد فتحي "العائد من الإصابة" محل أحمد حسن لمساندة عبد الفضيل، وهو ما نجح فيه فتحي بدرجة كبيرة.
وكان نزول فرانسيس محل أبو تريكة ليلعب بجوار فضل كرأس حربة ثان ضاغطا على مدافعي الزمالك ولإستلام الكرة والإحتفاظ بها قدر الإمكان في وسط الملعب، وكان القدر سيبتسم لفرانسيس فور نزوله بعد إنفراده بعبد الواحد الذي تمكن ببراعة من إنقاذ إنفراد ثالث خلال اللقاء !

- بالرغم من تراجع لاعبي الأهلي إلى منتصف ملعبهم في الربع ساعة الأخيرة بغية الحفاظ على النتيجة إلا أن الأهلي كان صاحب الكلمة العليا، فلاعبوه يتبادلون الكرة بمنتهى الثقة لأكثر من 15 تمريرة ناجحة في الوقت الذي سيطر فيه الإحباط واليأس على لاعبي الزمالك علاوة على تراجع معدلات اللياقة لدى الفريقين، ولم يتغير شكل الزمالك الهجومي سوى بعودة حسين ياسر إلى الجبهة اليسرى وتحرك علاء علي يمينا وذلك بعد نزول ظهير الأهلي الأيسر جيلبرتو الذي أراد حسام حسن إستغلال ضعف مردوده الدفاعي وعودته من إصابة طويلة إلا أن اللاعب الأنجولي كان ثابتا في الملعب لدرجة كبيرة.
ولا يوجد ما يذكر للزمالك في هذه الفترة سوى محاولة فردية من المحمدي الذي توغل بالكرة داخل منطقة الجزاء ليجد وائل جمعة مشتتا الكرة من أمامه إلى ركنية.

- في النهاية يمكن القول أن الفريق الأفضل داخل الملعب هو من حقق الفوز الذي يعد بداية صفحة جديدة للبدري مع جماهير الأهلي، ولا يبخس هذا من الطفرة التي حققها الزمالك في الموسم الحالي مع مديره الفني حسام حسن !

No comments: