Thursday, May 27, 2010

! بين الشبشب والمزبلة..هناك مهزلة

لن أخوض في أي حديث عن فنيات لقاء الكأس بين الأهلي والزمالك،فالمباراة إنتهت في الملعب بفوز مستحق للأهلي ولكن هل من وقفة لما يحدث في المدرجات قبل أن يستفحل الأمر ويحدث ما لا ُيحمد عقباه؟

لابد من الإعتراف بأن ثقافة المشجع التقليدي الذي يذهب للاستاد لمؤازرة فريقه فقط قد إنتهت منذ زمن بعيد،وبناء على ذلك فإننا نواجه حاليا نمط المشجع المتعصب المتعطش لإنتصار يروي ظمأة ويخرج كبته مهما كانت الوسيلة المتبعة في تحقيق ذلك !

وهل من دليل على ذلك أكبر مما شهدته مدرجات الأهلي والزمالك في لقاء الأمس حين قامت جماهير الأهلي بعمل دخلة وضعت فيها علم الزمالك بالمقلوب ومن تحته شعار "مزبلة التاريخ"،وبالمثل كان الحال في مدرجات الزمالك عندما قامت الجماهير برفع الشباشب التي تغطيها فانلة الأهلي !
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فأثناء اللقاء ركزت جماهير الأهلي أضواء الليزر على وجه المدير الفني للزمالك حسام حسن بعد هدف فضل الثاني بدقائق لنشاهد جماهير الزمالك أيضا تستخدم نفس السلاح تجاه حارس مرمى الأهلي شريف إكرامي أثناء تنفيذ إحدى الركنيات مع مطلع الشوط الثاني علما بأن أشعة الليزر قد ُتحدث أضرارا هائلة بشبكية العين تصل إلى حد العمى ليحقق الجمهوران تعادلا مستحقا في مواجهتهما المباشرة في البذاءات والإستخفاف بالاخر !

ولا يتوقف الأمر عند جمهور الناديين فقط بل إستشرت الظاهرة في جميع ربوع مصر، فشاهدنا جماهير الإسماعيلي تترك تشجيع فريقها في مباراته الاخيرة أمام طلائع الجيش التي أبدع فيها اللاعبون بالفوز برباعية نظيفة لتتفرغ فقط لكيل السباب للأهلي بعد كل هدف !
وفي بورسعيد، تم إحتجاز لاعبي المقاولون العرب وجهازهم الفني في المدينة لبضع ساعات عقب تغلبهم على النادي المصري بعقر داره !
ولا ننسى المشهد التاريخي بالاسبوع الماضي لإنتفاضة الحجارة بمدينة الفيوم بين سكان المنازل وجماهيرالزمالك في واقعة تستحق الإدراج فورا ضمن فقرات برنامج "مواقف وطرائف" الذي كان يقدمه المذيع الشهير جلال علام !

للأسف لن نستطيع إنتظار الحل لمواجهة هذه الأزمة من خلال الجهة المنوطة بالكرة في مصر، فأعضاء الجبلاية منشغلون تماما بالبيزنس الخاص بهم وسبوبة البث الفضائي وصراعتهم الداخلية، ولا ُيمكن توقع رد فعل حازم من جهة قد تكون ضالعة في الإعتداء الشهير على حافلة المنتخب الجزائري في نوفمبر الماضي وحتى ولو لم تكن ضالعة، فيكفي ما قامت به الجبلاية من خداع العامة من الشعب عندما أوهمتهم بقيام لاعبي الجزائر بتحطيم الأتوبيس بأنفسهم، وبالتالي فإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص !

الحل لن يكون أمنيا في المقام الأول، فلابد من العمل على تغيير ثقافة الخطاب الإعلامي كليا بعدما تحولت أغلب البرامج الرياضية في التليفزيون والفضائيات إلى منابر لتبادل الردح وتصفية الحسابات الشخصية، وسيبقى التواجد الأمني ضروريا أيضا من خلال وضع كاميرات مراقبة في المدرجات لإصطياد العناصر المشاغبة وبترها نهائيا بمنعها من الدخول للملاعب مهما كان عددهم، ولعلي أذكر الواقعة الشهيرة التي تعرض لها اللاعب المصري أحمد حسام "ميدو" بالدوري الإنجليزي عندما سبته جماهير نيوكاسيل يونايتد بألفاظ عنصرية ليتم إستخدام الكاميرات من قبل المسئولين عن أمن الملعب ليُتخذ قرارا حازما بعدها بمنع المشجع الذي ثبتت إدانته من دخول ملعب "سان جيمس بارك مدى الحياة رغم حيازة هذا المشجع لبطاقة موسمية تتيح له مشاهدة جميع مباريات نيوكاسيل من الملعب !

أخشى أن نصل لمرحلة الشغب الأرجنتيني الذي إشتهر في فترة التسعينات التي شهدت إيقاف الدوري هناك لعدة فترات من قبل الحكومة بسبب خطورة المباريات على الأمن العام للبلاد عقب سقوط العديد من الضحايا في بعض المباريات الجماهيرية..فهل يتحرك أحد؟؟

No comments: