Sunday, March 29, 2009

تماسيح زامبيا تقتنص تعادلا مستحقا من الفراعنة في قلب القاهرة

إنتهت مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الزامبي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في اولي مباريات التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 المقرر إقامته بجنوب إفريقيا ليهدر الفراعنة بذلك أول نقطتين في إطار مشوارهم لبلوغ المونديال للمرة الأولي منذ عام 1990 إلا أنه يمكن القول أن المنتخب الزامبي إستحق نقطة التعادل لنجاحه في التعامل مع المباراة في حدود إمكانياته وقدرة مديره الفني الفرنسي رينارد علي قراءة المنتخب المصري جيدا وتعطيل كل مفاتيح لعبه فيما كان أداء المنتخب المصري مثار تساؤلات عديدة مما ينذر بالعديد من الصعوبات في الفترة المقبلة من التصفيات إذا ما إستمر الحال علي ما هو عليه ويكفي أن المنتخب المصري كان بمقدروه إحتلال الصدارة مبكرا بعد تعادل المنتخب الرواندي بالامس سلبيا امام الجزائر.

الشوط الأول:

شهد تشكيل المنتخب المصري مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون قبل اللقاء بالبدء بالمثلث الهجومي المكون من عمرو زكي زعماد متعب ومحمد زيدان ليعود أحمد حسن إلي منتصف الملعب بجوار محمد شوقي في حين جلس حسني عبد ربه علي مقاعد البدلاء،وبدأ بركات في مركز الظهير الأيسر بعدما فضل المدير الفني حسن شحاته عدم المغامرة بالبدء بأحمد سمير فرج.حاول المنتخب المصري إستغلال دقائق المباراة الأولي في إحراز هدف مبكر يرضي طموجات الجماهير الغفيرة المحتشدة بإستاد القاهرة بالإضافة لتصدير التوتر للمنتخب الزامبي إلا أن الدقائق العشر الأولي لم تشهد محاولات هجومية حقيقة للمنتخب المصري بإستثناء بعض العرضيات للمحمدي من الجبهة اليمني.وأعلنت زامبيا عن تواجدها في المباراة مبكرا بعدما إنفرد المهاجم جاكوب مولينجا بمرمي عصام الحضري ونجح في مراوغته قبل أن يتمكن وائل جمعة بمساعد الحضري من إغلاق زاوية التسديد أمامه في كرة كادت أن تخلع معها قلوب الجميع.
مع مرور الوقت،ظهرت المساحات الشاسعة في وسط ملعب المنتخب المصري مع البطء في التحضير وعدم الترابط الكافي بين المهاجمين ووسط الملعب مما سمح للمنتخب الزامبي بإمتلاك الكرة مستغلا خفة وحيوية المزعج فيليكس كاتونجو الذي أطلق تسديدة قوية مرت بجوار قائم الحضري في الدقيقة 18.
وتشهد الدقيقة 19 أول إنذار بالمباراة لصالح اللاعب إمبولا بعد تدخل عنيف مع عماد متعب الذي لجأ كثيرا للنزول في منتصف الملعب لإستلام الكرات مع زميله محمد زيدان.ويبدأ المنتخب المصري في الظهور من الناحية الهجومية في الدقيقة 24 بعد ركلة حرة غير مباشرة نفذها زيدان ليقابلها متعب برأسه إلا أن الكرة مرت بجوار القائم،ولم تمر سوي دقيقتين حتي جاء الهدف الأول للمنتخب المصري بعدما إستلم المحمدي الكرة من الجبهة اليمني ليرسل عرضية داخل منطقة الجزاء تمر من رأس متعب لتجد القناص عمرو زكي ليقابلها بقدمه اليسري مباشرة داخل الشباك الزامبية معلنا عن تقدم المنتخب المصري بالهدف الأول.
بعد الهدف،سيطر المنتخب المصري علي فعاليات اللقاء في ظل إرتباك المنتخب الزامبي وبالأخص خط دفاعه الذي يعد الحلقة الأضعف لزامبيا إلا أن البطء في تحضير الهجمة لم يمكن المنتخب المصري من إحراز هدف ثاني في هذا التوقيت لقتل طموح لاعبي زامبيا في العودة للقاء.ويظهر بركات للمرة الأولي في المباراة بتسديدة صاروخية حولها حارس المرمي الزامبي مويني إلي ركلة ركنية وإستعاد لاعبو زامبيا إستحواذهم علي الكرة في الدقائق الأخيرة التي شهدت فرصة ضائعه لهم بعدما إستقبل تشيبوتو كرة مرتدة من رأس وائل جمعة ليطلق تسديدة قوية مرت بجوار قائم الحضري لينتهي شوط المباراة الأول بتقدم المنتخب المصري بهدف لعمرو زكي

.الشوط الثاني:

بدأ المنتخب الزامبي الشوط بالضغط مبكرا علي وسط الملعب المصري أملا في الإستفادة من عنصر فارق السرعة،فشنت زامبيا هجمة سريعة من الجبهة اليسري بقيادة كالابا مما إضطر هاني سعيد لعرقلته ومن ثم حصوله علي البطاقة الصفراء.ويدفع المدير الفني الفرنسي للمنتخب الزامبي هيرفي رينارد بكاسوندو بدلا من ميشيك لونجو للحد من إنطلاقات المحمدي بالجبهة اليمني.
ومع مرور الوقت،يتضح سيطرة المنتخب الزامبي علي وسط الملعب بفضل حالة التوهان التي ظهرت علي محمد شوقي وعدم الإنسجام بينه وبين أحمد حسن بالإضافة لإختفاء دور متعب وزيدان وإستسلامهم للرقابة.
وفي الدقيقة 61 ،يتوج المنتخب الزامبي مجهوده بإحراز هدف التعادل من ركنية نجح كاسوندي في تحويلها رأسه لمرمي الحضري وسط حراسة محمد شوقي وسوء تمركز للاعبي مصر داخل منطقة الجزاء.ويدفع شحاته بأولي أوراقه بنزول العائد من الإصابة محمد أبو تريكة بدلا من زيدان لزيادة فاعلية وسط الملعب الهجومية وإيجاد حلقة وصل بينه وبين المهاجمين إلا أن لاعبي المنتخب المصري ظهروا في حالة يرثي لها ففشلوا في العودة للمباراة في الوقت الذي إزدادت ثقة لاعبي زامبيا في أنفسهم فتناقلوا الكرة في سهولة ويسر وأجادوا الإنتشار في الملعب والإرتداد السريع من الدفاع للهجوم.وينال كالابا إنذارا مستحقا في الدقيقة 66 بعد إلتحامه مع شوقي ثم يدفع شحاته بثاني أوراقه الهجومية بنزول ميدو بدلا من متعب للإستفادة بقدرته علي الإلتحام في الكرات العالية في ظل حالة العقم الهجومي من الأطراف ومنتصف الملعب ثم يدفع بحسني عبد ربه بديلا لهاني سعيد لتتحول طريقة اللعب إلي 4-3-3 ولم نشاهد اي خطورة للمنتخب المصري سوي في الدقيقة 74 عندما أهدي ميدو تمريرة براسه لأبو تريكة الذي فشل في السيطرة علي الكرة داخل منطقة الجزاء لترتد بهجمة خطيرة لزامبيا علي مرمي الحضري عندما إستلم فيليكس كاتونجو الكرة في وسط الملعب بدون مضايقة ليسدد كرة قوية مرت بجوار القائم
.وقبل نهاية المباراة بتسع دقائق، يمر ميدو من الجبهة اليسري علي حدود منطقة الجزاء ليهدي أبو تريكة تمريرة متقنة سددها مباشرة في المرمي إلا أنها مرت بجوار القائم بسنتيمترات قليلة وبعدها يهدر أبو تريكة أبرز فرص المنتخب المصري في الشوط الثاني بعدما إستخلص عمرو زكي الكرة من بين اقدام مدافعي زامبيا ليهديها لأبو تريكة المنفرد بالمرمي إلا أن حارس المرمي مويني ينجح في تحويل الكرة لركلة ركنية.ويحاول الفرنسي رينارد الحفاظ علي النتيجة فيدفع بكامبامبا بدلا من كالابا ويبدو المنتخب المصري عاجزا عن مجاراة فارق اللياقة الواضح مع لاعبي زامبيا الذي كان بمقدورهم إنهاء المباراة بثلاث نقاط ثمينة إذا ما إستغلوا حالة التوتر والإجهاد الواضحة التي بدت علي لاعبي مصر ثم يختتم رينارد تغيراته بنزول المهاجم الصاعد تيمبو فايو بدلا من لاعب الوسط النشيط كاتونجو من أجل الحفاظ علي الكرة بين اقدام لاعبي زامبيا في الدقائق المتبقية وهو ما نجح فيه بالفعل لتنتهي المبارا ة بتعادل ثمين ومستحق للتمساح الزامبي أمام الفراعنة في بداية غير متوقعة لابطال القارة السمراء.

No comments: