Friday, July 2, 2010

! في الدور ربع النهائي للمونديال:(1):هولندا تتأهل بفوز دراماتيكي..وأوروجواي تنهي الحلم الإفريقي

إنتفاضة برتقالية تطيح براقصي السامبا خارج المونديال

- تأهل المنتخب الهولندي إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 12 عاما بعدما تغلب على البرازيل بهدفين مقابل هدف في مباراة متقلبة الأحداث بعدما تفوق راقصو السامبا لعبا ونتيجة بالشوط الأول قبل أن تعصف الإنتفاضة البرتقالية بأحلامهم في شوط ثاني مثير.

- تعرض المنتخب الهولندي إلى ضربة قوية قبل بداية المباراة بدقائق قليلة حين تعرض مدافعه ماتيسين للإصابة أثناء الإحماء ليحل المخضرم أوير مكانه مما سبب هزة واضحة بالدفاع الهولندي الذي ظهر عليه منذ البداية عدم التفاهم الواضح بين أوير وهيتينجا مما تسبب في هدف برازيلي لروبينيو بالدقيقة الثامنة ألغاه حكم المباراة نيشيمورا بداعي التسلل إلا أن روبينو عاد بعدها بدقيقتين فقط ليسجل من تمريرة ذكية لميلو من وسط الملعب وسط حراسة قلبي دفاع هولندا !

- نجح المنتخب البرازيلي في فرض إيقاعه على الشوط الأول تماما بالأسلوب الدفاعي المحكم بالضغط على حامل الكرة الهولندي في أي جزء من الملعب علاوة على ثبات ألفيس وجيلبرتو سيلفا في النواحي الدفاعية لمواجهة أي إختراق للجناحين كاوت وروبين في العمق البرازيلي،فبدا منتخب السامبا في أوقات كثيرة أشبه بالمنتخب الإيطالي بمونديال 2006 حين صنع جاتوزو وبيرلو وكاميرونيزي حائطا دفاعيا منيعا إستعصى على جميع المنتخبات !

- كان بمقدور المنتخب البرازيلي مضاعفة النتيجة في أكثر من مناسبة بشوط المباراة الأول في ظل الهفوات الدفاعية الهولندية التي زادت متاعبها مع مهارة روبينيو وتحركات فابيانو وكاكا الإيجابية بالكرة وبدونها علاوة على التقدم المستمر للظهيرين مايكون وباستوس في حال الإستحواذ على الكرة إلا ان الرياح جاءت عكسية على المنتخب البرازيلي لتستقبل شباكه هدفا بالنيران الصديقة لميلو مع مطلع الشوط الثاني لتنقلب المباراة تماما لمصلحة الطواحين التي تحررت من رهبة الشوط الأول لتبدأ في الدوران بالملعب بواسطة روبين الذي أجبر المدير الفني البرازيلي دونجا على سحب ظهيره الأيسر باستوس خوفا من حصوله على بطاقة حمراء بعد تفوق روبين عليه ليدخل جيلبرتو محله دون جدوى.

- تعقدت الأمور للمنتخب البرازيلي بهدف ثان لهولندا عبر رأس شنايدر في غياب للتمركز الدفاعي السليم داخل منطقة الجزاء،وزاد ميلو من أوجاع السامبا بحماقة في الدقيقة 73 بعد إعتدائه على روبين ليشهر له الحكم نيشيمورا بطاقة حمراء قلصت من فرص البرازيل في العودة للمباراة في ظل تراجع لافت لمستوى اللياقة البدنية لدى أغلب لاعبي السامبا في شوط المباراة الثاني الذي يمكن القول أن البرازيليين دفعوا فيه ثمن الثقة المفرطة في قدرتهم على حسم المباراة بناء على التفوق الملحوظ في شوط المباراة الأول !

- لم يكن إختيار الحكم الياباني يوشي نيشيمورا موفقا لإدارة اللقاء بعدما أفلتت الزمام منه مبكرا لنرى العديد من التدخلات العنيفة والإعتراضات المستمرة من لاعبي البرازيل وهولندا على حد سواء في مشهد غير مألوف بالمونديال الحالي،فتغاضى نيشيمورا منذ البداية عن طرد المدافع الهولندي هيتينجا بعد عرقلة واضحة للمهاجم البرازيلي فابيانو بدون كرة بالإضافة لعدم إحتسابه ركلة جزاء واضحة للبرازيل بالشوط الثاني بعد تعرض كاكا للدفع داخل منطقة الجزاء من قبل المدافع أوير.
ولم يتمكن نيشيمورا من التصدي لإعتراضات البرازيلي روبينيو المتكررة بشكل لافت ثم جاء المشهد الأغرب بتجاهله إنذار الهولندي شنايدر بعد تعمده إيقاف الكرة بيده في واقعة تستحق الدخول ضمن غرائب المونديال !

غانا تهدي بطاقة الصعود لأوروجواي بعد دراما "سوكر سيتي"

- فرط المنتخب الغاني في تحقيق إنجاز تاريخي ببلوغ دور ال4 للمرة الأولى في تاريخ المنتخبات الإفريقية بعدما خسر أمام أوروجواي بركلات الترجيح 4-2 وذلك عقب نهاية اوقت الأصلي والإضافي من اللقاء بالتعادل بهدف لكل منهما.
وشهد ملعب سوكر سيتي ذروة الدراما الكروية بعدما أخفق جيان أسامواه في تسجيل ركلة جزاء بالثانية الأخيرة من عمر الوقت الإضافي ليقود أوروجواي للإنتصار في ركلات الترجيح !

- شهدت تشكيلة المنتخبين بعض الإختلافات عن المباريات السابقة، فعاد إيزاك فورساه للدفاع الغاني بعد تعافيه من الإصابة ليلعب بجوار مينساه فيما بدأ مونتاري للمرة الأولى بسبب إيقاف أندريه أيو علاوة على البدء بصامويل إينكوم في مركز الجناح الأيمن بعد تراجع كوادو أساموه لوسط الملعب في ظل غياب جوناثان مينساه فيما دفع المدير الفني الأوروجوياني تاباريز بلاعب الوسط ألفارو فيرنانديز على حساب ألفارو بيريرا الذي لم يغب عن مباريات أوروجواي الأربع السابقة بينما حرمت الإصابة المدافع جودين من الإشتراك في المباراة ليحل فيكتورينو محله.

- أربك تاباريز حسابات المدير الفني لغانا راجيفاك في النصف ساعة الأولى من المباراة بعدما أشرك فورلان كرأس حربة صريح بجوار سواريز ليتحرك كافاني إلى الجبهة اليسرى في مركز الجناح وكذلك ألفارو فيرنانديز على الجبهة اليمنى،ويمكن القول أن براعة الحارس الغاني كينجسون كانت سببا جوهريا في إبقاء النتيجة على التعادل السلبي.

- إستعاد لاعبو غانا توازنهم في الملعب بعد نصف ساعة عصيبة لتبدأ الموجات الهجومية الغانية في الظهور لاسيما من الجبهة اليمنى بفضل سرعة بانتسيل وإينكوم في ظل تفكك الدفاع الأوروجوياني عقب خروج قائده لوجانو متأثره بالإصابة ليختتم مونتاري الشوط الأول بقذيفة مدوية في شباك موسوليرا من على بعد 30 ياردة لتختتم غانا الشوط الأول بشكل نموذجي.

- عدل تاباريز من أسلوب لعب الأوروجواي مجددا في مطلع الشوط الثاني بعدما دفع بلاعب الوسط لوديرو محل فيرنانديز ليعود للشكل التقليدي لأورجواي باللعب بفورلان تحت رأسي الحربة سواريز وكافاني مع ميله في أوقات كثيرة للجبهة اليسرى لمساندة إنطلاقات الظهير المتقدم فوسيلي،وكالعادة كان فورلان عند حسن الظن بإدراكه التعادل من ركلة ثابتة لتتحول دفة المباراة مجددا لأوروجواي.

- جاء تدخل راجيفاك سريعا بعدما دفع بستيفان أبياه في وسط الملعب الغاني على حساب إينكوم ليتحرك كوادو أسامواه للجبهة اليمنى إلا أن الخطورة ظلت لمنتخب الأوروجواي لاسيما من الكرات الثابتة التي شكت تهديدا حقيقيا في مناسبات عديدة على مرمى كينجسون.

- ظهر عنصر الإجهاد واضحا على لاعبي المنتخبين في الشوطين الإضافيين إلا أن غانا جاءتها فرصة العمر بالحصول على ركلة جزاء في الثانية الأخيرة من عمر الشوط الإضافي الثاني إلا أن جيان أساموه أطاح بالكرة في العارضة بغرابة شديدة لتذهب المباراة لركلات ترجيح كانت فيها الكلمة العليا للأورجواي !

- الأخطاء التحكيمية ظلت حاضرة في اللقاء مثلما كان الحال عليه في مباراة هولندا أمام البرازيل بعدما منعت صافرة الحكم البرتغالي أوليجاريو المهاجم الأوروجوياني سواريز من إنفراد صريح بالمرمى بداعي التسلل الذي لم يكن موجودا فيما ُحرم المنتخب الغاني من ركلة جزاء صحيحة بعد تعرض لاعبه بواتينج لتدخل مشترك من سكوتي وبيريرا داخل منطقة الجزاء !

حقائق وأرقام:

- حققت هولندا ثاني إنتصاراتها على البرازيل بالمونديال وذلك بعد فوزها بهدفين نظيفين في الدور الثاني لمونديال 1974 فيما جاءت هزيمة هولندا أمام البرازيل بالدور ربع النهائي لمونديال 1994 بنتيجة 3-2 وجاء التعادل قاسما مشتركا في لقاء المنتخبين بنصف نهائي مونديال 1998 بنتيجة 1-1 لتحسم ركلات الترجيح بعدها صعود البرازيل !

- ودع المنتخب البرازيلي المونديال من الدور ربع النهائي للمرة الرابعة في تاريخه،فجاءت الأولى بالهزيمة من المجر 4-2 بمونديال 1954 ثم الهزيمة بركلات الترجيح أمام فرنسا 4-3 بمونديال 1986 ثم تكررت الهزيمة أمام فرنسا بمونديال 2006 بنتيجة 1-صفر !

- لم يحقق المنتخب الهولندي الفوز بخمس مباريات متتالية في أي من مشاركاته السبع بالمونديال !

- واصلت منتخبات أمريكا الجنوبية تفوقها على نظيرتها الإفريقية بالمونديال من خلال 18 مواجهة شهدت 13 إنتصارمقابل هزيمتين وثلاث تعادلات !
الطريف أن أوروجواي جاءت قاسما مشتركا في تعادلين أمام كلا من السنغال بمونديال 2002 بنتيجة 3-3 وأمام غانا اليوم !

- بات الأوروجوياني دييجو فورلان متخصصا في هز شباك المنتخبات الإفريقية بالمونديال بعدما سجل هدفا في شباك السنغال بنسخة 2002 وعاد لتسجيل هدفين في جنوب إفريقيا بالمونديال الحالي قبل أن يختتمها اليوم في شباك غانا !

- غانا هي أول منتخب إفريقي يحتكم لركلات الترجيح بالمونديال بعدما لجأ الأفارقة من قبل إلى الأشواط الإضافية في ست مناسبات من قبل شهدت ثلاث إنتصارات ومثلها من الإخفاقات !

- ركلة جزاء جيان أساموه هي أول ركلة مهدرة لغانا بعد ثلاث ركلات ناجحة بمونديالي 2006 و2010 !
الطريف أن أساموه نجح في تسجيل الركلتين التي تصدى لهما بالمونديال الحالي !

لقطة اليوم:

- جيان أسامواه يندب حظه بعد إهداره لركلة جزاء بالثانية الأخيرة من عمر الشوط الإضافي ليحرم غانا من إنجاز تاريخي !

نجم اليوم:

ريتشارد كينجسون: بالرغم من إقصاء غانا إلا أن الحارس كينجسون تألق في الزود عن مرماه في أوقات عصيبة ليؤكد جدارته كواحد من أفضل حراس المرمى بالمونديال الحالي ّ

في وداع المونديال:

- البرازيل : أهدر المنتخب البرازيلي فرصة سانحة له بضمان الوصول للمربع الذهبي للمونديال بعدما فرط في تفوقه على هولندا بالشوط الأول ليستحق الخروج المبكر من المونديال الذي سيتحمل فيه المدير الفني دونجا العبء الأكبر في مواجهة إنتقادات إعلامية حادة بالبرازيل !

- غانا : خروج مشرف لفارس الكرة الإفريقية الأوحد بالمونديال الحالي، فلو كان التوفيق محالفا لأسامواه في تسديد ركلة جزاء حاسمة لحقق المنتخب الغاني إنجازا تاريخيا بالوصول إلى نصف النهائي

نظرة في الدور نصف النهائي:

- مواجهة مرتقبة بين منتخبي هولندا وأوروجواي إذ تطمع هولندا في بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى منذ عام 1978 فيما لم تصل أوروجواي لهذه المرحلة منذ نهائي الماراكانا الشهير أمام البرازيل عام 1950 !
ويمكن القول أنها مباراة الظروف المتشابهة إذ ستفقتد هولندا لجهود الظهير فان دير فيل ورئة الوسط نيجيل دي يونج بداعي الإيقاف وكذلك الحال لأوروجواي التي سيغيب عنها الظهير فوسيلي والهداف لويس سواريز للإيقاف !

سؤال اليوم:

بعد خروج الكاميرون من دور ال8 بمونديال 1990 أمام إنجلترا في الوقت الإضافي ثم خروج السنغال أمام تركيا في نفس الدور عام 2002 بالوقت الإضافي ختاما بالخروج الغاني اليوم بركلات الترجيح..هل تفتقد المنتخبات الإفريقية حقا لعقلية الوصول للمربع الذهبي؟

No comments: