Tuesday, April 21, 2009

قضية الحضري..والعبث بإسم مصلحة الوطن

تعمدت الإنتظار قليلا في الفترة الماضية لمراقبة كافة ردود الفعل عقب صدور قرار الفيفا بإيقاف الحضري 4 أشهر وتغريمه 900 ألف يورو بدءا من أغسطس المقبل.
وأدهشني وجود العديد من الاراء(مع إحترامي لحرية الرأي لكل مواطن) التي تناشد وتطالب ببذل كافة المحاولات لمنع إيقاف الحارس بدعوي حاجة المنتخب المصري إليه فيما تبقي من مباريات في تصفيات مونديال 2010 بالرغم من عدم قانونية تنازل النادي الأهلي عن قرار الفيفا الصادر!!
لن أخوض في تفاصيل قضية هروب الحضري الشهيرة عن ناديه في وسط الموسم للإلتحاق بنادي سويسري مغمور بحثا عن المزيد من المال،ولكن السؤال يطرح نفسه وحده:هل أصبح مصير المنتخب المصري بطل القارة الإفريقية في السنوات الأخيرة معلقا بتواجد لاعب بعينه ضمن صفوفه أي كان هذا اللاعب ومركزه؟
للأسف،تبدو الإجابة وحدها نابعة من إصرار الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاته علي اللعب بالحضري في جميع المباريات سواء الودية أو الرسمية بغض النظر عن مستوي المنافس وعدم منح الفرصة لتجهيز أي بديل للحضري وهو ما كان حافزا له أن يصرح علي الهواء أمام ملايين المشاهدين بأنه سيلعب في المنتخب "غصبا عن عين التخين"!!
أي تأهل لمونديال 2010 تتعشم فيه جماهير الكرة المصرية بعد كل هذه المهاترات التي بدأت بواقعة سهر 5 من لاعبي المنتخب قبل لقاء زامبيا ثم إتهامات ميدو وزكي المتبادلة نهاية بتصريحات الحضري؟

الغريب أن الجهاز الفني للمنتخب طالب الإعلام في الفترة الأخيرة أن يكف عن هجومه ونقده بعد التعادل أمام زامبيا بداعي أنه لا زال يتبقي 5 مباريات كاملة في مشوار التصفيات،وهنا يجب التفرقة بين نقد موجه لمجرد التعادل في مباراة وخسارة نقطتين في بداية المشوار وهو أمر طبيعي وارد حدوثه لأعتي المنتخبات العالمية وبين نقد موجه للمصلحة العامة التي كانت تقتضي الضرب بيد من حديد علي كل من ثبت تهاونه وإستخفافه بمشاعر ملايين المصريين لتحقيق حلم طال إنتظاره 20 عاما ولكن هيهات،فالمقولة الشهيرة"مصلحة الوطن تقتضي كذا وكذا"أصبحت هي الستار الذي ترتكب من خلفه كل المخالفات بإسم المصلحة العامة الوهمية ولعل كرة القدم ليست إستثناء،فحال الرياضة المصرية كلها يسير علي هذا الدرب،فهل يعقل أن أسماء بعينها لازالت تسيطر علي الاتحادات الرياضية في ال15 سنة الأخيرة؟؟
لماذا يظن البعض أنهم حجر الزاوية في أي مؤسسة وأن بدونهم ينهار الصرح كله؟
للأسف نظرية ثابتة في مصر في العقود الأخيرة من أصغر المناصب وحتي منصب رئيس الجمهورية وما كانت قضية الحضري الأخيرة سوي حلقة جديدة في مسلسل ممل أدمنا مشاهدته في الاونة الأخيرة
.بإختصار،فكرة البطل الخارق الملهم لا توجد إلا في أفلام السوبر مان الأمريكية ولن يكون لها وجود في عالم الرياضة أبدا،فهل يفطن شحاته ورفاقه لهذه الحقيقة ويبدأون من الان التعامل مع الأمر الواقع بحرفية أم نواصل مسلسل العناد حتي السقوط إلي الهاوية؟

No comments: