Monday, April 13, 2009

هل يكون يونيو المقبل موعد النكسة الكروية للكرة المصرية؟

لازلت الدهشة تعتريني كلما سمعت من يتحدثون عن قوة الدوري المصري هذا الموسم تحديدا والتطور الكبير الذي طرأ علي مستواه عن المواسم السابقة بحجة عدم حسم صراع اللقب حتي الان،ولكن المتتبع جيدا لأحوال الدوري هذا الموسم سيجد أن وجه الإختلاف الوحيد هو التقارب والتكافؤ بين مستوي أغلب الفرق وشتان الفارق ما بين دوري قوي ودوري متكافيء
.ولعل من أبرز أسباب التكافؤ هوالتراجع الواضح في أداء ونتائج النادي الأهلي فارس الكرة المصرية والإفريقية في السنوات الاربع الأخيرة بالإضافة لإستمرار حالة التراجع العام لمستوي منافسه التقليدي نادي الزمالك.فالأهلي فقد حتي الان 23 نقطة خلال 25 مباراة وهو رقم يبدو غريبا جدا علي الأهلي ولم يعتاده منذ مواسم طويلة بما فيها المواسم التي خسر فيها الدرع ،والأغرب من ذلك أن يكون الأهلي هو المتصدر لهذا الدوري حتي الان والأقرب من الناحية النظرية للقب في الوقت الذي فقد فيه متصدر الدوري الإنجليزي مانشستر يونايتد 22 نقطة من 31 مباراة علما بأن الدوري هناك يضم 20 فريقا أغلبهم يقدم كرة قدم حقيقية!!
وهنا يأتي السؤال المنطقي:إذا كان الأهلي في أسوأ حالاته الفنية هذا الموسم وخسر هذا العدد من النقاط،فأين هم المنافسون؟الإسماعيلي فريق يقدم كرة قدم جميلة ولكنه ُمصاب بحالة من الإنفصام الكروي،فلا يمكن أن تتوقع أداء الفريق ونتيجته من مباراة لأخري بغض النظر عن مستوي منافسه وبتروجيت لا يستطيع الذهاب بعيدا في المنافسة علي اللقب،فبدا واضحا أن الفريق البترولي يكتفي فقط بدوره الشرفي في المنافسة حتي نهاية الدور الأول فيما يفتقد لاعبو إنبي وحرس الحدود الطموح والرغبة في المنافسة علي لقب الدوري الذي يعتمد في المقام الأول علي النفس الطويل بعكس مسابقة كأس مصر قصيرة المدي بينما الزمالك لا تزال أزمته مستمرة ولا يبدو القادم داعيا للتفاؤل بعدما بدأت شراراة الإنتخابات في التطاير من ميت عقبة.
وإذا نظرنا لأداء الأهلي ونتائجه،تجد فريقا اخر يختلف تماما عما شاهدنه في المواسم الماضية وبالأخص موسمي 2004-2005 و2005-2006،فالأهلي لم يقدم هذا الموسم طوال مبارياته ما ُيذكر سوي التسعين دقيقة الشهيرة أمام الإسماعيلي بالإسماعيلية والتي فاز فيها الفريق بهدف محمد بركات بالإضافة ل45 دقيقة هي عمر الشوط الثاني أمام بتروجيت بالقاهرة والذي إستطاع الأهلي خلاله إحراز أربع أهداف نظيفة في شباك منافسه البترولي أي أن الفريق لم يقدم كرة قدم حقيقية سوي في 135 دقيقة من أصل 2250 دقيقة لعبها الفريق حتي الان بالدوري !!
ولعل المتتبع جيدا لأداء الأهلي،يجد أن الفريق إعتمد في أغلب إنتصاراته علي هدف فلافيو-جيلبرتو الكربوني من الكرات الثابتة أو المهارات الخاصة للزئبقي محمد بركات ،وعندما يفقتد الأهلي تلك الوسيلتين فإنه لا يدرك الفوز في أغلب الأحوال ولعل ما حدث بالأمس في مباراة غزل المحلة خير دليل.هل يستطيع أحد في مصر الخروج علينا بإحصائيات عن عدد التمريرات الصحيحة لكل لاعب بالدوري في جميع المباريات وعدد التمريرات الحاسمة التي تسببت في أهداف وعدد الكيلومترات التي يقطعها اللاعب في كل مباراة ومعدل مشاركاته مع ناديه حتي نري ما إذا كنا نملك فعلا مسابقة قوية كما يدعي الكثيرون أم أننا نخترع الوهم ثم نصدقه ونحيله لحقيقة نضحك بها علي أنفسنا في النهاية؟
ناهيك عن إنحدار مستوي التحكيم وتراجعه بشدة في الموسم الحالي وهو من العناصر الأساسية لنجاح أي مسابقة بأي مكان بالعالم،ولعل تجاهل الحكم ياسر محمود لطرد لاعب الأهلي فلافيو في مباراة غزل المحلة بالأمس هو ليس إلا حلقة جديدة للأخطاء التحكيمية العجيبة هذا الموسم.

للأسف المنظومة بأكملها تعاني من حالة الخلل الواضح نتيجة إنشغال أعضاء اتحاد الجبلاية بسبوبة الفضائيات وأزمة البث الفضائي للمباريات،فالأندية تعاني من عدم إستقرار الجدول،فالدوري المصري ينفرد بكونه الوحيد الذي لا تستطيع معرفة نهايته ونظل دائما في إنتظار إعلان جدول لجنة المسابقات بين الفترة والأخري عن مواعيد الأسابيع المقبلة علما بأن الأجندة الدولية محددة سلفا وبناء عليها تحدد كل إتحادات العالم مواعيد مسابقتها المحلية ويتم إحترام الجدول من جميع أطراف المنظومة.
وتبقي المشكلة الأكبر في الوقت الحالي هي كيف يمكن أن يفرز الدوري بهذا المستوي منتخبا يطمح في التأهل لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا بل الأدهي من ذلك أن نفكر بما يمكن أن يحدث للمنتخب المصري في شهر يونيو المقبل الذي يشهد لقاء مصيري مع المنتخب الجزائري ببليدة في السابع من يونيو يعقبه السفر لجنوب إفريقيا للمشاركة في كأس العالم للقارات أمام المنتخب البرازيلي يوم 15 يونيو ثم المنتخب الإيطالي يوم 18 ثم المنتخب الأمريكي يوم 21 في الوقت الذي يتساقط فيه أغلب أعمدة المنتخب الأساسية سواء بفعل الإصابات أو الإرهاق؟
أخشي أن يكون يونيو المقبل هو شهر النكسة الكروية للكرة المصرية بعد فترة إزدهار شهدت التتويج علي عرش الكرة الإفريقية عامي 2006 و2008

No comments: