Friday, December 25, 2009

حصاد 2009 الرياضي:إخفاق المونديال الأبرز..وإنجازات رائعة للإسكواش

شهد عام 2009 العديد من الأحداث المتباينة على الساحة الرياضية المصرية فمنها ما سبب الإنكسار والإحباط في الشارع المصري بصفة عامة مثل الإقصاء من مونديال 2010 ومنها ما حفظ ماء وجه الرياضة المصرية مثل إنجازات الإسكواش المتتالية التي تتم في الظل بعيدا عن أضواء الإعلام الرياضي،وهنا سأرصد سريعا ما تم من إيجابيات وسلبيات في 2009:

ضياع حلم المونديال..وفوضى الإعلام تنذر بكوارث

جاءت أبرز الإنكسارات الرياضية في 2009 حين فشل المنتخب المصري في بلوغ مونديال 2010 بجنوب إفريقيا عقب هزيمته أمام المنتخب الجزائري في المباراة الفاصلة بالخرطوم ليستمر إبتعاد الكرة المصرية عن الساحة العالمية منذ عام 1990.
وشهدت فترة ما قبل المباراة حالة من التصعيد الإعلامي غير المسبوق بين البلدين مما نتج عنه وقوع أحداث مؤسفة من إعتداء على أتوبيس البعثة الجزائرية بالقاهرة ثم الإعتداء على الجماهير المصرية بالخرطوم لتتحول مباراة كرة قدم لحالة أشبه بالحرب بين البلدين!
ولم يكن عام 2009 سعيدا على الكرة المصرية بأي حال من الأحوال بعدما خرج اللاعبين المصريين من دائرة الترشيح على جائزة الأفضل في إفريقيا بالرغم من تواجد لاعبين مصرين هما محمد ابو تريكة وعمرو زكي في ترشيحات 2008 من وسط خمسة لاعبين.
وفقد الأهلي لقبه الإفريقي بالخروج المبكر من دوري الأبطال على يد كانو بيلارز النيجيري المغمور ليودع بعدها مباشرة بطولة كأس الكونفيدرالية في مفاجأة مدوية أمام سانتوس الأنجولي، ولم يكن حرس الحدود وإنبي بأفضل حالا من النادي الأهلي بعدما أخفقا في تحقيق لقب البطولة الغائب عن خزائن الكرة المصرية حتى يومنا هذا!
وأكمل منتخب الشباب سلسلة الإخفاقات الكروية بالخروج المبكر من دور ال16 من المونديال الذي إحتضنته مصر مقدما سلسلة من العروض المخيبة للامال.
وعلى المستوي المحلي،لم يغب الشغب عن الملاعب المصرية، فجاءت مباراة الأهلي والإسماعيلي بالدور الأول للموسم الماضي حافة بالأحداث المؤسفة حين تبادل الجمهوران إلقاء الشماريخ بصورة مكثفة على أرض الملعب قبل أن تقوم جماهير الإسماعيلية بتحطيم المدرجات في نهاية المباراة إعتراضا على هزيمة فريقها وهو ما تكرر في العديد من المباريات بمختلف الملاعب ولكن بصورة أقل وطأة.
وطغت قضية البث على شاشات الفضائيات لتدخل عامها الثاني على التوالي بدون حل جذري بين اتحاد الكرة والأندية والفضائيات نفسها
ويمكن القول أن 2009 قد شهد نزول الإعلام الرياضي في مصر للحضيض بعدما تحولت البرامج إلى وصلة ردح بين المقدمين ومعارك لتصفية الحسابات،فسمعنا ألفاظ على شاكلة "البغبغان" و"الغراب" و"الجاهل" و"قزم الإعلام"..مما قد ينذر بكارثة إذا ما إستمر الوضع في التصاعد ب2010!
وعلى صعيد باقي الألعاب الجماعية،وصلت كرة السلة إلى أدنى مستوياتها بعدما إحتل المنتخب المصري المركز العاشر في البطولة الإفريقية!
ولم تكن الكرة الطائرة افضل حالا بعدما إحتل المنتخب المصري المركز الأخير ببطولة العالم للقارات بعد خسارته لجميع مبارياته!
وإستمر تراجع اليد المصرية بعد حلولها في المركز الرابع عشر ببطولة العالم بكرواتيا!
وعلى صعيد الألعاب الفردية،كانت أبرز الأحداث هي واقعة هروب الرباعين جابر النوايحي وسيد حسونة من البعثة المصرية بدورة البحر المتوسط بمدينة بيسكارا الإيطالية لتشكف مدى التخبط في إتحاد رفع الأثقال المصري الذي حقق فشلا ذريعا في بطولة العالم بخروج جميع اللاعبين واللاعبات بخفي حنين رغم تحقيقهم للميداليات بدورة بيسكارا!
وإستمر إختفاء المصارعة المصرية من على الساحة الدولية منذ تحقيق كرم جابر للذهبية الشهيرة بدورة أثينا الأولمبية عام 2004 وكان ختام العام سيئا لإتحاد المصارعة بعدما إتهمت اللاعبة حياة فرج عضو مجلس الإدارة أحمد معارك بالتحرش الجنسي بها قبل أن ينهي الإتحاد التحقيق بإدانة المدرب محمود فتح الله بإعتباره محرضا للاعبة في هذا الإدعاء!
ويمكن إعتبار أن الطامة الكبرى للرياضة المصرية في 2009 هي نهاية ما كان ُيسمى بلجنة التحقيق في نتائج دورة بكين الأولمبية الهزيلة في 2008 ليستمر الفاشلون في مناصبهم وسط أجواء مريبة من التعتيم في ظل تمتع رئيس المجلس القومي للرياضة بالحماية من جهات عليا!


الإسكواش يرسم البسمة..والجودو يعطي بارقة أمل

نجح الإسكواش في رسم البسمة على وجه الرياضة المصرية في 2009 بعدما توج عمرو شبانة بطلا للعالم للمرة الرابعة في تاريخه بعد تغلبه على مواطنه رامي عاشور في نهائي مصري خالص كما فازت مصر ببطولة العالم للرجال وبطولة العالم للناشئات ونجح رامي عاشور في إعتلاء صدارة التصنيف العالمي بعد فوزه بلقبي بطولة الماسترز ببومباي وبطولة السعودية الدولية،وفاز زميله كريم درويش بلقب أفضل لاعب لعام 2009 وحصد محمد الشوربجي لقب أفضل ناشيء،وجاءت نور الشربيني كأفضل ناشئة على مستوى العالم بعدما حصدت لقب بطولة الناشئات بالرغم من عدم تخطيها حاجز ال13 عاما لتصبح أصغر بطلة في تاريخ اللعبة.
وأعطى الجودو بارقة أمل جديدة للرياضة المصرية،فبعدما حقق لمصر ميداليتها الوحيدة في دورة بكين 2008 بواسطة هشام مصباح،عاد من جديد ليحقق برونزية بطولة العالم في وزن 90 كلج وتبعه زميله رمضان درويش ببرونزية وزن 100 كلج لتعود مصر لمنصات التتويج ببطولة العالم للمرة الأولى مذ فضية محمد رشوان ببطولة العالم سنة 1985.
وحققت رفع الأثقال نتائج إيجابية في دورة البحر المتوسط بأربع ذهبيات لكل من عبير عبد الرحمن(ميداليتان) وعصمت منصور ومحمد إحسان قبل أن ينقلب الحال في بطولة العالم بعدها بعدة أشهر!
وحقق المنتخب المصري لكمال الأجسام لقب بطولة العالم للمرة الرابعة على التوالي
وعلى صعيد الألعاب الجماعية، نجح منتخب ناشئات السلة في التأهل لكأس العالم معوضا الإخفاق الشديد لسلة الرجال في بطولة إفريقيا،وبالمثل كان حصول شباب اليد على المركز الرابع ببطولة العالم بالقاهرة خير تعويض لتراجع المنتخب الأول في بطولة العالم.
وكالعادة توج هوكي الشرقية بطلا للقارة الإفريقية للمرة الثامنة عشر في تاريخه والعاشرة له على التوالي!
وربما يكون إنتصار المنتخب المصري التاريخي على المنتخب الإيطالي في بطولة العالم للقارات في 18 يونيو الماضي بهدف محمد حمص هو الإنجاز الوحيد للكرة المصرية في 2009 والذي كاد أن يصل بالمنتخب إلى الدور نصف النهائي من البطولة لولا السقوط المدوي بعدها أمام المنتخب الأمريكي بثلاثية نظيفة!

No comments: