Friday, March 26, 2010

! التحكيم ونظرية المؤامرة

لم يعد خافيا على أحد أن التحكيم المصري يعيش أسوأ فتراته بالوقت الحالي، ولن يكون غياب الحكم المصري عن التواجد في نهائيات مونديال 2010 بجنوب إفريقيا بالأمر المفاجيء ولكن هل يعني هذا الترويج لنظرية المؤامرة بأن التحكيم بات يصب في مصلحة أندية معينة؟
الإجابة ستكون على لسان 16 مدير فني يمثلون أندية الدوري الممتاز وجميعهم قد أبدوا إستيائهم من التحكيم وإتهامه بعرقلة مسيرتهم !
وبمعادلة رياضية بسيطة، نجد أن 1-1=0 !
وبالتالي فإن جميع الأندية إستفادت من الأخطاء التحكيمية في صالحها !
تلك هي الحقيقة التي يفضلون تجاهلها عندما لا تأتي الأخطاء في صالحهم !

سوء مستوى التحكيم في حد ذاته قد تحول لشماعة تعلق عليها بعض الأندية أخطائها الفنية والإدارية الجسيمة،ولعل رئيس نادي المنصورة اللواء إبراهيم مجاهد مثالا واضحا لذلك، فالرجل هدد بالإنسحاب من بطولة الدوري واللجوء للفيفا لإيقاف ما أسماه بالمؤامرة على المنصورة عقب خسارة الفريق أمام إتحاد الشرطة بخطأ جسيم من مساعد الحكم طاهر فرج..فهل كان التحكيم سببا في خسارة المنصورة 14 مباراة وتلقي شباكه ل28 هدف خلال الموسم الحالي؟!
ولا يختلف الوضع كثيرا في صراع القمة عن الهبوط، فدائما ما لا تتوقف الإتهامات من أهل القمة للمؤامرات التحكيمية

ففي الأهلي، فتح البدري النار على التحكيم بعدما خسر الفريق نقاطا في الدور الثاني لاسيما أمام غزل المحلة وحرس الحدود ولكنه لن يتحدث عن أخطاء لقاء إنبي التي حسمت النتيجة لصالح الأهلي !
فالتحكيم هو أفضل وسيلة للتغطية على عيوب الإدارة الفنية في الدور الثاني وبدايه فقدانه للسيطرة على الفريق والتي تجلت بوضوح في عصبيته الزائدة وعدم ثبات التشكيل في مباراتين متتاليتين !


وفي الزمالك، بدأ التوأم حسن في تصفية حسابتهما الشخصية مع أعضاء الجبلاية والتي تمتد منذ تواجدهما على رأس الجهاز الفني بالنادي المصري عام 2008 وواقعة إيقاف إبراهيم حسن الشهيرة عقب تجاوزاته في مدينة بجاية الجزائرية.
فنجد أن التوأم لا يكفان عن إنتقاد التحكيم وإتهامه بعرقة الزمالك والتحيز الدائم للأهلي وذلك للعب على الوتر الجماهيري عقب نجاحهما الباهر في تحقيق طفرة فنية بالفريق عقب قدومهما وكأن التوأم تناسا أن الزمالك كما تضرر من الفوضى الإدارية بالجبلاية وقت أزمة مباراة الحرس الشهيرة و أخطاء التحكيم في مباراتي الإتحاد وبتروجيت فقد إستفاد منها في مباراتي الإسماعيلي والجونة !


وفي الإسماعيلي، نجد أن عماد سليمان هو الأكثر هدوءا وإتزانا بين جميع مدربي الدوري إلا أن التصريحات عن المؤامرة التحكيمية ضد الإسماعيلي لا تنقطع من أعضاء مجلس إداراته وذلك لا لشيء سوى محاولة تضليل الجمهور الإسمعلاوي عن أخطائهم الإدارية الجسيمة وعدم إهتمامهم بتدعيم الفريق على النحو المطلوب في بداية الموسم وفترة الإنتقالات الشتوية وإكتفائهم بعقد صفقة "شو إعلامي" بضم الحارس الدولي عصام الحضري !

وفي بتروجيت، بدأ مختار مختار في الحديث عن رغبة التحكيم في كبح طموح فريقه علما بأن إهتزاز نتائج بتروجيت في الدور الثاني سببه الأساسي إنشغال العديد من اللاعبين بالبحث عن ثغرات في عقودهم من أجل الإنتقال للمعسكر الأحمر أو الأبيض بالموسم المقبل، وهو ما تكرر للفريق خلال العامين الأخيرين !

للأسف، التحكيم سيظل الحلقة الأضعف في منظومة الكرة المصرية للعديد من الإعتبارات التي يطول الحديث عنها ولكن يبقى أن نأمل أن تنحسر هذه الأخطاء فيما هو متبقي من أسابيع حتى لا تتسبب راية أو صافرة حكم في تحديد بطل المسابقة أو الهابطين منها !

No comments: