Sunday, May 17, 2009

هي فوضي

لم أجد ما هو أنسب من عنوان اخر أفلام المخرج العبقري الراحل "يوسف شاهين" لوصف الحالة التي وصلت لها حال الرياضة المصرية عموما والكرة المصرية علي وجه التحديد،فما يحدث في الفترة الأخيرة قد فاق جميع الحدود المتوقعة،وبات ينذر بما هو أسوأ إذا ما إستمر الحال علي ما هو عليه مستقبلا
.
ففي جميع دول العالم،يتم الأخذ بما يسمي بالأجندة الدولية لتحديد ومعرفة مواعيد إرتباطات المنتخب القومي القارية والدولية،وبناء عليه يتم وضع برامج الإعداد ومواعيد المبارايات الودية الدولية في الأيام التي قررها الفيفا،وهو ما يستتبع في الوقت ذاته معرفة توقيت بداية المسابقات المحلية من دوري أو كأس وموعد نهايتها وفترات توقفها إلا أننا لازلنا نضرب عرض الحائط بكل هذه الأشياء لنبتدع ونأتي بما كل ما هو غريب وعجيب في قاموس الرياضة

فلا تندهش عزيزي القاريء،حين نتذكر إيقاف الدوري العام من أجل حضور حفل تكريم للجهاز الفني ولاعبي منتخبنا الوطني في دولة السودان الشقيقة،وبالتالي فلا غضاضة من تأجيل لقاء القمة بين الأهلي والزمالك في الدور الأول من المسابقة أكثر من مرة كانت أبرزها التأجيل بسبب عدم التوصل لإتفاق بقضية البث الفضائي!!

وبما أن الإستدلال المنطقي يكون مبنيا علي مجموعة من المقدمات،فلن نندهش بمباغتة مواعيد بطولة الكونفيدرالية الإفريقية للجنة المسابقات التي إضطرت لتعديل موعد الأسبوع الأخير من عمر مسابقة الدوري لتعارضها مع مواعيد مباريات الذهاب،بل ووقعت في مأزق حقيقي بعد تعارض مباريات العودة مع مباراة المنتخب الودية أمام عمان في نهاية الشهر الجاري لتشب أزمة جديدة بين مسئولي أندية الأهلي وحرس الحدود وإنبي من ناحية والجهاز الفني للمنتخب ورجال الجبلاية من جهة أخري في واحدة من نوادر الكرة المصرية العديدة في السنوات الأخيرة
.
وكالعادة،سارع المسئولون في إتحاد الكرة عن ترديد الأسطوانة "المشروخة" في حب مصر والتضحية من أجلها وتجاهلوا المشكلة الحقيقية وهي تحديد السبب الحقيقي في وصولنا لهذه الأزمة.
ولن ألوم علي مسئولي الأندية الثلاث في حالة رفضهم التفريط في لاعبيهم،فلوائح الفيفا واضحة وصريحة بشأن إستدعاء اللاعبين للمباريات الدولية قبلها ب48 ساعة أو ب14 يوم في حالة وجود بطولة دولية

.
ويا ليت مسئولي الاتحاد إكتفوا بهذه الأزمة،بل بات واضحا أن الأيام المقبلة قد تشهد مهزلة جديدة بالصدام بين مسئولي النادي الأهلي ورجال الجبلاية بعدما فوجئنا بطلب المدير الفني حسن شحاته بتأجيل اللقاء الفاصل (الُمفترض إقامته في حال إستمرار تساوي النقاط بين ناديي الأهلي والإسماعيلي) ليقام في العاشر من يونيو بدلا من 24 مايو (وهو الموعد المحدد من قبل لجنة المسابقات)،وهو ما يعني بكل بساطة حرمان النادي الأهلي من تواجد مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه الذي أعلن رحيله بنهاية مايو ليصبح الأهلي مطالبا بدخول مباراة فاصلة لتحديد هوية بطل الدوري بدون مديره الفني..أي عبث هذا!!

ألم يفطن شحاته ورفاقه لوجود بطولة كأس العالم للقارات التي سنلعب فيها مباراتنا الأولي أمام المنتخب البرازيلي في الثالث عشر من يونيو المقبل،فكيف سيكون الحال وقتها ونحن منتهين للتو من لقاء فاصل عصيب سيكون له دون أدني شك تأثير نفسي سلبي سواء علي لاعبي الأهلي أو الإسماعيلي الدوليين؟،بل كيف يعد هذا القرار في مصلحة الكرة المصرية من أساسه،فإقامة مباراة في 24 مايو ستعطي مساحة من الوقت لن تقل عن أسبوعا كاملا للإعداد للقاء عمان الودي(مع تحفظنا الشديد علي فائدتها الفنية للمنتخب قبل لقاء الجزائر).

وتبقي الإشارة إلي أن إقامة مباراة فاصلة لن تؤثر فقط سلبا علي المنتخب بل علي النادي الأهلي الذي سيشارك 5 من لاعبوه علي الأقل في مباراة الجزائر العصيبة ليصبحوا بعدها ب72 ساعة فقط مطالبين بخوض لقاء مصيري علي درع الدوري،كما سيتأثر لاعبي الإسماعيلي بإبتعادهم عن فورمة المباريات منذ نهاية لقائهم أمام الترسانة في العشرين من مايو الجاري،فمن المعروف مسبقا سياسة الجهاز الفني للمنتخب في تثبيت التشكيل الاساسي،وبالتالي ففرص مشاركة كل من شريف عبد الفضيل وأحمد خيري وعبد الله السعيد ومحسن أبو جريشة تبدو معدومة سواء في لقاء عمان أو الجزائر

للاسف إنها الفوضي بكل معناها التي قد تجعل نادي يدخل مباراة فاصلة بدون مديره الفني،وهي نفس الفوضي التس تسببت من قبل في إقامة اللقاء المؤجل بين الإسماعيلي وبترول أسيوط في الدور الثاني بعد 48 ساعة فقط من نهاية لقاء المنتخب المصري أمام زامبيا،ولازلت أذكر جيدا عودة لاعب الإسماعيلي الموزمبيقي"داريو كان" ليلة المباراة من بلاده بعد أدائه مباراة نيجيريا في التصفيات المونديالية!!

يا سادة،كفاكم ترديدا لجملة"مصلحة مصر"،فذنب المنتخب معلق في رقبة الجميع!!

No comments: