Sunday, May 31, 2009

موسم الأزمات

مع إنتهاء الموسم الكروي في مصر،شاهدنا الجميع يتحدث عن الطفرة التي حدثت بمستوي المنافسة بدليل إستمراها حتي الرمق الأخير بين ناديي الأهلي والإسماعيلي و تمديدها للمباراة الفاصلة لتحديد هوية البطل إلا أن المتأمل جيدا في أوراق الكرة المصرية،سيري أن الموسم الحالي لم يشهد تلك الطفرة المزعومة،فجميع الأندية بما فيها فارسي القمة (الأهلي والإسماعيلي) لم تقدم المستوي الفني المأمول منها خصوصا مع توافر السيولة المادية للعديد من أندية الدوري الممتاز بعد الزيادة الواضحة في عدد أندية الشركات بالمسابقة،ولذا فسأختلف قليلا وأعتبر أن مسابقة الدوري هذا العام متكافئة فقط من حيث تقارب المستوي الفني بين أغلب الفرق،ولكن سيبقي الطابع للموسم الحالي هو كم الأزمات والصراعات التي شهدها بين مختلف أعضاء المنظومة الكروية،وهنا سنستعرض علي سبيل التذكرة فقط ليس إلا أشهر 10 أزمات بالموسم الحالي:

1-البداية جاءت ساخنة بدخول قضية لاعب الإسماعيلي السابق حسني عبد ربه في الفيفا بين أندية الإسماعيلي والأهلي وستراسبورج الفرنسي لعامها الثاني علي التوالي وسط شد وجذب من جميع الأطراف بالرغم من صدور قرار المحكمة الرياضية بأحقية نادي ستراسبورج بالحصول علي بطاقة اللاعب الدولية ومن ثم تفعيل عقده مع النادي الأهلي إلا أن القضية لم تنتهي عند هذا الحد بعدما تدخلت العديد من الأطراف للحيلولة دون زيادة الفتنة الكروية بين النادي الأهلي وجماهير الإسماعيلية ليقرر اللاعب الإنتقال للعب لنادي أهلي دبي رغم وجود بعض العروض الأوروبية له التي كان ابرزها عرض نادي أوساسونا الأسباني..حد فاهم حاجة!!

2-الأزمة الثانية جاء دور البطولة فيها من نصيب لاعب الإسماعيلي السابق هاني سعيد حين أعلن نادي الزمالك تعاقده معه قبل بداية الموسم الحالي لنفاجيء بعدها ب24 ساعة بنبأ مفاوضات الأهلي مع نفس اللاعب الذي أكد عدم توقيعه لأي عقود مع نادي الزمالك في الوقت الذي خرج فيه حارس مرمي الزمالك محمد عبد المنصف علي الجميع بتصريحات تؤكد إعتداء هاني سعيد عليه بالإشتراك مع مجموعة من البلطجية لخطف عقد اللاعب المتواجد مع عبد المنصف ليتم تحويل الأمر إلي أقسام الشرطة وسط إتهامات متبادلة بين اللاعبين الدوليين في صفوف المنتخب المصري في واقعة يندي لها الجبين ليقرر بعدها إتحاد الكرة إعتماد إنتقال اللاعب إلي نادي الزمالك لحين توقيعه عقودا ومنع إنتقاله لأي ناد اخر بالإضافة لغرامة مالية بتهمة بلبلة الرأي العام،وبالطبع اختفت قصة محاضر الشرطة وتم حفظ الموضوع بحجة مصلحة مصر..نظرية برضه!!

3-احتلت قضية البث الفضائي حيزا كبيرا من إهتمام إتحاد الكرة هذا الموسم بعدما اندلعت شرارة الأزمة لمسئولي الجبلاية بنجاح النادي الأهلي في إطلاق قناته الفضائية ليعلن بعدها تفعيله للمادة الثامنة من الإتفاق الموقع بين أندية مصر واتحاد الكرة بشأن أحقية أي نادي في الإنسحاب من إتفاقية البث الفضائي في حال إنشائه قناة خاصة به،وبالفعل شاهدنا واقعة قطع شارة البث عن الفضائيات المتعاقدة مع إتحاد الكرة بعد مرور الربع ساعة الأولي من مباراة الأهلي وبترول أسيوط في الدور الأول لتكتسي شاشات الفضائيات بالسواد القاتم وسط دهشة الجميع حتي أن إتحاد الكرة قام بعدها بفترة وجيزة بتأجيل لقاء القمة بين الأهلي والزمالك في الدور الأول بسبب أزمة البث في قرار فريد من نوعه حتي تم التوصل لإتفاق مؤقت بين الأهلي وإتحاد الكرة في هذا الشأن إلا أنه من المتوقع معاودة ظهور الأزمة قبل مطلع الموسم الحالي..ويجعله عامر!!

4-فرضت أجواء إنتخابات اتحاد الكرة الساخنة نفسها علي الأحداث في وسط الموسم الرياضي خصوصا بعد تعديلات اللوائح الإنتخابية للإتحادات الرياضية في مطلع الموسم،وساهمت الفضائيات الرياضية في إشعال سخونة الإنتخابات،فشاهدنا تحالف "مودرن سبورت" الموالي لرجال الجبلاية والتحالف المضاد من قناة "دريم سبورت"(قبل توقفها عن البث) المتمثل في برنامج "رد عليه"،وبالتالي تحول إعلامنا الرياضي بكل أسف لساحة من تصفية الخلافات والتشهير حتي أننا وصلنا كالعادة لساحات القضاء الذي إستبعد سمير زاهر من الترشح بسبب عدم توافر شرط حسن السير والسلوك كما أقرت محكمة القضاء الإداري قبل أن نفاجيء بحكم قضائي اخر من المحكمة الإدارية العليا بوقف حكم محكمةالقضاء الإداري ليكتسح زاهر ورجاله نتيجة الإنتخابات وسط حالة من السخط لبقية المرشحين وفي مقدمتهم أسامه خليل الذي أحال الموضوع للقضاء مرة أخري بشأن بطلان الإنتخابات..حقا،إنه عمل تطوعي!!

5-تجلت أسوأ حوادث الشغب في الموسم الحالي للكرة المصرية في لقاء الإسماعيلي والأهلي بالدور الأول للمسابقة في الثالث من يناير الماضي،فبعد موقعة حربية بإستاد الإسماعيلية تبادل فيها جمهورالفريقين السباب وإشعال الشماريخ وإلقائها علي أرض الملعب قبل أن تقوم جماهير الإسماعيلي بتحطيم مقاعد الاستاد عقب نهاية المباراة بفوز الأهلي الذي ظل لاعبوه وجهازهم الفني وطاقم التحكيم السلوفاكي محتجزين داخل الملعب لمدة ست ساعات عقب نهاية المباراة ليرحل الأهلي في نهاية الأمر في عربة أمن مركزي مدرعة من أجل العودة للقاهرة،ويفاجأ اتحاد الكرة الجميع بتوقيع عقوبات غريبة بعد نهاية اللقاء تمثلت في تغريم النادي الأهلي لمبلغ 150 ألف جنيه مقابل 50 ألف جنيه فقط للنادي الإسماعيلي بالإضافة للعب الإسماعيلي لمباراتين بدون جمهور..ولا تعليق!!

6-نالت نتيجة مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الزامبي في مطلع تصفيات مونديال 2010- والتي إنتهت بتعادل مخيب للامال-الكثير من إهتمام الشارع الرياضي المصري بعدما ثبت للجميع بالدليل القاكع قيام 6 من لاعبي المنتخب بالسهر قبل المباراة بليلة واحدة حتي مطلع الفجر بل وقيام البعض منهم بالسهر عقب نهاية المباراة بالإضافة لتصريحات الإتهامات المتبادلة بين ثنائي ويجان الإنجليزي عمرو زكي وأحمد حسام "ميدو" ليخرج علينا رئيس الاتحاد سمير زاهر في جميع وسائل الإعلام متوعدا بالعقوبات للمتخاذلين في حق الوطن والعابثين بأحلام البسطاء في بلوغ المونديال للمرة الأولي منذ 20 عاما إلا أن الأيام كشفت أن هذه التصريحات خرجت للإستهلاك المحلي فقط بإعتبار أننا شعب طيب وبننسي بسرعة،ولعل أطرف ما في الموضوع هو إقامة مباراة الإسماعيلي وبترول أسيوط في مسابقة الدوري العام بعد نهاية مباراة مصر وزامبيا ب48 ساعة فقط علما بأن لاعب الإسماعيلي الموزمبيقي المحترف "داريو كان " كان عائدا لتوه من مباراة منتخب بلاده أمام نيجيريا في التصفيات المونديالية..اه والله!!

7-مع إقتراب الموسم من نهايته،ظهرت أزمة المادة 18 من لوائح الفيفا المنظمة للبطولات المحلية والتي تقضي بعدم جواز مشاركة أكثر من ناد تابع لهيئة واحدة بالمسابقة المحلية منعا لوجود أي شبهة تلاعب بالنتائج ولضمان شفافية وحيادية المسابقة مما يعني طرح العديد من التساؤلات حول شرعية تواجد أندية إنبي وبتروجيت وبترول أسيوط التابعة لقطاع البترول وناديي حرس الحدود وطلائع الجيش التابعين للقوات المسلحة،وهو ما دعا رئيس نادي الترسانة(الذي تأكد هبوطه للقسم الثاني) حسن فريد لتحريك الدعوي لدي الفيفا ببطلان مسابقة الدوري للموسم الحالي لإشتراك الأندية المذكورة مستشهدا بواقعة اللاعب زيكا جوري الشهيرة والذي قام إنبي بإشراكه في مسابقة كأس مصر أمام شقيقه البترولي بتروجيت بالرغم من قيام اللاعب باللعب لناديي بتروجيت ثم الوصل الإماراتي في نفس الموسم مما يتعارض مع لوائح الفيفا بشأن عدم أحقية اللاعب للعب في أكثر من ناديين للموسم الواحد وتبقي تأكيدات رجال الجبلاية وفي مقدمتهم سمير زاهر علي عدم إنطباق المادة 18 علي الدوري المصري بإعتبار أننا دوري للهواة مثيرة للجدل..دوري هواة ممكن يتباع ب180 مليون جنيه..يا بلاش!!

8-فوجيء المسئولون بلجنة المسابقات بإتحاد الكرة بوجود ما ُيسمي بدور ال16 مكرر لبطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية والذي شهد مشاركة النادي الأهلي به للمرة الأولي عقب خروجه أمام نادي "كانو بيلارز" النيجيري من بطولة دوري الابطال،وبالتالي تعارضت مواعيد مبارايات الذهاب للبطولة مع موعد الأسبوع الأخير للدوري المفترض إقامته يوم 16 مايو الجاري ،لتقوم لجنة المسابقات بتعديل موعده إلي 21 مايو وذلك قبل نهاية المسابقة بعشرة أيام فقط،ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل فرضت مباريات العودة للكونفيدرالية المفترض إقامتها في أحد أيام 31،30،29 مايو الجاري مشكلة جديدة بسبب لقاء عمان الودي للمنتخب المصري المقرر إقامته يوم 31 مايو إستعدادا لمباراتنا أمام الجزائر في التصفيات المونديالية في السابع من يونيو المقبل لينتهي سيناريو الصراع علي اللاعبين الدوليين في أندية الأهلي وحرس الحدود وإنبي بين المنتخب المصري ومسئولي الأندية المذكورة بقرار التقسيم الشهير..ونعم التخطيط!!

9-شهدت الأسابيع الأخيرة من عمر المسابقة العديد من التجاوزات الأخلاقية سواء علي مستوي اللاعبين أو الأجهزة الفنية دون وجود رادع قوي من إتحاد الكرة ولجنة المسابقات لمنع تكرار هذه المهازل،فالاتصالات يطالب بحقه في البقاء بالممتاز بعدما كثر الحديث عن واقعة التفويت في مباراة غزل المحلة الأخيرة أمام الاتحاد السكندري،كذلك شاهدنا ثورة لاعب الأهلي وقائد المنتخب المصري المخضرم أحمد حسن تجاه الحكم مدحت عبد العزيز عقب نهاية لقاء الأهلي أمام إنبي في الدور الثاني والذي إكتفي فيها إتحاد الكرة بالعقوبة المالية فقط دون الإيقاف حرصا علي تجنب الصدام مع مسئولي الأهلي في هذا الوقت الحساس من الموسم بالإضافة لمهزلة لقاء بتروجيت أمام المصرية للإتصالات بالسويس والذي قام فيها المدير الفني للإتصالات حسام حسن بالإعتداء بالضرب علي لاعب بتروجيت الغاني المحترف إيريك بيكوي بين شوطي المباراة ثم وصلة الردح الشهيرة بين حسام حسن والمدير الفني لبتروجيت مختار مختار علي شاشة "مودرن سبورت" وسط محاولات من الإعلامي مدحت شلبي "بتطييب الخواطر"..وماله..كلهم أولادي(مع الإعتذار للكاتب الأمريكي الراحل ارثر ميللر)

10-مثلت ظاهرة تراجع مستوي التحكيم المصري صداعا مستمرا في رأس إتحاد الكرة ولجان الحكام المختلفة هذا الموسم،فلم ُيستثني ناد واحد في الدوري الممتاز من شكوي سوء مستوي التحكيم وإفراط الحكام المستمر في منح البطاقات الملونة للاعبين هذا الموسم حتي أننا شاهدنا الحكم جهاد جريشة يشهر 14 بطاقة في مباراة الترسانة والإسماعيلي في ختام الدور الأول للمسابقة بالإضافة لطرد ثلاثة لاعبين،ولعل غياب التحكيم المصري عن بطولة إفريقيا الأخيرة بغانا عام 2008 لم يكن علي سبيل المصادفة..فيه حاجة غلط!!

No comments: