Sunday, November 8, 2009

إعلام السيفون

في أي بلد متحضر بالعالم، ُيعرف الإعلام على أنه رسالة هدفها تنوير الرأي العام للمجتمع، فالإعلام هو صوت الفكرة إلا أننا لازلنا بمعزل عن هذا العالم المتحضر بكل أسف ( شأن كل المجالات الأخرى).

وبالتالي فلا داعي للدهشة حين تطالعنا فضائيتنا الغراء بعبارات "هبلة ومسكوها طبلة"، "بوبي ورموا له عضمة"، "قزم الإعلام"،"الغراب الذي ضلل الملايين": "البتاع اللي عامل نفسه إعلامي"...وغيرها على هذه الشاكلة!!

للأسف لم ترد هذه العبارات في إحدى أفلام المقاولات الهابطة التي ميزت فترة السبعينات، بل جاءت على لسان من يحملون لقب إعلاميين لتنتقل الفوضى الضاربة في جذور مجتمعنا إلى ساحة جديدة هي الإعلام الرياضي

الغريب أنه لم تحرك أي جهة إعلامية في هذا البلد ساكنا إزاء ما يحدث من تهريج إعلامي يومي على شاشاة هذه الفضائيات، فيكفي أن البرامج الرياضية قد حادت عن هدفها الأساسي تماما بتقديم المعلومة للمشاهد ومناقشة الأحداث الجارية لتتحول لمجرد وصلة ردح بين مقدم البرنامج وزميل اخر يعمل بفضائية منافسة وأحيانا بنفس الفضائية ليظل السيد الإعلامي يعدد لنا في مميزاته الشخصية وسيرته العطرة في الوقت الذي ينعت فيه منافسيه بكل ما هو مبتذل من الألفاظ، ولا يخلو الأمر بالطبع من بعض المكالمات الهاتفية"المتفق عليها" من دراويشه وأنصاره لإضفاء مظهر فارس الإعلام المصري عليه!!

للأسف المشكلة بدأت حينما تحول هؤلاء الأشخاص فجأة إلى إعلاميين لمجرد جلوسهم خلف ميكروفانات ببعض الفضائيات الخاصة وكأن لقب إعلامي بات مستباحا لكل من مارس رياضة كرة القدم دون أن نعي أن هذا الإعلامي يؤثر بكلامه في ملايين المشاهدين خلال لحظات قليلة.

الإعلام المصري خسر الكثير في الفترة الماضية ولازال يواصل نزيفه على كل الأصعدة، فيكفي واقعة نقل الخبر من الموقع "السيفوني" الشهير الذي كشف جهل الكثيريين ممن يصفون أنفسهم بالرواد والأساتذة.

الإعلام الرياضي في مصر بات يعاني من أمراض مزمنة حان وقت علاجها، فلا يعقل أن تتحول مباراة الجزائر المقبلة ( مع الإعتراف بأهميتها القصوى للملايين) إلى مادة الإعلام على مدار ثلاث أسابيع متصلة حولت المباراة لما يشبه أجواء التعبئة العامة قبل حرب أكتوبر المجيدة في الوقت الذي تجاهلنا فيه كل ما يدور على ساحة الرياضة المصرية بشكل عام..فهل تحدث أحد عن عروض نادي الزمالك القوية ببطولة العالم للأندية بالكرة الطائرة وفوز عمرو شبانة ببطولة العالم للإسكواش للمرة الرابعة في تاريخه ونجاح منتخب كمال الأجسام المصري في الدفاع عن لقبه العالمي للمرة الرابعة على التوالي؟

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما الذي يعود بالنفع على المشاهد في مثل هذه المعارك الشخصية وتصفية الحسابات؟؟
أين دور وزارة الإعلام فيما يحدث، وهل لا يزال البعض يردد مقولة الإعلام المصري الرائد في المنطقة العربية؟؟

2 comments:

حلم بيعافر said...

انصاف رجال
جميع الكوادر فى جميع المجالات دللوقتى اصاف رجال

micheal said...

حلم بيعافر
خليها أنصاف بني ادمين أفضل
:)
هو للأسف حاليا مفيش كوادر أصلا
منورني