Thursday, November 12, 2009

بطاقة المونديال تنتظر البشائر بين مصر والجزائر

حانت لحظة الحقيقة..فقطار التصفيات المونديالية سيبلغ محطته الأخيرة قبل شد الرحال للعرس العالمي في جنوب إفريقيا 2010، وذلك بمجرد إطلاق الحكم الجنوب إفريقي دايمون جوروميه لصافرة اللقاء المرتقب بين مصر والجزائر باستاد القاهرة في تمام السابعة والنصف مساء السبت المقبل.

نعم..المنتخب الجزائري هو الأقرب نظريا لبلوغ المونديال بإمتلاكه ثلاث فرص لنيل البطاقة، ولكن هل تعترف الساحرة المستديرة بلغة المنطق والحسابات؟
كلا، فقد راهنا جميعا على ضياع الحلم المونديالي بعد ضياع خمس نقاط كاملة في بداية المشوار إلا أننا عدنا من بعيد بإنتصارين حالفنا فيهما التوفيق وإبتسم لنا الجنرال "حظ" لنصل للمرحلة الحاسمة أمام المنتخب الجزائري الذي أصبحنا فيها مطالبين بثلاثة أهداف نظيفة أو الفوز بفارق هدفين للذهاب في موقعة فاصلة بالسودان في الثامن عشر من نوفمبر الجاري.

مباراة تعد هي الأهم في تاريخ الدولتين الكروي في العقدين الأخيرين بعدما غابت الكرة المصرية عن ساحة العالمية منذ تأهلها للمونديال عام 1990 بإيطاليا وذلك بالرغم من إحراز ثلاث كئوس إفريقية خلال تلك الفترة!!
كذلك الحال بالنسبة للكرة الجزائرية التي تشتاق للظهور على خريطة الكرة العالمية منذ تأهلها الأخير لمونديال المكسيك عام 1986 وبعد غيابها الأخير عن اخر دورتين إفريقيتين!!

90 دقيقة هي الفاصل بين أحلام شعبين عربيين في الوصول للمونديال بعدما باتت كرة القدم هي اللغة الرسمية الوحيدة في المنطقة العربية، وفي هذا حديث اخر بعدما حولت وسائل الإعلام في البلدين مباراة التصفيات إلى ما يشبه جو التعبئة العامة للحروب!!

دعونا نلقى نظرة فنية سريعة على موقف المنتخبين قبل اللقاء، فهذا هو الجانب الأهم في مباراة رياضية حتما سيكون لها طرف فائز واخر خاسر:


شحاتة يبحث عن الخلطة السحرية لإدراك الثلاثية

يدخل المدير الفني المصري حسن شحاتة اللقاء واضعا نصب أعينه معادلة كيفية تحقيق الفوز الكبير بثلاثة أهداف(أو هدفين على أقل تقدير للجوء لمباراة فاصلة) مع الإبقاء على نظافة الشباك المصرية بعكس نظيره الجزائري رابح سعدان الذي يمكنه التركيز على الشق الثاني من المعادلة فقط!!
ويملك شحاتة العديد من الإختيارات في تشكيلته الأساسية لوفرة اللاعبين الجاهزين للقاء، فلن يغيب سوى المدافع وائل جمعة للإيقاف مع عدم وضوح الرؤية حتى الان بالنسبة لموقف إصابة حسني عبد ربه الأخيرة.
لا خلاف على عصام الحضري لحماية العرين المصري وأمامه ثلاثي الدفاع هاني سعيد(ليبرو) وأحمد سعيد أوكا وربما يكون ثالثهم المخضرم عبد الظاهر السقا البعيد عن صفوف المنتخب منذ نهاية البطولة الإفريقية عام 2006، وقد تكون المفاجأة الوحيدة في الخط الخلفي هي إشراك أحمد فتحي في مركز المساك على حساب السقا، وفي هذه الحالة فإن بركات سيكون المرشح الأول لقيادة الجبهة اليمنى أو المحمدي مع دخول بركات في الوسط المهاجم أما الجبهة اليسرى فهي محسومة للمتألق في الفترة الأخيرة سيد معوض لتكوين ثنائي قوي مع أبو تريكة ومزعج لحليش وزياني.
ويأمل شحاتة في تعافي عبد ربه قبل بداية المباراة لما يمثله اللاعب من ثقل في الوسط المصري بمجهوده الوافر وتسديداته القوية من خارج منطقة الجزاء وإجادته الكرات الثابتة وهو المطلوب في مثل هذه المباراة التي لن تكون مفتوحة من الجانب الجزائري بأي حال من الأحوال مع ضرورة توخي الحذر في عدم تكرار أخطاء مباراة الذهاب بالتأخر في الضعط على لاعبي الوسط الجزائري في حال إمتلاكهم للكرة حتى لا يتكرر سيناريو هدف مطمور الغريب!
وفي حال عدم جاهزية عبد ربه فإن مهام الإرتكاز ستعول لمحمد شوقي ومعه أحمد حسن الذي يجيد التقدم للأمام لمساندة هجوم الفريق بالإضافة لوجود لاعب الإسماعيلي المتألق محمد حمص في الصورة أيضا
وفي الهجوم، ستتجه الأنظار إلى ساحر القلوب محمد أبو تريكة ومعه العائد محمد زيدان/ بركات لتشكيل المثلث الهجومي مع عمرو زكي أو عماد متعب وإن كان زكي الأقرب لبدء اللقاء لصعوبة الدفع بمتعب العائد من إصابة طويلة منذ بداية اللقاء.
وسيتبقى لشحاتة في جميع الأحوال العديد من الأوراق الرابحة على مقاعد البدلاء مثل أحمد عيد عبد الملك وعبد الرؤوف والمحمدي.
أي كانت الأسماء المرشحة لبدء اللقاء، فإن إتزان اللاعبين النفسي يظل العنصر الأهم في مثل هذه المباريات الحساسة ، وبالتالي فإن هدف مبكر قد يفتح الطريق للمزيد وفرصة ضائعة قد تعني الكثير وهفوة دفاعية تجعل الحلم يطير!
فهل يحقق أبناء شحاتة الصعب هذه المرة ويكتبوا أحرفهم بالنور في تاريخ الكرة المصرية بإنجاز جديد طال إنتظاره؟

سعدان يبحث عن قيادة الدفة لبر الأمان

يدخل المدير الفني الجزائري رابح سعدان في وضعية أفضل من نظيره المصري حسن شحاته إذ يملك محاربو الصحراء ثلاث نقاط إضافية في جعبتهم علاوة على تفوقهم بفارق الأهداف، وهو ما قد يجعل سعدان يبدأ المباراة بتحفظ دفاعي من أجل إمتصاص حمى البداية الهجومية المتوقعة للفريق المصري في ظل المؤازرة الجماهيرية الغفيرة.
وسيعتمد سعدان على الرباعي الدفاعي الثابت طوال التصفيات بقيادة عبد المجيد بوقرة وعنتر بن يحيي ونذير بلحاج ورفيق حليش مع ميل مطمور لأداء وظيفة الظهير الأيمن بالتبادل مع حليش
وسيكون على بلحاج تعليمات خاصة من سعدان بعد التقدم كثيرا لمساندة الهجوم إلا إذا سنحت الفرصة، فبلحاج كثيرا ما يترك مساحات شاغرة خلفه قد لا يستطيع بوقرة تغطيتها بمفرده.
ويستمد الجزائريون تفاؤلهم قبل المباراة بعدم إستقبال شباكهم سوى هدفين طوال التصفيات النهائية علاوة على إجادة مدافعيهم للتسجيل في مرمى المنافسين وهو ما فعله بوقرة الذي عادة ما يتقدم في الكرات الثابتة وكذلك زميله بلحاج الذي سجل في المرمى الرواندي بنفس الطريقة بالإضافة لإجادته تنفيذ الركلات الثابتة كما فعلها في لقاء الذهاب بين المنتخبين، وهو ما يجب أن ينتبه له الدفاع المصري في الكرات الثابتة.
وتكمن قوة المنتخب الجزائري في وجود القائد يزيد منصوري في وسط الملعب لما يملكه اللاعب من مهارة إستخلاص الكرة دون الوقوع في أخطاء وإجادة بناء الهجمة، ومن المنتظر أن يبدأ سعدان بلاموشيه بجوار منصوري كما هو الحال من بداية التصفيات إلا إذا أراد سعدان إضافة المزيد من الثقل الفني لمنطقة الوسط بإشراك الحسن يبدا( في حال تعافيه من الإصابة) مع الثنائي منصوري ولاموشيه لما يملكه يبدا من قوة بدنية هائلة ، وفي هذه الحالة فإنه سيضطر للإبقاء على أحد المهاجمين صايفي أو غزال على مقاعد البدلاء، وهو إحتمال وارد لرغبة سعدان في تضييق المساحات قدر الإمكان على المنتخب المصري الذي يملك كلا من بركات وزيدان القادرين على إستغلال المساحات الواسعة على أفضل ما يكون.
ومثلت عودة كريم زياني لوسط الملعب الجزائري دفعة معنوية هائلة للفريق،فزياني هو العقل المفكر القادر على إمداد المهاجمين بالكرات المطلوبة.
ومن المنتظر أن يكون كريم مطمور أو مراد مُجني بجوار زياني في الوسط على أن يقود المخضرم رفيق صايفي هجوم الخضر مع عبد القادر غزال
ويأمل سعدان في الحفاظ على شباك الجواوي نظيفة لاسيما في شوطها الأول لإجبار الفريق المصري على الإندفاع الهجومي الغير محسوب في النصف الثاني من المباراة، فقد يكون هدف جزائري هو سيناريو الصدمة الذي ينهي حسابات المباراة مبكرا لمصلحتهم لإحتياج الفراعنة لتسجيل 4 أهداف في هذه الحالة!
فهل يفعلها الشيخ سعدان ويقود الخضر من جديد للمونديال بعد مرور 24 عام؟


جدير بالذكر أن المنتخبين إلتقيا سويا 21 مرة من قبل، كانت اليد العليا فيها للجزائر برصيد 7 إنتصارات مقابل 5 لمصر فيما جاء التعادل قاسما مشتركا 9 مرات..فلمن تكون الغلبة لهذه المرة؟

No comments: