Wednesday, November 18, 2009

الجزائر إلى المونديال بالفوز في موقعة السودان

نجح المنتخب الجزائري في حسم بطاقة التأهل الإفريقية الأخيرة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 بعد تغلبه على نظيره المصري بهدف نظيف لعنتر بن يحيى في المباراة الفاصلة التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم بعد تساوي المنتخبين في رصيد النقاط وفارق الأهداف مع الجولة الأخيرة.
يمكن القول أن المدير الفني الجزائري رابح سعدان قد نجح جيدا في قراءة أوراق المباراة قبل بدايتها وتلافي الأخطاء التي وقع فيها الخضر في لقاء القاهرة الأخير في الوقت الذي بدا على المنتخب المصري إبتعاد الكثير من عناصره الأساسية عن المستوى المطلوب، فلم تفلح تغييرات شحاتة في تعديل النتيجة طوال الشوط الثاني.
وفي النهاية، فإن كلا المنتخبين يستحق التحية والإحترام على ما قدماه طوال التصفيات إلى أن إبتسمت بطاقة المونديال لمنتخب الخضر في النهاية ليعود إلى العرس العالمي بعد غياب 24 عاما بقيادة الجنرال سعدان للمرة الثالثة في تاريخه.

الشوط الأول:

بداية متوترة من المنتخبين تسفر عن إنذار مبكر لنذير بلحاج إثر عرقلة واضحة للمحمدي يعقبها توقف اللعب لفض المشاجرة بين لاعبي المنتخبين إثر إلتحام مراد مُجني مع أحمد حسن ، ولم تشهد العشر دقائق الأولى سوى فرصة ضائعة من المنتخب المصري إثر ركنية قابها عبد الظاهر السقا برأسه مباشرة لينقذها حارس الممرى فوزي شاوشي بثبات.
يبدأ المنتخب الجزائري في السيطرة على الكرة نسبيا في منتصف الملعب المصري بعد مرور ربع ساعة وإن ظل التوتر غالبا على أداء المنتخبين مما نتج عن حصول كلا من عبد القادر غزال ووائل جمعة لإنذارين مستحقين في رغبة واضحة من حكم اللقاء إيدي ماييه لتحزيم المباراة مبكر بعدما تكررت الإعتراضات من لاعبي المنتخبين على العديد من الكرة.
يعتمد المنتخب المصري في هجماته على جبهة المحمدي اليمنى في ظل تضييق سعدان للخناق على سيد معوض يسارا بمقابلة بوقرة له ومعانة مُجني فيما ظلت الكرات الثابتة مصدر الخطورة الأوحد للمنتخب الجزائري، فينفذ زياني ركلة حرة غير مباشرة تتسبب في دربكة داخل منطقة الجزاء المصرية ليسددها القادم من الخلف عنتر بن يحيي بإتجاه مرمى الحضري لولا تصدي موفق من وائل جمعة الذي نجح في إبعاد الكرة ثم ينفذ بلحاج ركلة حرة ماكرة بإتجاه مرمة الحضري الذي حولها ببراعة لركنية بصورة كربونية لكرة المباراة الماضية!!
يستشعر المنتخب المصري حرج موقفه، فيبدأ في الظهور من جديد في الربع ساعة الأخيرة بتنويع اللعب على طرفي الملعب فيهدر أبو تريكة فرصة ذهبية بعد عرضية متقنة من سيد معوض إستقبلها تريكة بتسديدة مباشرة مرت بجوار قائم الشاوشي.
وينجح المحمدي في تبادل الكرة مع تريكة داخل منطقة الجزاء الجزائرية لتتهيأ الكرة من جديد أمامه مسددا بإتجاه المرمى إلا أن شاوشي ينقذها بأطراف أصابعه.
وعلى عكس سير الأحداث الماضية، تأتي الدقيقة 39 ويرسل زياني عرضية داخل منطقة الجزاء المصرية تجد المدافع الجزائري المتقدم عنتر بن يحيي ليستقبلها بيمينه مباشرة في مرمى الحضري مسجلا الهدف الجزائري الأول في توقيت أكثر من رائع للخضر.
وتمر الدقائق المتبقية وسط محاولات مصرية لإدراك التعادل إلا أن الدفاع الجزائري تعامل بسهولة مع الكرات العرضية الساقطة في منطقة جزائه نتيجة تفوق بوقرة وبن يحيي وحليش في مثل هذه الكرات.

الشوط الثاني:

يبدأ الشوط الثاني بتغييرين من المدير الفني المصري حسن شحاتة بنزول زيدان بدلا من عمرو زكي (الذي تفرغ للمناوشات مع مدافعي الجزائر فقط) ونزول حسني عبد ربه بدلا من فتحي"الغير موفق" ليقابله سعدان بعدها بنزول كريم مطمور بدلا من مراد مُجني في الجبهة اليمنى بعدما بدا تأثره بالإصابة.
الإستحواذ جاء للفراعنة وإن إنعدمت الخطورة بفضل الإنتشار الرائع للاعبي الجزائر وقيامهم بالضغط المحكم في كل كرة في منتصف الملعب المصري.
وفي الدقيقة 60 كادت رأس صايفي تحسم البطاقة بشكل نهائي للخضر بعدما إنطلق الحسن يبدا في الجبهة اليمنة مرسلا عرضية بالمقاس على رأس صايفي إلا أن الحضري أنقذها ببراعة لترتد بهجمة سريعة للمنتخب المصري لزيدان الذي إستغل مهارته الفردية في المرور من حليش ليسدد الكرة بإتجاه المرمى تصطدم بقدم بن يحيي لتتهيأ أمام عماد متعب الذي سددها مباشرة في جسم شاوشي لتضيع فرصة ذهبية لإدراك التعادل من الفراعنة.
ومع مرور الوقت، يتراجع لاعبو المنتخب الجزائري كله لمنتصف ملعبه متضنا رأسي الحربة صايفي وغزال في الوقت الذي نجح فيه لاعب الإرتكاز الحسن يبدا في القضاء تماما على خطورة جبهة المحمدي النشيطة في شوط المباراة الأول بالميل الدائم نحو زميله بلحاج فيما لم يظهر سيد معوض كثيرا يسارا ليفقد المنتخب المصري أطرافه تماما في الوقت المتبقي من المباراة.
ويدفع سعدان بالمدافع المخضرم سمير زاوي بدلا من بن يحيي صاحب الهدف الوحيد في الوقت الذي قام فيه شحاتة بإعطاء التعليمات لليبرو هاني سعيد بالتقدم في وسط الملعب لمعاونة عبد ربه وأحمد حسن صاحب المجهود الوافر، وكاد سعيد أن يسكون سببا في هدف التعادل حين مرر كرة رائعة لأبو تريكة في منطقة الجزاء ليسددها في جسم المدافع زاوي وتتهيأ أمام عماد متعب ليسددها في المرمى لينقذها شاوشي بإقتدار لترتد مرة ثالثة لزيدان الذي يحاول تسديدها في المرمى لولا تصدي موفق من المدافع بوقرة.
ويستخدم شحاتة اخر أوراقه الهجومي في الدقيقة 75بنزول عيد عبد الملك بدلا من المدافع عبد الظاهر السقا أملا في الإستفادة من قدرة عيد في التحكم العالي بالكرة في ظل إستسلام أبو تريكة للرقابة الجزائرية وغياب طرفي الملعب تماما إلا أن التوتر كان السمة الغالبة على لاعبي مصر في الوقت الذي نجح فيه محاربو الصحراء في العبور بالربع ساعة الأخيرة لبر الأمان بفضل لياقتهم البدنية العالية التي إفتقدها العديد من لاعبي المنتخب المصري في هذا التوقيت الحساس من المباراة.
ثم كان التغيير الأخير من سعدان بزيادة العمق الدفاعي بنزول عبد القادر عيفاوي بدلا من المهاجم صايفي ليتكتل لاعبو الجزائر في منطقة جزائهم مفسدين كل الكرات الطولية التي حاول الفراعنة اللجوء إليها حتى أطلق حكم اللقاء إيدي ماييه صافرة النهاية معلنا التأهل المستحق للخضر لمونديال 2010.

4 comments:

حلم بيعافر said...

الواحد زعل من الاحداث اللى ملهاش لازمة اللى حصلت اكتر من زعله ع النتيجة والخروج

micheal said...

حلم بيعافر
طز في كاس العالم..أنا مقهور من اللي حصل فعلا بعد الماتش
منورني

سمسم/سما said...

السلام عليكم
اولا بحيي حضرتك على التحليل المحايد
وعدم التعصب
مع اني مش عاجبني اصلا لا الي كان قبل المباراه ولا الي حصل بعدها
ربنا يعين
تحياتي

micheal said...

سما
صدقيني ولا حد فينا عاجبه ما وصل إليه الحال بين البلدين
تحياتي لكلماتك الرقيقة
منوراني