Sunday, June 14, 2009

الكرة المصرية في مواجهة تاريخية أمام السامبا البرازيلية

عندما تدق الساعة الخامسة مساء عصر الغد،تدخل الكرة المصرية إختبارا جديدا من نوعه حين تواجه المنتخب البرزايلي ضمن مباريات بطولة العالم للقارات المقامة حاليا بجنوب إفريقيا.
وتعد مواجهة الغد هي أولي المباريات الرسمية بين المنتخبين بعدما سبق لهم الإلتقاء وديا أربع مرات إنتهت جميعها بفوز المنتخب البرازيلي والتي كان اخرها الفوز بهدف نظيف في القاهرة عام 1963.
وتعد بطولة القارات الظهور الأول للكرة المصرية علي الساحة العالمية منذ عام 1999 الذي شهد مشاركة المنتخب المصري في نفس البطولة بالمكسيك،والتي لا تزال تحمل العديد من الذكريات السيئة للفراعنة بعد الخروج المدوي من الدور الأول بالهزيمة أمام المنتخب السعودي 5-1 وحل إتحاد الكرة وإقالة الجهاز الفني بعدها.
ويدخل المنتخب البرازيلي البطولة بصفته بطلا لأمريكا الجنوبية عام 2007 فيما يشارك المنتخب المصري بعد إحرازه لقب إفريقيا عام 2008،وفيما يلي نظرة سريعة لموقف المنتخبين قبل لقاء الغد:


الفراعنة في مفترق الطرق قبل إستئناف الحلم المونديالي

شاءت الظروف أن تأتي مواجهة المنتخب المصري أمام الكرة البرازيلية في ظل ظروف شديدة الصعوبة بعدما خسر المنتخب المصري 5 نقاط كاملة في أولي مبارياته بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2010 بالتعادل أمام زامبيا والخسارة أمام الجزائر مما عقد الحسابات مبكرا وفتح أبواب النقد الشديد علي اللاعبين والجهاز الفني بعدما بات الفريق مطالبا بتحقيق الفوز في جميع مبارياته المقبلة وإنتظار نتائج الاخريين،وبالتالي فلم يعد المجال متسعا لتحمل المزيد من الصدمات لجماهير الكرة المصرية حتي ولو كانت المواجهة أمام نجوم السامبا.
بالطبع،لن يكون المنتخب المصري مطالبا بالفوز علي البرازيل،فالفوارق الفنية والتاريخية عالية وبعيدة بين المنتخبين إلا أن الفراعنة مطالبين بتقديم عرض قوي يدافعون به عن سمعة الكرة الإفريقية التي يحملون لوائها بغض النظر عن نتيجة المباراة ولبث الطمأنينة في نفوس جماهير الكرة المصرية قبل مواصلة المعترك المونديالي،ولعل الجميع يذكر كيف قدم المنتخب الغاني عرضا قويا أمام البرازيل بمونديال 2006 رغم خسارتهم اللقاء بثلاثية نظيفة لتكسب غانا إحترام الجميع وقتها.
ويحلم الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حسن شحاتة في كتابة اسمه بأحرف من نور في حال تحقيق نتيجة إيجابية مثلما فعل الجنرال محمود الجوهري في مونديال 1990 بالتعادل الإيجابي 1-1 أمام المنتخب الهولندي(بطل أوروبا في ذلك الوقت) في مباراة شهيرة لا تزال عالقة بأذهان الجميع إلا أن شحاته ورفاقه سيكونوا في إختبار قاسي بعد حملة الإنتقادات الأخيرة في تشكيلة المنتخب الوطني ووجود بعض العناصر الغير جاهزة للعب فيه بالوقت الحالي،ولذا فمن المحتمل أن تشهد تشكيلة الفراعنة بعض التغييرات عن مباراة الجزائر بدخول أحمد المحمدي في الجبهة اليمني مقابل عودة فتحي لوسط الملعب أو للعب بجوار هاني سعيد ووائل جمعة في الخط الخلفي علي حساب أحمد سعيد"أوكا"،كذلك سيكون حمص مرشحا لقيادة وسط الملعب الذي ظهر في أقل حالاته الفنية بمباراة الجزائر بينما تبدو الفرصة سانحة أمام رأسي الحربة أحمد عبد الرؤوف أو أحمد عبد الغني لقيادة الهجوم بعد إستبعاد عمرو زكي وميدو من قائمة المنتخب بالبطولة وغياب عماد متعب للإصابة.
وربما يسعي شحاتة للعب بثلاثة لاعبين كمحور إرتكاز في وسط الملعب منذ البداية للحد من الخطورة المتوقعة لكاكا وإيلانو في بناء الهجمات البرازيلية بالإضافة لضرورة الإهتمام بتعطيل جبهة البرازيل اليمني النشيطة بقيادة دانيل ألفيس الذي قدم موسما رائعا مع ناديه برشلونة الأسباني توجه بالفوز بثلاث بطولات معه،وبالتالي فإن العبء الأكبر في المباراة سيكون علي عاتق ظهير مصر الأيسر سيد معوض الذي يجب أن يكون مدعوما بأحد لاعبي وسط الملعب للتغطية من خلفه لفارق السرعة والمهارة بينه وبين ألفيس.
وسيكون علي ثلاثي الدفاع المصري اليقظة التامة وضرورة تضييق المساحات أمام مهاجمي البرازيل الذين يتمتعون بالقدرة علي التسجيل من أنصاف الفرص،ولعل الربع ساعة الأولي من المباراة ستكون هي المنعطف الأهم للفريق المصري والتي ستحدد شكل أدائه في بقية المباراة إذ أن الخروج بالبداية لبر الأمان سيكسب لاعبينا المزيد من الثقة بعكس الحال إذ ما تلقت شباك المنتخب المصري هدفا مبكرا..وتبقي كل السيناريوهات مفتوحة في ظل المواجهة أمام منتخب السامبا!!


السامبا البرازيلية تبحث عن ضربة البداية القوية

يدخل المنتخب البرازيلي بطولة العالم للقارات واضعا نصب أعينه هدف واحد هو الفوز باللقب الثالث في تاريخه من أجل الإنفراد بعدد مرات الفوز بالبطولة الذي تتساوي فيها البرازيل مع فرنسا،ولذا فإن نجوم السامبا يريدون توجيه رسالة إنذار لجميع المنتخبات المشاركة بالبطولة عبر المباراة الإفتتاحية خصوصا وأن كأس القارات شهدت بعض المفاجأت الغريبة للبرازيليين مثل الخسارة أمام استراليا صفر-1 عام 2001 والخسارة بنفس النتيجة أمام الكاميرون في 2003 والتعادل الصعب أمام المنتخب الياباني 2-2 في نسخة 2005.
ويملك المدير الفني الشاب كارلوس دونجا مجموعة كبيرة من خيرة اللاعبين في جميع المراكز مما يسهل دوما من مهمته في إختيار التشكيلة الأمثل للمنتخب البرازيلي،ومن المتوقع ألا تشهد تشكيلة السامبا تغييرات كبيرة عما كانت عليه في المباراتين الماضيتين أمام أوروجواي وباراجواي في التصفيات المونديالية ولذا فيستمر دونجا في إعطائه الفرصة لبعض الوجوه الجديدة التي أثبتت جدارتها في الفترة الأخيرة مثل كليبر الذي أعاد توظيفه في مركز الظهير الأيسر ولاعب الوسط المدافع فيليبي ميلو،وربما يبدأ المهاجم الجديد نيلمار علي حساب لويس فابيانو بعد تألقه في مباراة باراجواي وإحرازه هدف الفوز بها.
ولن تخلو تشكيلة البرازيل بالطبع من الأسماء المعروفة مثل خوليو سيزار في حراسة المرمي وقلبي الدفاع لوسيو وخوان ولاعب الوسط المخضرم جيلبرتو سيلفا وصانع الألعاب كاكا الذي يعد العقل المفكر الأول للمنتخب البرازيلي بتمريراته الحاسمة للمهاجمين وقدرته علي التصويب من مسافات بعيدة والزئبقي روبينيو القادر دائما علي صنع الفارق في أي وقت لما يملكه من مهارات فردية رائعة تصعب من مهمة أعتي الدفاعات في مراقبته والحد من خطورته.
ويمتاز المنتخب البرازيلي بإجادة جميع لاعبيه لأداء الواجبات الهجومية،فكثيرا من نشاهد تقدم خوان ولوسيو في الكرات الثابتة التي يجيد البرازيليون تنفيذها بالإضافة للمساندة الهجومية الفعالية للظهيرين ألفيس يمينا وكليبر يسارا،وهو ما ظهر بوضوح في المباريات الأخيرة،وبالتالي فإن أقل الهفوات أمام المنتخب البرازيلي قد تكون مكلفة.
ويسعي راقصو السامبا لحسم موقفهم في المجموعة مبكرا قبل المواجهة الصعبة المرتقبة امام الازوري الإيطالي في نهاية مباريات المجموعة علما بأن البرازيل نجحت في إجتياز الدور الأول للبطولة في جميع مشاركتها بإستثناء نسخة 2003 بفرنسا علاوة علي كون بطولة القارات بمثابة بروفة قوية للبرازيل قبل مونديال 2010 المقرر إقامته علي الأراضي الجنوب إفريقية أيضا.

وتبقي في النهاية الأمنيات والدعوات أن يقدم المنتخب المصري العرض المأمول منه في مواجهة نادرة أمام المنتخب البرازيلي في فرصة قد لا تتكرر كثيرا للكرة المصرية مستقبلا.

No comments: