Wednesday, June 17, 2009

الفراعنة في تحدي جديد أمام الأزوري الإيطالي

يخوض المنتخب المصري ثاني مبارياته في بطولة العالم للقارات المقامة حاليا بجنوب إفريقيا في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء الغد حين يواجه المنتخب الإيطالي(بطل العالم) في لقاء بات يحمل الكثير من الأمال والطموحات لجماهير الكرة المصرية بعد العرض الراق الذي قدمه الفراعنة أمام نجوم السامبا في أولي مبارياتهم بالبطولة وخسارتهم بشق الأنفس 4-3،وبالتالي فإن المنتخب المصري مطالب في المقام الأول بتقديم مثل هذا العرض الكروي المشرف أمام الأزوري ليطمأن جماهيره المتعطشة قبل إستئناف المعترك المونديالي بأربع مباريات.
مصيرية
جدير بالذكر أن مواجهة الغد تعد الخامسة رسميا في تاريخ المنتخبين إذ سبق لهم الإلتقاء أربع مرات إنتهت جميعها بفوز المنتخب الإيطالي،والطريف أن إثنين منهما جاءا في تصفيات مونديال 1954 بالرغم من إنتماء المنتخبين لقاراتين مختلفتين فيما كانت النتيجة الأبرز في اللقاء الذي جمع بينهما بدورة أمستردام الأولمبية عام 1928 وإنتهي بفوز الأزوري 11-3،وهنا نلقي نظرة سريعة علي موقف المنتخبين قبل لقاء الغد:


هل يتدارك الفراعنة أخطائهم المكررة في لقاء الأزوري؟

يعد لقاء الغد فرصة طيبة للمنتخب المصري وجهازه الفني بقيادة حسن شحاتة في الإحتكاك بمدرسة كروية عريقة قبل العودة لمباريات التصفيات المونديالية التي تأزم فيها موقف الفراعنة مبكرا بخسارة خمس نقاط في أول جولتين،ولكن تبقي النقطة الأهم هي كيفية تدارك الجهاز الفني للأخطاء المكررة في المباريات الأخيرة ولاسيما التمركز في الكرات الثابتة التي كلفت المنتخب المصري التعادل المفاجيء امام زامبيا في بداية التصفيات ثم الهدف الثاني أمام الجزائر والذي كان له أبلغ الأثر في حسم المباراة للمنتخب الجزائري بنتيجة 3-1 ثم اختتمها المنتخب المصري بتكرار نفس الخطأ ثلاث مرات أمام المنتخب البرازيلي ليخسر 4-3 في مباراة كان الأقرب فيها للتعادل علي أقل تقدير!!
وتبدو تشكيلة الفراعنة أمام البرازيل هي الأقرب للبدء أمام الأزوري،وذلك بالرغم من التألق اللافت للبديل أحمد عيد عبد الملك في مباراة البرازيل عقب مشاركته في شوط المباراة الثاني إلا أن شحاتة قد يفكر في تأمين وسط ملعبه منذ البداية بالثلاثي أحمد حسن وعبد ربه وشوقي من أجل الحد من خطورة بيرلو ودانيل دي روسي وتضييق المساحات عليهما في ظل إجادتهما للتصويبات المتقنة علي المرمي من خارج منطقة الجزاء،كذلك سيكون علي الظهيرين أحمد فتحي وسيد معوض توخي الحذر في عدم الإندفاع الهجومي المبكر من أجل تجنب إعطاء المساحات للظهيرين الإيطاليين جروسو وزامبروتا لاسيما في ظل تميزها في إرسال الكرات العرضية التي يجيد مهاجمو الأزوري إقتناصها في منطقة الجزاء.
ويبقي أحمد عيد عبد الملك أهم الأوراق الرابحة علي مقاعد البدلاء في ظل قدرته علي الإختراق من الأطراف وإمداد المهاجمين بالكرات المطلوبة مما يجعله يشكل مثلث هجومي مرعب مع أبو تريكة وزيدان.
ومن المتوقع أن تأتي المباراة بدنية في مقامها الأول في ظل إختلاف أسلوب اللعب الإيطالي عن نظيره البرازيلي،فالأزوري كما رأيناه في مباراته الأولي أمام الولايات المتحدة يتميز بالضغط المبكر في منتصف ملعبه وقوة الإلتحامات خصوصا من القاطرة البشرية جاتوزو بالإضافة لسرعة الإرتداد من حالة الدفاع للهجوم في أقل عدد ممكن من التمريرات،وهو ما يعني ضرورة اليقظة والإنتباه من البداية،فأبسط الهفوات الدفاعية ستكون مكلفة في مثل هذه المباريات.


الأزوري يسعي للحسم المبكر قبل مواجهة السامبا

يسعي المنتخب الإيطالي لحصد نقاط المباراة الثلاث ورفع رصيده إلي النقطة السادسة ليضمن بالتالي تأهله للمباراة النهائية عقب فوزه علي الولايات المتحدة في أولي مبارياته بنتيجة 3-1 وذلك قبل مواجهته الأخيرة الصعبة أمام السامبا البرازيلية يوم الأحد المقبل إلا أن الأزوري بات مدركا لصعوبة مباراته أمام الفراعنة بعد المستوي المميز للفريق المصري أمام البرازيل وهو ما عكسته تصريحات مديره الفني المحنك مارشيلو ليبي الذي أكد صعوبة لقاء الغد علي المنتخبين خصوصا بعد حملة الانتقادات التي طال أداء الدفاع الإيطالي في الفترة الأخيرة.
ومن المنتظر أن تشهد تشكيلة الأزوري بعض التعديلات الطفيفة بعودة قائد الفريق المخضرم فابيو كانافارو لقيادة الدفاع علي حساب ليجروتالي بعد تعافيه من الإصابة التي منعته من المشاركة في المباراة الأولي ليكون كانافارو بذلك الأقرب لمراقبة المهاجم المصري محمد زيدان الذي أبهر الجميع بتسجيله هدفين في شباك الحارس البرازيلي خوليو سيزار،وارتفعت أسهم المهاجم الشاب جيوزيب روسي لبدء اللقاء بعد المستوي المبهر الذي قدمه في المباراة الأولي التي نجح فيها في تسجيل هدفين بالرغم من مشاركته في مطلع الشوط الثاني،وقد تأتي مشاركته علي حساب لاعب الوسط كاميرونيزي الذي قدم مردودا ضعيفا في لقاء أمريكا.
ويبقي الوسط الإيطالي هو مصدر الخطورة الأول بوجود العائد من الإصابة جاتوزو والذي يعول عليه ليبي الامال في إستعادة مستواه المعهود من أجل إضافة الثقل الدفاعي المطلوب للأزوري للحد من خطورة صانع الألعاب المصري محمد أبو تريكة بالإضافة لمايسترو الأداء بيرلو والمتحرك دي روسي صاحب التسديدات الصاروخية،وقد يكون لبيرلو الدور الأبرز في لقاء الغد في ظل براعته في تنفيذ الكرات الثابتة التي تعد نقطة الضعف الأبرز للفراعنة وحارس مرماهم في الوقت الحالي خصوصا مع تواجد العديد من اللاعبين الذي يجيدون التسجيل منها مثل المدافع كيليني ورأسي الحربة ياكوينتا وجيلاردينو.
وفي مقاعد البدلاء،يملك ليبي العديد من الاوراق الرابحة في جميع الخطوط مثل المهاجم العملاق لوكا توني وكوارياريلا بالإضافة للشباب الواعد المتأهب لنيل فرصته مثل مونتوليفو وديفيد سانتون..فهل يحسمها الأزوري مبكرا أم يخلط الفراعنة حسابات المجموعة قبل بدء الجولة الثالثة؟

No comments: