Saturday, June 6, 2009

الفراعنة ومحاربي الصحراء يبحثون عن إحياء الحلم المونديالي في موقعة كروية بالبليدة

عندما يطلق الحكم الجنوب إفريقي دانيل بانيث صافرته في تمام العاشرة والنصف من مساء الغد بملعب "مصطفي شاكر" بمدينة البليدة،فإننا علي موعد من مباراة المنتخب المصري المرتقبة أمام نظيره الجزائري ضمن الجولة الثانية لتصفيات مونديال 2010 المقرر إقامته بجنوب إفريقيا.
وتكتسب مباراة الغد الأهمية القصوي لمنتخب البلدين للعديد من العوامل يبقي أهمها الصراع الكروي التاريخي بينهما في منطقة الشمال الإفريقي مع منتخبي المغرب وتونس بالإضافة لموقفهما في المجموعة بعد نهاية الجولة الأولي،حيث اكتفت الجزائر بتعادل سلبي أمام مضيفتها رواندا فيما سقط المنتخب المصري علي أرضه في فخ التعادل الإيجابي أمام زامبيا لتتساوي جميع فرق المجموعة بنفس الرصيد،وبالتالي فإن النقاط الثلاث باتت تعني مواصلة البحث عن الحلم المونديالي المفقود للفريقين منذ فترة طويلة،فالكرة المصرية ابتعدت عن العرس العالمي منذ تأهلها عام 1990 بإيطاليا علي حساب المنتخب الجزائري تحديدا فيما غابت الكرة الجزائرية عن الأجواء المونديالية منذ تأهلها عام 1986 بالمكسيك.
وتبدو أوراق المنتخبين مكشوفة لبعضهما بدرجة كبيرة قبل بداية،وهو ما يعني أننا سنشهد صراعا تكتيكيا من خارج الخطوط بين المديرين الفنيين حسن شحاتة ورابح سعدان يتمثل في كيفية مباغتة الخصم وإرباك حساباته مبكرا،وفيما يلي نظرة سريعة علي موقف المنتخبين قبل لقاء الغد:


الفراعنة..والبحث عن إستعادة التوازن بعد صدمة البداية:

يدخل المنتخب المصري المباراة واضعا نصب أعينه ضرورة تأمين الفوز بنقاط المباراة الثلاث بعد البداية الصادمة لجماهيره بخسارة نقطتين ثمينيتين في مستهل المشوار بالتعادل أمام زامبيا في مباراة فشل فيها أبطال القارة عامي 2006 و2008 في تقديم ما يشفع لهم لتحقيق الفوز مما يجعل التفريط في المزيد من النقاط بالفترة الحالية عائقا أمام بلوغ المونديال.
اكتفي المنتخب المصري بأداء مباراة ودية خارج ملعبه أمام نظيره العماني وتمكن فيها من الفوز بهدف نظيف قبل أن ينخرط لاعبوه في معسكر قصير قبل السفر للجزائر تم خلاله الإستقرار علي المجموعة التي ستخوض مباراة الجزائر ومباريات كأس العالم للقارات بعدها بجنوب إفريقيا.
ومن المنتظر ألا تشهد تشكيلة المنتخب المصري أي تغييرات جوهرية لرغبة المدير الفني حسن شحاته في الحفاظ علي الهيكلة الأساسية للفريق،ففي حراسة المرمي لا خلاف علي وجود الحضري ومن أمامه الليبرو هاني سعيد وبجوراه قلبي الدفاع وائل جمعة وأحمد فتحي الذي قد يكون مصدر المناورة الوحيدة في التشكيل إذ ما أراد شحاته توظيفه في وسط الملعب خصوصا مع تفوق اللاعب الواضح في المباريات الأخيرة له مع الأهلي بمركز لاعب الإرتكاز،وفي هذه الحالة سيتم الدفع بمحمود فتح الله أو أحمد سعيد (أوكا) بجوار وائل جمعة، بينما سيقود سيد معوض الجبهة اليسري للمنتخب في ظهوره الأول منذ بطولة إفريقيا عام 2008 فيما سيكون سيستمر المحمدي في الجبهة اليمني التي سيكون مسئولا فيها عن إيقاف خطورة واحدا من أهم مفاتيح لعب المنتخب الجزائري وهو نذير بلحاج،وفي وسط الملعب يملك المنتخب العديد من الإختيارات إلا أن حسني عبد ربه يبقي الأوفر حظا لقيادة الوسط ومعه قائد المنتخب المخضرم أحمد حسن الذي قد يفضل شحاته الدفع به كلاعب وسط مهاجم للإستفادة من قدراته الهجومية وتكوين مثلث هجومي مع عمرو زكي وأبو تريكة ليدخل شوقي في هذه الحالة بجوار عبد ربه.


الحضري

هاني سعيد

وائل جمعة أحمد فتحي

المحمدي سيد معوض

عبد ربه شوقي

أحمد حسن أبو تريكة

عمرو زكي

وتبقي الأوراق الرابحة موجودة علي مقاعد البدلاء مثل محمد زيدان(في حال تعافيه الكامل من الإصابة)وأحمد عبد الغني وأحمد عيد عبد الملك ومحمد حمص.
ومن المتوقع أن يحاول المنتخب المصري إمتصاص حمي البداية المتوقعة للمنتخب الجزائري وسط جماهيره من أجل تجنب سيناريو هدف مبكر قد يصعب كثيرا من المأمورية طوال اللقاء،لذا فإن تقدم الظهيرين أو لاعبي الوسط سيكون محسوبا في البدايات بالإضافة لتضييق المساحات أمام كريم زياني (العقل المفكر للمنتخب الجزائري) وحرمانه من إمداد المهاجمين بالكرات المطلوبة ولكن يبقي علي المنتخب المصري أن ينجح في إستغلال ما ُيتاح له خلال اللقاء من فرص،فمثل هذه المباريات قد ُتحسم من فرصة وحيدة!


أبناء سعدان يسعون لنقطة البداية الصحيحة

يدخل المنتخب الجزائري هذه المباراة ولا بديل أمامه للفوز الذي لن يعني له مجرد ثلاث نقاط فقط ُتضاف لرصيده بل قد يكون الفوز باللقاء نقطة بداية ممتازة لعودة الكرة الجزائرية لسابق عهدها علي الصعيد الإفريقي ومن بعده معاودة الظهور في العرس العالمي بعد سنوات عجاف علي الكرة الجزائرية فشلت خلالها في التواجد في البطولات الإفريقية منذ نسخة عام 2004 بتونس،وبالتالي فقد حشد المدير الفني رابح سعدان كل أسلحته الفنية لحسم موقعة البليدة لصالحه في ظل أجواء جماهيرية متعطشة للفوز الذي سيكون بمثابة إبعاد منافس قوي علي صدارة المجموعة علي أن يحاول المنتخب الجزائري في هذه الحالة التعامل مع المنتخب الزامبي بلوساكا في الجولة الثالثة التي سيكون المنتخب المصري خارج نطاقها لأدائه مباريات كأس العالم للقارات وقتها.
وشهدت قائمة الجزائر للمباراة بعض التغييرات الطفيفة عما كان الحال عليه في مباراة رواندا أبرزها عودة المدافع عنتر يحيي لاعب نادي بوخوم الألماني ولاعب الوسط كريم زياني نجم مارسيليا الفرنسي،وبناء عليه فإن تشكيلة المنتخب الجزائري ستختلف قليلا عن المباراة الأولي،ففي حراسة المرمي سيستمر لوناس جواوي مدافعا عن العرين الجزائري ومن أمامه قلبي الدفاع مجيد بوغرة وعنتر يحيي الذي سيحل محل رفيق عليش فيما سيقود سليمان راحو الجبهة اليمني ونذيربلحاج لليسري التي سيعول عليها سعدان اماله لما يتميز به من بلحاج من سرعة وقدرته علي إرسال الكرات العرضية الخطيرة بمنطقة الجزاء بالإضافة لمهارته في التسديد من مسافات بعيدة سواء في الكرات الثابتة أو المتحركة.
وسيحاول الثنائي خالد لاموشي ومعه قائد الفريق يزيد منصوري كسب معركة الوسط من المنتخب المصري مبكرا من أجل فرض السيطرة علي مجريات اللقاء وتسهيل مهمة زياني وبوعزة في تشكيل الخطورة اللازمة علي مرمي المنتخب المصري في ظل عدم إجادة الثنائي الكافية لأداء الواجبات الدفاعية.
وفي المقدمة،يبدو عبد القادر غزال مهاجم سيينا الإيطالي الأوفر حظا لقيادة هجوم الجزائر وبجواره كمال جيلاس في ظل إيقاف المهاجم المخضرم رفيق صايفي عن اللقاء.
وقد يناور سعدان بالدفع منذ البداية باللاعب حاج عيسي نجم نادي وفاق سطيف الجزائري المعروف لما يمتاز به اللاعب من سرعة وقدرة علي المراوغة من أجل الحصول علي أخطاء قريبة من منطقة جزاء الفراعنة وهي التي يمتاز الجزائريون بتنفيذها.

جواوي

بوغرة يحيي

سليمان راحو نذير بلحاج

لاموشي منصوري

زياني بوعزة

جيلاس غزال
وتبقي الأوراق الرابحة للمنتخب الجزائري علي مقاعد البدلاء ممثلة في كريم مطمور ورفيق جبور ولاعب الوسط ياسين بزار صاحب هدف التعادل الشهير في مرمي المنتخب المصري بتصفيات مونديال 2002 بلقاء عنابة الشهير والذي تسبب وقتها في ضمان تأهل المنتخب السنغالي بدلا من المصري.
ومن المتوقع أن يبدأ المنتخب الجزائري المباراة بمحاولات هجومية مكثفة لتسجيل هدف مبكر يرضي غرور جماهيره المتعطشة ويصدر به التوتر مبكرا للفراعنة إعتمادا علي قاعدة أن من يسجل أولا في مثل هذه المباريات،عادة ما يكون الطرف الفائز في النهاية!


جدير بالذكر أن المنتخبين سبق لهم التواجه 20 مرة من قبل،تفوق فيها الجزائريون برصيد 6 إنتصارات مقابل 5 للفراعنة فيما جاء التعادل قاسما مشتركا 9 مرات..فلم تكون الغلبة في مباراة الغد؟

No comments: