Thursday, June 11, 2009

بطولة القارات..وقصة الفكرة السعودية التي تحولت للعالمية

72 ساعة،وتنطلق النسخة الثامنة من بطولة كأس العالم للقارات بجنوب إفريقيا بمشاركة ثماني منتخبات هي إيطاليا(بطل العالم) وجنوب إفريقيا(الدولة المنظمة) وأسبانيا(بطل أوروبا) والبرازيل(بطل أمريكا الجنوبية) ومصر(بطل إفريقيا) والعراق(بطل اسيا) والولايات المتحدة الأمريكية(بطل الكونكاكاف) ونيوزيلندا(بطل الأوقيانوس) يتنافسون علي اللقب في الفترة من 14 حتي 28 يونيو الجاري،وفيما يلي نبذة تاريخية عن البطولة قبل إستعراض موقف المنتخبات الثماني المشاركة:

الدعوة سعودية..والكأس الأولي أرجنتينية:

إنطلقت الفكرة من المملكة العربية السعودية عام 1992 برعاية الملك فهد بن عبد العزيز لإقامة بطولة تجمع ابطال القارات الست تحت إسم كأس الملك فهد،وبالفعل لبت 4 منتخبات الدعوة وهي الأرجنتين والولايات المتحدة وكوت دي فوار بالإضافة للمنتخب السعودي الذي شارك بإعتباره بطلا لكأس اسيا عام 1988 فيما قاطعت قارتي أوروبا والأوقيانوس البطولة.
وأسفرت قرعة البطولة عن لقاء المنتخب الأرجنتيني أمام الإيفواري لتفوز الأرجنتين برباعية نظيفة لتواجه المنتخب السعودي في النهائي بعد تغلبه علي الولايات المتحدة بثلاثية نظيفة،ويتمكن راقصو التانجو من إحراز لقب النسخة الأولي بعدما هزموا أصحاب الأرض 3-1 بقيادة جيل باتيستوتا وكانيجيا ودييجو سيموني فيما حلت الولايات المتحدة بالمركز الثالث بالفوز علي كوت دي فوار 5-2


جيل الدنمارك الذهبي يحرز اللقب في الظهور الأوروبي الأول

أقيمت النسخة الثانية للبطولة عام 1995 علي الأراضي السعودية للمرة الثانية علي التوالي برعاية الملك فهد،وشهدت مشاركة 6 منتخبات هذه المرة بعدما وافقت الدنمارك بطلة أوروبا عام 1992 علي خوض غمار البطولة بالإضافة للسعودية(البلد المنظم) واليابان والأرجنتين ونيجيريا والمكسيك لتقسم المنتخبات الست علي مجموعتين ضمت الأولي منهما السعودية والدنمارك والمكسيك فيما ضمت الثانية الأرجنتين ونيجيريا واليابان ليتأهل منتخبي الدنمارك والأرجنتين للمباراة النهائية مباشرة بعد تصدرهما لمجموعتهما وتنجح الدنمارك في الفوز 2-صفر بالجيل الذهبي وقتها الذي ضم لاعبين مثل براين لاودروب وشقيقه الأكبر مايكل والحارس العملاق بيتر شمايكل فيما حقق المنتخب المكسيكي المركز الثالث علي حساب المنتخب النيجيري بركلات الترجيح 5-4.


التنظيم ينتقل للفيفا..والثنائي المرعب يحسم أولي ألقاب السامبا

أقيمت النسخة الثالثة عام 1997 بالمملكة العربية السعودية للمرة الثالثة علي التوالي إلا أن تنظيم البطولة هذه المرة جاء من الاتحاد الدولي لكرة القدم(الفيفا) الذي اختار إقامة البطولة بالسعودية كنوع من التكريم للملك فهد،وشهدت البطولة إرتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلي ثماني بعدما شارك المنتخب البرازيلي بصفته بطلا للعالم عام 1994 بالإضافة لمشاركة المنتخب الإسترالي بصفته بطلا لقارة الأوقيانوس عام 1996،وتم تقسيم المنتخبات علي مجموعتين ليُقام بذلك الدور نصف النهائي لأول مرة بتاريخ البطولة بعدما إعتمد الفيفا صعود أول منتخبين من كل مجموعة.
وجاء المنتخب الإسترالي كمفاجأة البطولة بعدما قلب كل التوقعات بوصوله للمباراة النهائية أمام راقصي السامبا الذين أمطروا شباكه بنصف دستة أهداف تناوب تسجيلها الثنائي المرعب روماريو ورونالدو اللذان أحرزهما بمفردهما 11 من أصل 14 هدفا سجلها المنتخب البرازيلي طوال مشواره بالبطولة،وجاء المركز الثالث من نصيب المنتخب التشيكي علي حساب الأوروجواي علما بأن المنتخب التشيكي شارك في البطولة بإعتباره وصيفا لبطل أوروبا عام 1996 بعد إعتذار المنتخب الألماني عن المشاركة قبل إنطلاقها.
جدير بالذكر أن نسخة 1997 شهدت مشاركة منتخبين عربيين هما المنتخب السعودي(صاحب الأرض) والمنتخب الاماراتي (بطل اسيا) إلا أن كلاهما ودع البطولة من الدور الأول بعد عروض هزيلة خاصة من المنتخب الاماراتي الذي ُمني بهزيمة مدوية أمام التشيك 6-1 في اخر مبارياته.

البطولة تخرج من السعودية..والظهور الأول للكرة المصرية

أقيمت النسخة الرابعة من البطولة بالمكسيك عام 1999 لتخرج بذلك للمرة الأولي من السعودية منذ إنطلاقها عام 1992،وشهدت البطولة إستمرار مشاركة ثماني منتخبات بها كان من ضمنهم المنتخب المصري بإعتباره بطلا للقارة الإفريقية عام 1998.
ووقع المنتخب المصري ضمن المجموعة الأولي التي ضمت معه المكسيك(صاحب الأرض وبطل الكونكاكاف) وبوليفيا(وصيف أمريكا الجنوبية الذي شارك بعدما دخلت البرازيل بطلة أمريكا الجنوبية بصفتها وصيف بطل العالم عام 1998 بدلا من فرنسا التي فضلت الانسحاب من البطولة) والسعودية(بطل اسيا)،وتعادلت مصر في أولي مبارياتها أمام بوليفيا ثم أمام المكسيك بذات النتيجة 2-2 قبل أن تلقي هزيمة ثقيلة أمام المنتخب السعودي في ختام مباريات المجموعة بنتيجة 5-1 في مباراة شهدت طرد ثلاثي المنتخب المصري وقتها عبد الستار صبري وحازم إمام وسمير كمونة لتخرج مصر من الدور الأول بعد تذيلها المجموعة.
ونجحت المكسيك في إستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحصد أولي ألقابها العالمية بالفوز علي البرازيل في المباراة النهائية 4-3 في أقوي وأمتع النهائيات بتاريخ البطولة حتي الان بقيادة جيل بلانكو وكلاوديو سواريز وكارمونا وزيبيدا فيما حصدت الولايات المتحدة المركز الثالث بالفوز علي المنتخب السعودي 2-صفر.


الديوك الفرنسية تواصل هيمنتها علي الكرة العالمية

إنطلقت النسخة الخامسة من البطولة بكوريا الجنوبية واليابان عام 2001 لتكون بمثابة بروفة للدولتين قبل إستضافتهما لمونديال 2002،وكالعادة شاركت ثماني منتخبات إلا أن النسخة الخامسة لم تشهد إنسحابا لأي منتخب هذه المرة.
وظهر المنتخب الياباني كقوة جديدة في عالم كرة القدم من خلال هذه البطولة بعد نجاحه في تصدر مجموعته التي ضمت معه كل من البرازيل والكاميرون وكندا لينجح بعدها في إزاحة المنتخب الاسترالي من نصف النهائي قبل أن ُيهزم أمام المنتخب الفرنسي(بطل العالم وأوروبا) بشق الأنفس بهدف نظيف لفييرا لتحقق الديوك الفرنسية بذلك الثلاثية التاريخية بالجمع بين كأس العالم والبطولة الأوروبية وكأس القارات بفضل الجيل الذهبي الذي ضم دجوركاييف وباتريك فييرا وبيريس وليزارازو وديساييه بينما حلت استراليا في المركز الثالث بعد فوزها المفاجيء علي البرازيل بهدف نظيف.

الديوك الفرنسية تحافظ علي اللقب..ومأساة فويه تخطف الأنظار

أقيمت النسخة السادسة من البطولة بفرنسا عام 2003 بمشاركة ثماني منتخبات كان من ضمنهم المنتخب التركي(ثالث العالم عام 2002) الذي شارك كبديل للمنتخب الألماني(وصيف بطل العالم) الذي رفض المشاركة في البطولة.
وشهدت البطولة واحدة من كبري مفاجأتها حين ودعها المنتخب البرازيلي بطل العالم من الدور الأول بعد إحتلاله للمركز الثالث بمجموعته خلفا للكاميرون وتركيا علما بأن المنتخب الكاميروني إستطاع وقتها الفوز علي البرازيل بهدف لنجمه صامويل إيتو ليكون بمثابة الفوز الرسمي الأول للكرة الإفريقية علي نظيرتها البرازيلية حتي يومنا هذا.
وواصلت الكاميرون مشوارها الناجح في البطولة حتي المباراة النهائية التي خسرتها بشرف أمام الديوك الفرنسية بالهدف الذهبي لتيري هنري في الشوط الأول الإضافي إلا أن النسخة السادسة حفلت بواحدة من اللحظات التراجيدية في تاريخ كرة القدم حينما سقط لاعب الكاميرون مارك فيفيان فويه مغشيا عليه في أرض الملعب أثناء مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا بالدور نصف النهائي ليفارق بعدها اللاعب الحياة بلحظات وسط مشاعر من الحزن والصدمة لزملاؤه ولجميع جماهير البطولة وهو ما كان له أبلغ أثر في أجواء المباراة النهائية بين فرنسا والكاميرون حين اصر قائد المنتخب الفرنسي مارسيل ديساييه علي أن يحمل معه ريجوبير سونج قائد الكاميرون كأس البطولة أثناء تسليمه وقام لاعبو المنتخبين برفع صورة الراحل فويه وسطهما لتكون بمثابة التكريم الأخير لفويه في عالم الساحرة المستديرة.
وحل المنتخب التركي في المركز الثالث بفوزه علي كولومبيا 2-1.


البرازيل تعادل إنجاز فرنسا برباعية تاريخية أمام الارجنتين

أقيمت النسخة السابعة من البطولة بألمانيا عام 2005 لتكون بمثابة بروفة لإستضافة الألمان لمونديال 2006،ولم تشهد البطولة أي إنسحابات إلا أن المنتخب الارجنتيني شارك بصفته وصيفا لبطل أمريكا الجنوبية بعدما جمعت البرازيل بين فوزها ببطولة العالم عام 2002 وبطولة أمريكا الجنوبية عام 2004.
وظهر المنتخب التونسي كإحدي المنتخبات العربية الوافدة الجديدة للبطولة بعد توج بطلا لإفريقيا عام 2004 إلا أن المنتخب التونسي لم يستطع تجاوز الدور الأول للبطولة بعد عرض مشرف أمام الأرجنتين انتهي بالهزيمة 1-2 ثم هزيمته أمام ألمانيا صفر-3 قبل أن يحقق فوزا شرفيا علي استراليا بهدفين نظيفين
وشهدت البطولة تمكن المنتخب البرازيلي من تكرار إنجاز نظيره الفرنسي عام 2001 بالجمع بين ثلاثية الفوز ببطولة العالم والبطولة القارية وبطولة العالم للقارات وذلك بعد تغلبها في المباراة النهائية التاريخية علي الجار اللدود المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 4-1 بقيادة الساحر رونالدينيو ومعه الثلاثي المرعب كاكا وروبينيو وأدريانو فيما حل المنتخب الألماني في المركز الثالث بعد فوزه علي المكسيك 4-3.
وقرر الفيفا من وقتها أن ُتقام بطولة العالم للقارات كل أربع سنوات شأنها شأ المونديال علي أن تستضيف الدولة المنظمة للمونديال فعاليات بطولة القارات لتكون بمثابة بروفة لها قبل المونديال،ولذا فتقرر تنظيم نسخة 2009 بجنوب إفريقيا و2013 بالبرازيل.

No comments: