Monday, June 22, 2009

مكاسب وخسائر مصر من بطولة القارات:

انتهت المشاركة المصرية في بطولة العالم للقارات بحلوها ومرها،بإنتصارتها وهزائمها التي سُتبقي هذا الأسبوع محفورا في الذاكرة الكروية المصرية لفترة طويلة،فمن منا دار بمخيلته أن نحرج نجوم السامبا البرازيلية حتي الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة لتحتاج البرازيل لركلة جزاء لحسم فوزها علي مصر،وهل كنا نحلم بإسقاط المنتخب الإيطالي المتوج بمونديال 2006 ثم نخسر بالثلاثة أمام أمريكا!!
إنها الكرة المصرية بكل متناقضاتها التي حفظناها علي أمد الدهر ولكن دعونا نلقي نظرة موضوعية علي إيجابيات وسلبيات المشاركة المصرية:


إيجابيات:
1-استفادت مصر دون أدني شك من الإحتكاك بثلاث مدارس كروية مختلفة في بطولة رسمية معتمدة من الفيفا،فإقامة مباراة ودية أمام منتخبي بحجم البرازيل وإيطاليا ليست بالأمر المتاح بالإضافة لتكلفتها العالية التي دائما ما يحاول مسئولي الجبلاية تفاديها في مباريات مصر الودية للعديد من الأسباب التي لن نطرحها الان!!

2-قدم المنتخب المصري أفضل عروضه منذ إنتهاء بطولة إفريقيا 2008 أمام المنتخب البرازيلي ومن بعده الإيطالي مما أكسب الكرة المصرية إحترام العالم أجمع واثبت بأن اللاعب المصري قد يجد طريقه يوما ما للعالمية في حال توافر عنصري الإستقرار والتركيز.

3-أعادت مباريات البطولة بعض العناصر الاساسية بالمنتخب لمستواها المعهود،فعاد حارس المرمي عصام الحضري لنسخة 2006 و2008 في مباراتي إيطاليا وأمريكا وذلك بعد إهتزاز مستواه بوضوح في الشهور الأخيرة وبالأخص في لقاء الجزائر،كذلك شاهدنا محمد أبو تريكة في أفضل مستوياته أمام عمالقة البرازيل وإيطاليا وذلك بعد ظهوره بأقل مستوياته الفنية مع النادي الأهلي بالموسم المنقضي منذ إنضمامه إليه في يناير 2004 بالإضافة لإستعادة محمد زيدان لخطورته الدائمة علي دفاعات المنافسين وهو ما إفتقده زيدان تماما منذ نهاية البطولة الإفريقية في 2008.

4-كشفت المباريات عن أحقية بعض اللاعبين في الدفاع عن ألوان العلم المصري فيما هو قادم من مباريات بالتصفيات المونديالية مثل محمد حمص صاحب هدف الفوز الشهير علي إيطاليا وكذلك المدافع أحمد سعيد أوكا وأحمد عيد عبد الملك بشرط البعد عن العصبية الزائدة في الأداء،وهو ما ينبغي أن يلتفت إليه الجهاز الفني في المرحلة المقبلة التي لا تحتاج لأدني نوع من المجاملات في التشكيل لاسيما بعد فوز المنتخب الجزائري علي زامبيا بعقر دارها.


ولكن لنستفيد من الإيجابيات،يجب أن نتوقف أمام أبرز السلبيات:

1-بعيدا عن أي فنيات في الأداء،لابد من كشف حساب ضروري في مسألة سفر أقارب بعض أعضاء اتحاد الكرة والجهاز الفني مع بعثة المنتخب دون وجود أدني صفة رسمية لهم،فهل سافر أولاد شوقي غريب وأحمد شوبير ومجدي عبد الغني وغيرهم علي نفقتهم الخاصة أم جاء "علي حساب صاحب المحل"
افيدونا بالله عليكم،فلا ُيعقل أن يتحمل اتحاد الكرة المصري المسئول من الحكومة المصرية نفقات نزول كل من هب ودب في فنادق الخمسة نجوم في وطن بات أبناؤه يتقاتلون يوميا للحصول علي رغيف الخبز!!

2-أثبت الإعلام الرياضي في مصر مجددا عدم وجود معايير موضوعية لديه،فلا ُيعقل أن تتحول واقعة خبر سهر بعض لاعبي المنتخب مع فتيات الليل عقب لقاء إيطاليا إلي سيل من الإتهامات للإعلامي عمرو أديب لمجرد ذكره الواقعة التي تداولتها العديد من الصحف ومواقع الإنترنت العالمية قبل مباراتنا الأخيرة أمام أمريكا،ولكن يبدو أنها نظرية الشماعة والتهرب من المسئولية التي ما تتميز بها الشخصية المصرية دوما،ولعل في نكسة 67 العسكرية العديد من العبر.
فكان من الأولي بدلا من تركيز الهجوم في إتجاه عمرو أديب أن ندافع عن أنفسنا أمام الصحيفة الجنوب إفريقية التي نشرت الخبر ومقاضتها ومطالبتها بالتعويض علي أقل تقدير وإلا فأي إجراء اخر لا يحمل سوي معنة"الطرمخة" علي الموضوع من اتحاد الكرة كما حدث من قبل في واقعة سهر ستة من لاعبي المنتخب حتي مطلع الفجر قبل مباراة زامبيا الأولي في التصفيات المونديالية!!

3-من جديد،يثبت منتخبنا الوطني إصابته المزمنة بحالة الشيزوفرنيا"الإنفصام" الكروية،فيتكرر سيناريو بطولة القارات 99 بحذافيره عندما كان هدفا يتيما في شباك السعودية يكفينا للعبور لنصف النهائي إلا أننا خسرنا بالخمسة يومها لنودع البطولة رغم تعادلنا التاريخي 2-2 أمام المكسيك،ولم يختلف الحال كثيرا بعد عشر سنوات،فها هي مصر تحرج البرازيل وتخسر أمامها 4-3 بشق الأنفس ثم تقهر أبطال العالم الأزوري 1-صفر لتعود وتخسر أمام المنتخب الأمريكي بالثلاثة وتهدي له بطاقة الصعود بعدما إعترف لاعبو الولايات المتحدة بحجزهم لتذاكر العودة قبل بدء مباراتهم الأخيرة أمام مصر!!
وهنا يطرح السؤال نفسه :هل يحتاج المنتخب المصري لمخطط أحمال عالمي من أجل تحمل ضغط المباريات المتتالي أم يكون الطبيب النفسي كافيا للقيام بالمهمة؟؟

4-لماذا يصر الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة علي بعض اللوغريتمات الغريبة في تشكيلة المنتخب المصري في بعض المباريات الحاسمة،فكان إستبعاد محمد حمص وأوكا من مباراة الولايات المتحدة الأخيرة بالرغم من تألق حمص_علي وجه الخصوص_ اللافت أمام إيطاليا ونيله لقب أفضل لاعبي المباراة من قبل موقع الفيفا الرسمي،فكانت النتيجة توهان لاعبي الوسط المصري في ظل وضوح الإرهاق علي عناصره الأساسية،فلم يعد معلوما هل لعب أحمد فتحي بديلا لأوكا في قلب الدفاع أ م تحولت الخطة إلي 4-4-2 التي لا يجيدها إلا أوكا بحكم إعتياده عليها مع نادي حرس الحدود،وهو ما أعاد للأذهان مبارتنا الأولي أمام زامبيا التي قام فيها شحاتة بإشراك بركات كظهير أيسر لتخسر مصر مجهوداته في وسط الملعب بالإضافة لغياب الجبهة اليسري المصرية في هذه المباراة!!
للتجارب أوقاتا أخري يا كابتن حسن مع إحترامنا الكامل لإنجازاتك مع المنتخب المصري!

4 comments:

Anonymous said...

تحليل جميل وعميق وقوي
انا عايزه اعرف اللينك بتاع مدوناتك التانيه

micheal said...

فتاة من الصعيد
اشكرك جدا وده لينك المدونتين
http://strugglingmichealitoo.blogspot.com/
http://michaelsportszone.blogspot.com/
حتلاقيني دايما ع الفيس بوك بنزل نوتس رياضية
michael mohsen youssef

Anonymous said...

انا مليش في الفيس بوء ده ولا فاهمه منه حاجه ...... بس هاخد لينك المدونه التانيه
شكرا للاستجابه

micheal said...

فتاة من الصعيد
تنوري في أي وقت وأي مكان
:)
تحياتي